"تدافع النهضة" الانتخابي: اسلام ديمقراطي أم إسلام ستاليني ؟
تونس- التونسيون
عادت الخلافات داخل حركة النهضة، لتبرز للعلن ولتتحول الى مادة ينشرها أبناء الحركة في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بما يشير في ملاحظة أولى الى أن الخلافات التي تم ترحيلها في المؤتمر العاشر – ماي 2016 – أصبحت تنذر بمستقبل تماسك الحركة ووحدتها التنظيمية، كل ذلك بمناسبة تشكيل القائمات للاستحقاق الانتخابي القادم.
عاد هذا “التدافع” ليخرج للعلن من جديد، وليأخذ هذه المرة أبعادا تتصل بطريقة ادارة الحركة، وتحديدا التسيير الديمقراطي في جماعة أكثر منها حزب بالمفهوم الحديث لهذا الكيان، فأي معنى للمطالبة بالديمقراطية ضمن جماعة تربطها بمرشدها وبالتنظيم البيعة؟ وهل سقطت ورقة التوت التي تتبجح بها الجماعة من كونها تسير بأسلوب ديمقراطي وأن لها مؤسسات منتخبة؟ وهل أن المرشد الغنوشي هو “الحاكم بأمره”؟ وهل أن الأمراض التي تشهدها بقية الأحزاب – المدنية والديمقراطية – تنسحب أيضا على الحركة الاسلامية التونسية – اخوان تونس -؟
البداية، كانت مع تحدث قيادات وازنة ومؤثرة ومعروفة بخلافها مع قيادة “المرشد” – راشد الغنوشي، مثل عبد الطيف المكي وعبد الحميد الجلاصي وسمير ديلو…تحدثوا عن “الاختناق” و “التخلي” و “الاعتزال”، أيام قليلة بعد استقالة مدوية – تمت محاصرة تداعياتها – للمستشار السياسي للغنوشي، القيادي لطفي زيتون من “ديوان الاستشارة”، وهو الذي ابعد عنه منذ فترة.
للمساعدة على فهم ما حصل ويحصل في البيت النهضاوي ، من “تمرد” على سلطة الشيخ ورفض لديمقراطيته الشكلية، وهيمنته على كل مفاصل الحركة وعلى خزائنها وعلاقاتها في الداخل وفي الخارج، اخترنا نشر تدوينات لمقربين ومنتسبين للحركة، وذلك لمزيد تسليط الضوء على الجدل الدائر، والذي فجرته عملية اختيار مرشحي الحركة للانتخابات التشريعية المقبلة، التي كانت فيها يد الطول لرئيس الحركة، ما جعل الانتخابات التمهيدي، مجرد ذر للرماد على الأعين، كما يقال.
الحبيب بوعجيلة: صراع سياسي حزبي
“تقديري ان التصريحات العلنية بالقلق من سمير ديلو و عبد اللطيف المكي جزء من ادارة المعركة السياسية داخل اهم الاحزاب الحاكمة في تونس .على عكس ما يتصور البعض تونس دخلت مرحلة السياسة بامتياز بعيدا عن منطق الاحزاب الجماعات او الطوائف.
الحراك داخل احزاب اليسار و الاسلاميين و القوميين دليل اخر ان السياسة تقديرات نسبية و اختلافات بشر و مصالح بعيدا عن قداسة الايديولوجيا و الاصطفافات العاطفية و هذا ما يجب ان يفهمه اتباع الاحزاب و قواعدهم بعيدا عن المشاعر بين السب و اللعن او المديح و الانقياد …الاحزاب العصرية رؤى و تصورات و خطوط و اجنحة و وجهات نظر .
كلما فهمت القواعد ذلك و استوعبت مشروعية الاختلاف داخل احزابها اقتربت من مجال السياسة لتبتعد عن مجال تكفير الخصم من خارج احزابها او تخوينه دينيا او اخلاقيا او علمانيا”.
حاتم بولبيار/ عضو شورى النهضة/: اسلام ستاليني
تونس في 14 جويلية 2019
تاريخ فاصل في حركة النهضة.
هل نريد إسلام ديمقراطي أم إسلام ستاليني ؟
عبداللطيف المكي .. رسالة للغنوشي : “اتق الله”
بسم الله الرحمان الرحيم
إني أود في البداية أن اشكر الأخ حسين الجندوبي الذي انتخبه إخوته وأخواته في الكاف وعديد الإخوة والاخوات الآخرين، لاتصالهم بي ليؤكدوا لي ترحيبهم بي رئيسا لقائمة الكاف وأكد لي المناضل الكبير عديد المرات أنه يتشرف بان يكون الثالث في القائمة معبرا بذلك عن معدن أصيل وعن أخلاق المناضلين وعن الاخوة الصادقة ولقد شعرت عندها بنقاوة الاخوة في ظل الاختناق الذي صنعته الممارسات السيئة التي اتاها البعض.
ومقابل هذا الاستعداد الصادق، اعتذرت لهم بنفس الروح والاخلاقية بالقول إنني لن آخذ مكان أخ انتخبه إخوانه وتعاقد معهم.
فبأي حق اذهب لاستلم مكانه وأشارك في ما ارتكبه المكتب التنفيذي من تدمير للمناخات الداخلية للحركة وتعسف في استعمال القانون وتصفية سياسية داخلية رفضت القيادة رفضا حاسما ان تعالجه عبر ما بُسط عليها في الحوار الاخير وتريد معالجته بهذه الأساليب.
إني اتساءل امام ما ينص عليه القانون من ضرورة تعليل اي تغيير في القائمات على مبرر تغيير الاخ حسين الجندوبي في الكاف وهو مناضل شرس وكان توأما للدكتور عبد الرؤزف بولعابي رحمه الله في قيادة الجامعة وحوكم مع القيادة في1981 وكان عضوا بالشورى المركزي قبل1991 وكاتبا عاما جهويا بالكاف وحاليا عضو شورى مركزي؟ ما هو المبرر؟ إن افضل شئ في الكاف هو احترام نتائج الانتخابات بصورة كاملة لكي لا يزيدوا من تدهور أوضاع الكاف التنظيمية والمكتب التنفيذي سبب رئيسي فيها منذ حل المكتب الجهوي برئاسة الاخ حسين دون مبرر.
وأتساءل ما هو مبرر نقلي انا من دائرة تونس 1؟ فإن كان السبب ترشح رئيس الحركة، اكون الثالث من بعده والأكثر إثارة للشعور بالظلم ما هو مبرر عدم احترام الناخبين وعدم وضع الاخت صفاء المدايني في المرتبة الثانية والإصرار على البحث مكانها على واحدة غير متحجبة؟
أتساءل ايضا لماذا يترشح الاخ رئيس الحركة بطريقة مرتجلة وفي آخر لحظة وقد دعوناه سابقا خلال الحوار للترشح ودراسة هذا الخيار ضمن رؤية هندسة الحكم فرفض؟ ولكن مرحبا به على ان يقع احترام الناخبين في بقية الترتيب.
ليس هناك اي تعليل و لا تبرير مقنع والاسباب الحقيقية لم يُصرّح بها رسميا بل قيلت في الهوامش وهي ظاهرة من خلال عملية الالغاء التام لنتائج الانتخابات (انتخب شكون تحب وانا نعمل آش نحب).. لماذا الظلم؟:
ظلم الشباب
ظلم المرأة
ظلم الناخبين
ظلم القانون
ظلم أخوتنا
ظلم اخلاق النزاهة والشفافية
إن الشعور بالظلم يضاعفه ما صرح به بعض نواب النداء وتحيا تونس من إزاحة لاسماء وتعويضها باسماء ذكروها حتى على الهواء من باب المعطيات وقبل مدة من بت التنفيذي.
لذلك ولكل ما تقدم أعلن أني لن اشارك في هذه المظالم المضرة بالحركة ضررا استراتيجيا ليس له اسم غير البتر وبعض البتر يؤدي الى القتل. لذلك لن أذهب الى الكاف التي اتشرف بها و بخدمتها وبأهلها وبحركتنا هناك وبكل إخوتي فيها من اتفق معي او من خالفني وأتمسك باحترام الناخبين وخيارات ابناء الحركة في كل الولايات لاني وإن تحدثت عن شخصي المتواضع فإني أقصد بذلك الوضع في كل الحركة وإني قلت قولي صريحا لعلي اساهم في إنقاذ هذا الصرح الذي بنيناه جميعا شيبا وشبابا:
من طينة عطاء الرجال والنساء مخلوطا بعزيمة المناضلين ومدفوعا بحب البلاد وشعبها وقِيَمها ومعطرا بدماء الشهداء ودموع الأمهات ومتماسكا باخلاق المناضلين والاخوة في الله ومَرعيّا بالتوكل على الله هذا الكيان ارى المعاول تنهال عليه خارجا والسوس بدأ يقرضه داخلا ليكون كعصا سليمان عليه السلام ولن يكون بإذن الله إني ادخر هذا الموقف عند الله يوم القاه فريدا مهما جرّ علي من انعكاسات (فالموقف مناضل او لا يكون) وإني ادعو بعض القيادات الى ان يعينوا إخوانهم بالصمت إذا لم يستطيعوا رد المنكر وأدعو رئيس الحركة أن يتقيَ الله في حركتنا وشبابنا ونسائنا واخوتنا”…
محمد القوماني: مأزق فكرة تعيش نهاياتها
“إذا استحضرنا وزن حركة النهضة في المشهد السياسي التونسي، ومشاركتها في الحكم، والآمال المعلّقة عليها داخليا وخارجيا، في الاستقرار وإنجاح المسار الديمقراطي، وقياسا على ما ما حصل من تداعيات سلبية في خلافات جزب نداء تونس، على صعيد الحكم والأوضاع العامة بالبلاد، نفهم سرّ مراقبة المتابعين بانشغال، التداعيات الوطنية للخلافات الداخلية النهضوية. فقد تكون التجاذبات حول القائمات، مجرّد قادح لحريق يشبّ في مخزن أزمة عميقة، تعكس مأزق فكرة تعيش نهاياتها، ظلّ يُمسكها “شقف” تنظبمي أخذ منه التآكل. وهذا حريّ بالرجوع إليه بالنظر”.
نورالدين ختروشي: من الرسالية الى ادارة الشأن العام
ليس الخطأ ولا الخطيئة ولا الخطر في تعديل القائمات.. كل الخطر في المناخ الانتقالي الذي تعيشه النهضة ومن ابرز عناوينه مسار التجويف الاخلاقي المتسارع والمكثف الذي تعيشه النهضة منذ تحولت من ضفة الرسالية الى ضفة ادارة الشأن العام….
من الممكن ومن الوارد بل من الواجب انقاذ النهضة من النهضة الذي لن يكون انفجارها الاخدمة مجانية للمتربصين بالاستثناء الوطني…..
مقترحي لانقاذ الوضع وارجو ان يأخذ بعين الاعتبار :
1-اجتماع عاجل لمجلس الشورى لتعديل الفصول المتعلقة بتدخل التنفيذي في الحالة من النظام الداخلي
2- الابقاء علي مبدأ تدخل التنفيذي لوجاهة الفلسفة التشريعية
3- التعديل يجب ان يحصر في حد ثلث القائمات
4 _ تحديد القائمات المعنية بالتعديل يكون بالقرعة وفي جلسة علنية وباختيار الالية الانسب لضمان نزاهة العملية.
وخلاصة المقترح ان الحالة المأزقية التي وصل لها الوضع الداخلي يمكن الخروج منها بأناقة تحقق حفظ ماء الوجه للجميع وتخرج بالاختلاف من اخاديد الحسابات الذاتية التي فيها المشروع وغير المشروع وحصرها في دائرة التشريع الداخلي الذي يفتح المجال بشكله الحالي للتضحية بمبدأ الديمقراطية لصالح أرادوية القيادة التنفيذية وحساباتها التي قد تكون وجيهة ولكن حتما لن تكون مقبولة في هذا المناخ الانتقالي الصاخب الذي تعيشه النهضة”.
وتابع الختروشي في تدوينة أخري:
ما تعيشه النهضة من غليان داخلي أحتجاجا على تقدير التنفيذي في موضوع القوائم لن ينتهي بأنشقاق بل سيفتح على مسار فرز مؤلم ومكلف لنهضة ما بعد راشد الغنوشي رمزيا ، ولنهضةما بعد الرسالية عقائديا ، ولنهضة ما بعد الحكم سياسيا..
الثابت ان النهضة الى حد الساعة ورغم التوترات المشروعة أوالمرضية التي تبدو علي سطح يومياتها ، تعيش هذا المخاض بين نهاية الجماعة وولادة الحزب بأقل كلفة ممكنة
ولكن الى متى.؟
لا ادري مدى قدرة المخزون الاخلاقي لجيل النهضة/الحركة في أمتصاص مفاعيل الصراع الداخلي ولكن الثابت ان ذلك المخزون بدأ ينضب َوقدرته الوظيفية الكامنة انهكها تردد الجسم بين حد طارد من زمن القيمة والنضالية الطهورية البريئة و حدٍّ جاذب الى زمن المصلحة و المناورة الماكرة وغواية كراسي الحكم الوثيرة.
عبد الحميد الجلاصي: حراك ديمقراطي
على خلفية الحراك التي تعرفه حركة النهضة في إطار تشكيل قائمات التشريعية أجرى القيادي عبد الحميد الجلاصي حوارا مع موقع “حقائق أون لاين” و هذا نصه كاملا :
يقول القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي “في الحركة الان حراك ديموقراطي مهم يكسر الصورة السائدة لدى احزاب الترضيات و احزاب القطيع”.
وأوضح الجلاصي في تصريح لحقائق اون لاين أن الشوط الاول في اختيار المرشحين للتشريعية تمثل في مؤتمرات تصعيدية حضرها كبار الناخبين في الدوائر الثلاث و الثلاثين في الداخل و الخارج ايام 2و9و 16جوان الماضي. وأضاف أن الشوط الثاني هو دراسة المكتب التنفيذي لمقترحات الجهات بالتعديل والاضافة وفقا للصلاحيات التي يخولها له النظام الأساسي واللائحة المنظمة للعملية في جلسات ماراطونية بين 11و14جويلية، مشيرا إلى أن الشوط الثالث انطلق امس باعلام الجهات بالقائمات التي اقرها التنفيذي وهي قائمات تجد قبولا او تحفظا او اعتراضا او حتى اعتراضا شديدا من الجهات كما يحدث في كل الحركات الديموقراطية الحية، وفق قوله.
وأشار إلى أن أوجه الاعتراض تنبني على اساس الحكم على تمثيلية المحليات اوالفئات او في صوابية تدخل المكتب التنفيذي بناء على الصلاحيات التي خولها له القانون.
وأما عن الشوط الرابع فلفت إلى أنه ينطلق قريبا للنظر في تفاعل الجهات مع العلم ان المكتب التنفيذي مؤسسة مسؤولة على رعاية مصالح الحركة ومناخاتها ووحدتها وسيتمسك بصلاحياته و لكنه سيراعي ايضا رسائل كبار الناخبين وتفاعلات هياكل الحركة، وقد يكون لمجلس الشورى قول في هذا الشان لضبط الإيقاع، ففي الحياة الوطنية لا يمكن تجاوز الرأي العام، وفِي الاحزاب الوطنية لا يمكن تجاوز مزاج المناضلين، وفق قوله.
وفي حديثه عن حسم حركة النهضة في المرشحين النهائيين لقائماتها الانتخابية في التشريعية قال الجلاصي في تصريح لحقائق اون لاين إن “المؤسسات ليست ثكنات مغلقة وهناك تفاعل تضبطه قوانين ومصالح” مشيرا إلى أن القائمات تعتبر نهائية عندما ينظر المكتب التنفيذي في تقارير موفديه الى الجهات وطريقة التفاعل مع كل حالة على حدة .
وأضاف “جميعنا حريصون في الحركة ان نوسع الممارسة الديموقراطية وان نعطي نموذجا لأصدقائنا في الاحزاب الاخرى”، معتبرا أن اصعب ما يمكن ان يحصل هو ادارة كم كبير من المطامح و التدفقات و لكن هذا هو قدر الاحزاب الكبرى و منها النهضة، على حدّ تعبيره. وتابع بالقول “الحركة التي نجحت في ادارة تشارك مع اطراف كانت غريمة لا يعجزها ان تدير التنوع داخلها و هذه مسؤولية وطنية، مؤكدا أن القائمات النهائية هي القائمات التي تقدم للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وأن كل ما يروج قبلها خاضع للتعديل.
وفيما يتعلق بترؤسه وراشد الغنوشي واسماء بارزة أخرى لقائمات انتخابية، أكد ترشح قرابة الثمانمائة مناضل من الرجال والنساء ومن مختلف الشرائح والإعمار لهذه الانتخابات .
واضاف “ترشحت شخصيا على دائرة تونس 2 وسعدت بان حصلت على ثقة عدد معتبر من كبار الناخبين فيها بعد حملة انتخابية جديدة في مساري السياسي سوقت فيها للمرشح “عبد الحميد الجلاصي “، مشيرا إلى أنها تجربة طريفة يخوضها لاول مرة في حياته.
ولفت الى أن هناك تفكير في ترؤس رئيس الحركة لقائمة انتخابية ولكن لا شيء نهائي قبل تقديم القائمات للهيئة العليا للانتخابات، مضيفا “قد اجد نفسي في مقدمة القائمة التي ترشحت فيها كما قد اتخذ خيارا بعدم المشاركة لاعتبارات أقدرها في حينها””
عبد الواحد اليحياوي: صراع حول خلافة الغنوشي
عندما كنت اكتب عن الصراع على القرار السياسي داخل حركة النهضة في افق ما بعد رئيسها راشد الغنوشي كان الكثيرون يعتقدون اني اكتب أماني.. بينما موقفي كان وسيظل انه ليس من مصلحة البلاد تفكك حركة النهضة وانما تغيرها في قطيعة مع بنيتها كجماعة الى حزب سياسي محافظ..
الصراع داخل حركة النهضة ليس بالضرورة بين ديمقراطيين وغير ديمقراطيين بل صراع على القرار داخل الحركة.. ببن مجموعة مهيمنة تستمد مكانتها من قربها من رئيس الحركة وتعرف انها ستفقد كل نفوذها بمجرد ذهابه وهي استغلت وجودها في المكتب للتموقع داخل كتلة الحركة استباقا لما بعده خاصة وانه يفترض ان يغادر في المؤتمر القادم سنة 2020…
اما المجموعة الثانية فتتكون اساسا من قادة تاريخيين مجروحين بعد استبعادهم من مواقع النفوذ داخل الحركة وهم في الغالب لا يحظون بثقل جهوي او تنظيمي وحتى الانتخابات الاخيرة لم تمثل نجاحا لهم مثل عبد اللطيف المكي الذي حل ثانيا بعد شابة تعمل موظفة بالحركة..
وهو اكثر من ذلك مرفوض من جهته وقد تابعت رفض مسؤوليها لرئاسته قائمة الكاف من خلال نصوص على الفضاء الافتراضي ..وهو ما يعني ان ما يحدث داخل الحركة هو في النهاية اختلاف على تموقعات وترتيبات ما بعد الغنوشي وان اتخذت عناوين تطبيق اللائحة الداخلية او الدفاع على دمقرطة القرار السياسي داخل حركة النهضة..
في الاثناء هناك تيار داخل الحركة بصدد الاجتهاد وتوفير مفاهيم جديدة لعملها السياسي مثل حزب الاسرة التونسية والمحافظة والعدالة الاجتماعية لانقاذها من سياساتها الليبرالية طيلة السنوات الفارطة…هذا التيار مازال تأثيره بطيئا ولكنه مستقبل حركة النهضة كحزب سياسي محافظ الأفق الأمثل لتطورها
منصر الهذيلي: النهضة أصل تجاري للغنوشي وآله
“النهضة كانت دائما نهضة الغنوشي. المسألة ذهنية وعامة. حزب العمال حزب حمة والحزب الدستوري حزب بورقيبة. لا ينزعج الزعيم عندنا اذا سقط البناء غندما تسقط زعامته الماسكة. إذا متّ ضمآنا فلا نزل القطر.
تجربة السنوات الأخيرة فتحت عيني على مسألة الذهنية وهي مسألة نغفل عنها كثيرا ونزهد فنغرق في صراع الافكار والعقائد والأحزاب. ما كان الجمهور النهضوي يحتاج منعطف الأيام الأخيرة ليفهم أنّ النهضة أصل تجاري للغنوشي وآله.
عودته من لندن بعد أكثر من عشرين سنة وبعد كمّ من المحارق وتوليه القيادة مجددا من دون مؤتمر واسع يقيم التجربة وينجز مراجعات ويغير قيادات تجاوزت وأخطأت، هذا الحال مثّل برمّته واقعا خلاصته أنّ النهضة من دون جدارة قيادة وأتباعا وأنها أخذت الآلاف من الشباب الى التضحية من دون أن تشكّل حالة ثقافية وسياسية متقدّمة مقارنة بمن حشدت الانصار وشحنتهم بسبّهم ولعنهم.
من قال أنّ النهضة أفضل من الدساترة وحتى التجمعيين أو غيرهم؟ من قال أنها أفضل جوهريا؟ وهم أنها أفضل ارتبط بالحلم والتوق وتبجيل عنوان الاسلام. لندن مكان غامض وعاصمة ضباب. أريد، قولا، أن أبقى في مستوى ما يمكن أن أجد له حجة من واقع مكشوف. إذا أطلقت العنان لقول في الاختراق ولعبة المخابرات يكون أمر آخر….”
سامي عبد الباقي: أنا الحزب والحزب أنا ..
الغنوشي والإنتقال من مرحلة الخلافة الراشدة إلى مرحلة الدولة الأموية الإنتقال من الشورى إلى الملك العضوض والعائلة المالكة الإنتقال من التشاور إلى مرحلة ما أريكم إلا ما أرى الإنتقال من التشكيك في والطعن في أحاديث الطاعة إلى مرحلة اسمع وأطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وهتك عرضك الغنوشي انتقل إلى مرحلة من الفقه السياسي جديدة :
مرحلة كن بين يدي شيخك كما يكون الميت بين يدي غاسله
مرحلة الوصي
مرحلة العصمة
مرحلة إني أرى ما لا ترون
مرحلة وحدة الوجود والفناء في الحزب
أنا الحزب والحزب أنا ..
الحبيب الأسود: الغنوشي وتصفية “حركة النهضة” بعد أن أنهاها فكريا وعقائديا
“شأن “حركة النهضة” مثل باقي الأحزاب والحركات السياسية، شأن عام، فهي حركة تونسية تتفاعل مع الواقع التونسي ومستجدات حراكه اليومي بالأخذ والعطاء، والرفض والقبول، ولها تأثير مباشر كبقية الأحزاب على الحياة السياسية في البلاد وعلى معاش الناس سلبا وإيجابا، وقادتها ومؤسساتها عرضة كغيرهم للمساءلة والنقد والتجريح، ولذلك إذا تناولنا بالدرس والتحليل ماهية الحركة وصيرورتها فقد تناولنا شأنا عاما، لا يحق لأحد أن يرد علينا ذلك بتعلة أن الشأن الحزبي شأن خاص وداخلي، فهذا خطأ ومدخل للاستبداد والإقصاء…
ما يجري اليوم داخل “حركة النهضة” من حركية وتدافع بين مواقف ضد ومواقف مع، إثر تدخل السيد راشد الغنوشي لتغيير نتائج الإنتخابات التمهيدية الداخلية استعدادا للإنتخابات التشريعية القادمة، بوصفه رئيسا للحركة، وبتعلة أن له صلاحيات تنفيذية تخول له فعل ذلك، هو حالة صحية تعبّر عن ضمير لا يزال حيا داخل الحركة، رغم هيمنة السيد راشد على ضمائر أبناء الحركة بالمال و”الإنضباط” الحزبي…
ما أقدم عليه السيد راشد بإلغاء مسار ديمقراطي داخلي هو سقوط آخر له، أظهره بكل وضوح في عباءة “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”… فهو الذي، وبعيدا عن قواعد الحركة، بدل وغير بوصلة الحركة تماهيا مع أجندات أجنبية لا علاقة لها بمصلحة الحركة ولا بمصلحة البلاد، وانخرط بكل قوة في رسكلة النظام الساقط، وإحداث الردة على المسار الثوري، وساهم بشكل فعال في تمكين ماكينة الفساد والاستبداد من الدوران من جديد…
وقد فعل ذلك تحت عناوين فجة من مثل “فقه الواقع” و”تلك هي إكراهات السياسة”، وقد أظهر كم من مرة أن “إكراهات السياسة” عنده أقوى من إكراهات الثبات على الدين وعلى المبادئ… السيد راشد الغنوشي وبما أقدم عليه داخل حزبه من هيمنة وظلم واستبداد، في محاولة منه لإقصاء آخر ما تبقى من رجال صنعوا تاريخ الحركة وهندسوا نضالاتها، يأتي في المرحلة الأخيرة من تصفية “حركة النهضة” بعد أن أنهاها فكريا وعقائديا وبدل بوصلتها، وتلك هي لعمري المهمة المريبة التي يشتغل عليها منذ 14 جانفي 2011.
مختار الدبابي: النهضة “ليست تنظيما ايديولوجيا مغلقا”
Mondher
Mondher
Comments