تدوينة فايسبوكية لـ”حاملة أسرار الرئيس” تحيي الجدل حول “صراع الأجنحة” بقصر قرطاج
تونس- التونسيون
أحيت تدوينة نادية عكاشة الرئيسة السابقة لديوان الرئيس التونسي قيس سعيد والتي تحدثت فيها عن “استيلاء” أطراف لم تسمها على مسار 25 يوليو، النقاشات حول “صراع الأجنحة” داخل قصر قرطاج.
وكانت عكاشة قد استقالت في يناير الماضي من منصبها، وسط تساؤلات حول الأسباب التي دفعتها لاتخاذ هذه الخطوة.
وتتباين آراء المحللين السياسيين حول تداعيات هذه “الصراعات” على المشروع السياسي الذي يقوده الرئيس سعيد.
تدوينة مثيرة للجدل
فجرت عكاشة التي تُلقب إعلاميا في تونس بـ”حاملة أسرار الرئيس” و”الصندوق الأسود لقرطاج”، جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية بعد توجيهها اتهامات لأطرف لم تسمها بالاستيلاء على مسار 25 يوليو.
وأضافت أن 25 يوليو “لحظة حاسمة وقرار تاريخي ومسار وطني كان من المفروض أن يقوم على منهجية واضحة وعلى تمشي ديمقراطي جامع وعلى أسس ثابتة لبناء دولة القانون التي تحترم فيها الحريات والمؤسسات”.
واستدركت “لكن للأسف تم الاستيلاء على هذه اللحظة وعلى هذا المسار من قبل من لا شرف ولا دين ولا وطنية له ومن قبل زمرة من الفاشلين الذين لا يفقهون شيئا غير احتراف الابتذال والتشويه والتضليل”.
ولم توجه عكاشة هذه الاتهامات لطرف بعينه، غير أن معظم القراءات السياسية أكدت أن المسؤولة السابقة كانت تستهدف وزير الداخلية توفيق شرف الدين بهذه التدوينة.
وشرف الدين هو محامي كان قد شارك في الحملة الانتخابية للرئيس قيس سعيد، قبل أن يتم تكليفه بوزارة الداخلية في مناسبتين (حكومة هشام المشيشي وحكومة نجلاء بودن).
الأخضر: الحرب انطلقت بين الأجنحة
وتعليقا على هذه التطورات، قال المحلل السياسي جلال الأخضر إن “الصراعات بين الأجنحة داخل قصر قرطاج لم تعد خافية بعد أن تم تفنيد بعض التسريبات السابقة التي أكدت وجود خلافات عميقة”.
وأوضح الأخضر في تصريح لـ”أصوات مغاربية” أن “عكاشة أعلنت الحرب من فرنسا حيث تقيم على المجموعة التي يقودها وزير الداخلية توفيق شرف الدين”، مؤكدا أن “الصراعات تتمحور حول امتلاك شرعية إجراءات 25 يوليو”.
وأضاف أن “الجناح الذي يقوده وزير الداخلية يضم أفرادا من عائلة الرئيس بينما يضم فريق عكاشة بعض النشطاء الإعلاميين ومجموعة من المشاركين في الحملة الانتخابية لسعيد”.
ويرى المحلل السياسي أن “المشروع السياسي للرئيس بات مهددا على خلفية هذا الصراع إضافة إلى التحفظ الذي أبداه بعض المؤيدين لسعيد حول القرارات الأخيرة التي تم اتخاذها”.
الدبابي: لا تأثير لهذه الصراعات على مشروع الرئيس
في المقابل، قلّل المحلل السياسي مختار الدبابي من تداعيات هذه الصراعات على المشروع السياسي لسعيد، قائلا إن “الرجل مصمم على تنفيذ التغيير الذي يريده من خلال اتخاذ بعض الخطوات التي بدت صعبة على غرار تغيير قانون هيئة الانتخابات”.
وأشار الدبابي في تصريح لـ”أصوات مغاربية” إلى “وجود تيارين في محيط الرئيس، يتزعم الأول وزير الداخلية توفيق شرف الدين الذي بات يمسك بالملف الأمني المهم، فضلا عن انتماء هذا المسؤول إلى منطقة الساحل وهي الوريث التاريخي للحكم”.
ويقود الفريق الثاني، وفق المصدر ذاته “تيار شبابي قاد الحملة الانتخابية وينتمي معظمهم إلى محيط الرئيس في الجامعة من بينهم نادية عكاشة”.
وختم الدبابي بالقول إن هذه “الصراعات لا تزال ثانوية ولم يخرج صداها إلى العلن، ومن الصعب أن تؤثر على قدرة الرئيس سعيد في تنفيذ برنامجه السياسي”.
المصدر: أصوات مغاربية
Comments