تزامن العمليات الارهابية مع تشكيل الحكومات المتعاقبة .. المصادفة الغربية؟
في تقرير مطول بمناسبة العملية الارهابية التي جدت الأحد 6 سبتمبر الجاري في أكودة/ سوسة ركزت وكالة تونس افريقيا للأنباء على وجود “تزامن العمليات الارهابية مع تشكيل الحكومات المتعاقبة” .. فهل هي مصادفة؟
عند استعراض العمليات الارهابية التي تسببت في ارباك الحياة الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا وفي سقوط عشرات الشهداء، يتبين ان المجموعات الارهابية تتعمد القيام بهذه العمليات اثر الاعلان عن تركيبة الحكومات التي عرفتها تونس بعد الثورة، وذلك بعد مرور وقت وجيز من حصولها على ثقة البرلمان، وهو ما تجلى مجددا اليوم الاحد وبعد خمسة ايام فقط من نيل حكومة هشام المشيشي ثقة مجلس نواب الشعب.
وقد برزت هذه الاجندا الارهابية التي ترمي الى تشتيت العمل الحكومي منذ الاعلان عن حكومة المهدي جمعة لتشمل كل الحكومات التي تشكلت من بعدها.
وفي ما يلي التسلسل الزمني لهذه العمليات:
-العمليات الإرهابية التي تلت إعلان مهدي جمعة، يوم 26 جانفي 2014، لحكومة كفاءات غير متحزبة اثر استقالة حكومة علي لعريض في 9 جانفي 2014، التزاما ببنود خارطة الطريق للرباعي الراعي للحوار الوطني: 4 فيفري 2014 القضاء على مجموعة إرهابية من سبعة عناصر تحصنت بأحد المنازل بجهة رواد من ولاية أريانة واستشهاد عون من الحرس الوطني في المواجهات مع هذه المجموعة.
ومن ضمن هذه العناصر الإرهابية، كمال القضقاضي المتهم بالتورط في اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد وفي قتل عناصر من الجيش الوطني بجبل الشعانبي.
** 9 فيفري 2014 القبض على أربعة عناصر إرهابية خطيرة إثر تبادل لإطلاق النار بين أمنيين من الفوج الوطني لمكافحة الإرهاب ومجموعة مسلحة متحصنة بأحد المنازل بحي النسيم بولاية أريانة.
ومن ضمن عناصر المجموعة أحمد المالكي المكنى ب”الصومالي”، وهو أحد العناصر الرئيسية والفاعلة في اغتيال السياسي والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي.
** 16 فيفري 2014 استشهاد ثلاثة أمنيين ومواطن في عملية إرهابية بمنطقة أولاد مناع ببلاريجيا من ولاية جندوبة نفذتها مجموعة تتكون من ثلاثة تونسيين وأجنبيين.
العمليات الارهابية التي تلت بفترة وجيزة إعلان الحبيب الصيد، يوم 2 فيفري 2015، عن تركيبة الحكومة الجديدة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر 2014:
** 7 فيفري 2015 إحباط مخطط إرهابي يستهدف مواقع أمنية ومدنية بالعاصمة وبولاية قفصة من بينها مقر وزارة الداخلية، وإيقاف 32 إرهابيا في مناطق مختلقة من الجمهورية لهم علاقة مباشرة بكتيبة عقبة ابن نافع ومن بينهم عناصر عادت من بؤر التوتر وتحديدا من سوريا.
** 17 فيفري 2015 استشهاد 4 عناصر من الحرس الوطني في هجوم إرهابي مسلح بمدينة بولعابة من ولاية القصرين.
** يوم 26 فيفري 2015، إجهاض مخطط إرهابي لاستهداف أمنيين واعتقال أفراد خلية إرهابية مرتبطة بصفة مباشرة بقيادات تنظيم”عقبة بن نافع” ومتكونة من نحو 13 عنصرا من بينهم 5 فتيات، تولت تنفيذ عملية بولعابة.
– العمليات الإرهابية التي تلت تقديم يوسف الشاهد، يوم 20 أوت 2020، تركيبة حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن مبادرة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي التي أعلن عنها يوم 02 جوان 2016 لتشكيل “حكومة وحدة وطنية” على أساس توافق وطني واسع بالاستناد إلى أولويات كبرى في مقدمتها الحرب على الإرهاب والفساد وترسيخ الديمقراطية وتحقيق الشغل وخلق ظروف ملائمة للعيش الكريم والاستثمار بالجهات المهمشة.
** 29 آوت 2016 استشهاد ثلاثة عسكريين وإصابة تسعة آخرين بجروح إثر انفجار مجموعة من الألغام المضادة للمدرعات تلاها إطلاق نار وقذائف ورمانات اليدوية، استهدفت تشكيلة عسكرية مكلفة بتأمين أشغال تعبيد الطريق بجبل سمامة بولاية القصرين.
** يوم 31 اوت 2016،مقتل إرهابيين اثنين ضالعين في عملية جبل سمامة واستشهاد مدني وإصابة عون أمن ومدني آخر في مواجهات اندلعت بين وحدات من الشرطة وعناصر إرهابية متحصنة بأحد المنازل بحي الكرمة بالقصرين.
-العملية الإرهابية التي تلت بأسبوعين إعلان إلياس الفخفاخ، يوم 19 فيفري 2020، عن تشكيل حكومة مكونة من قيادات من الأحزاب ومن المستقلين بعد فشل حكومة الحبيب الجملي في نيل ثقة مجلس نواب الشعب: 6 مارس 2020 استشهاد ملازم تابع لقوات الأمن الداخلي في عملية إرهابية انتحارية استهدفت دوريّة أمنيّة متمركزة بمحيط السفارة الأمريكية بمنطقة البحيرة 2.
** 6 سبتمبر 2020، أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي عن تعرّض عونين تابعين لسلك الحرس الوطني صباح اليوم الأحد 6 سبتمبر 2020 إلى عملية دهس من طرف 03 إرهابيين بواسطة سيارة على مستوى مفترق أكودة القنطاوي سوسة.
وتابع البيان بأن وحدات أمنية من مختلف الأسلاك تحولت وتولت القيام بعملية تمشيط بمكان العملية ومحاصرة العناصر الإرهابية وتبادل إطلاق النار معها مما أسفر على القضاء على الإرهابيين الثلاثة.
وأكد البيان على أن العملية أسفرت على استشهاد الوكيل سامي مرابط بعد نقله للمستشفى في حين لا يزال الوكيل رامي الإمام يتلقى العلاج.
قال رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال تواجده بمسرح العملية الإرهابية التي جدّت بسوسة الأحد 6 سبتمبر 2020 إنّ “العمليات الإرهابية و الإجرامية لن تربك التونسيين و التونسيات و لن تسقط الدولة وأنّ من كان يرتب من خلال هذه العمليات لأوضاع سياسية فهو واهم لأن الشعب لم تعد تخفى عليه خافية ”
ووصف رئيس الجمهورية منفذي العملية الارهابية ا”بالمجانين الذين لا يفقهون أي شيء”. وتابع قوله:” من أوعز لهم القيام بهذه العملية يجب عليهم تحمل المسؤولية وسيتحملونها أمام الله والشعب وأمام التاريخ.”
وشدّد سعيّد على أنّه ستتم مراجعة العديد من النصوص التي تحمي رجال الأمن وذويهم، وأنّ هذه المراجعة ستقر الحقوق المادية لشهداء المؤسسة الأمنية كما لو كانوا على قيد الحياة بما فيها التدرج المهني، وفق تصريحه.
Comments