أحمد سلهوب *
منذ حملته الانتخابية حتى وصوله إلى سدة الحكم لم يُخفِ الرئيس الأمريكي موقفه المناهض للمهاجرين في بلاده، سواءٌ كانت هذه الهجرة بشكل شرعي أم لا، وكان ستيفن بانون، أحد مستشاريه قد استقال بعد فترة وجيزة من وصوله للحكم، وهو أحد المنادين بتفوق العرق الأبيض في بلاد العم سام، وقيل حينها إنه مهندس قرار منع دخول مواطني 7 دول من دخول البلاد.
ترامب بنى مواقفه السابقة من الهجرة في أعقاب هجمات ضربت فرنسا وألمانيا وبلجيكا قبيل انتخابه رئيساً، وقد نفذها مسلمون متطرفون، وهو الآن أمام تحدٍّ صعب للغاية، فجحافل المهاجرين غير الشرعيين القادمين من هندوراس عبورا المكسيك صوب الحدود الأمريكية، دفعت بالرئيس الأمريكي لطلب مساعدة من الجيش وإرساله إلى الحدود لمنع تدفق آلاف الفارين من بوتقة الفقر والجوع وانعدام الأمن في أمريكا الوسطى.
وقال ترامب في تغريدة له على تويتر: ننادي بتشديد قوانين الهجرة، قافلات المهاجرين تمثل خطراً على سلامة الولايات المتحدة”، إذاً فالظروف والأحداث الوليدة تخدم أجندة ترامب القادم بها من خارج الطبقة السياسية قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المزمع إجراؤها في السادس من نوفمبر الشهر القادم.
ومع اقتراب العد التنازلي للانتخابات، نجده يصول ويجول في عدد من الولايات لدعم مرشحي الحزب الجمهوري، مستخدماً قضايا داخلية كالهجرة، في محاولة للتأثير على صوت الناخب الأمريكي، ومخافة من تفوق الحزب الديمقراطي، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن للحزب الديمقراطي ومرشحيه فرصةً كبيرة لاستعادة الهيمنة على الكونجرس وتحقيق الأغلبية التي تمكِّنهم من كبح جماح ترامب وإدارته الجمهورية، وعرقلة الكثير من القرارات والسياسات التي يرفضونها، خاصة قضية المهاجرين، إلا أن الانخفاض غير المسبوق في معدل البطالة والنمو الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي يعزز موقف الحزب الجمهوري.
وعموماً جرت العادة على أن يخسر الحزب الحاكم في أول انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ويدخل بعدها الحزبان المهيمنان على المشهد السياسي بالبلاد في حرب تكسير عظام من أجل تمرير أو منع القرارات.
وستبقى قضية الهجرة تؤرق مضاجع ترامب، فهو لا يترك فرصة سانحة إلا ويطالب بوضع ضوابط وتشريعات تحكمها، واتضح ذلك جلياً عقب وقوع انفجار عند منطقة بورت أثورتي القريبة من ميدان تايمز سكوير في نيويورك نهاية عام 2017، بعدها طلب من الكونجرس مباشرة  إصلاح نظام الهجرة، وأن تكون قائمة على النقاط على غرار كندا وأستراليا ليكون المهاجرون من أصحاب المهارات والعمل.

• اعلامي مصري، مهتم بالشأن العربي