تشكيل الحكومة… هل اختار الجملي الطريق الخاطئ؟
تونس- التونسيون
يوصل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مشاوراته من اجل الحصول على “التوليفة الصعبة “لتشكيل حكومة تحظى بمقبولية برلمان تغيب فيه كتلة تحظى بأغلبية مريحة. و بعد مضي أسبوع على التكليف الرسمي لا توجد مؤشرات من شأنها ان توحي بتحقيق الحبيب الجملي لاختراق حقيقي لمواقف الاحزاب المتناقضة و الرافضة في مجملها للمشاركة في الحكومة. بل أن الرفض المستجد لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لمشاركة حزب قلب تونس في الحكم يمثل عائقا إضافيا للحبيب الجملي لأنه يحرمه من دعم كتلة برلمانية وازنة من الناحية العددية. و يبدو أن موقف راشد الغنوشي هو رسالة استمالة لائتلاف الكرامة و التيار الديمقراطي و لكنه أساسا و حسب مطلعين على خفايا كواليس النهضة رسالة تحذير للحبيب الجملي ذاته و للطرف الذي لعب دورا داخل مجلس شورى حركة النهضة في الدفع نحو فوز الجملي في الإنتخابات الداخلية ألتي اجراها مجلس شورى حركة النهضة لترشيح مكلف بتشكيل الحكومة. كواليس قريبة من راشد الغنوشي تشير الى ان له تحفظات حول إدارة الحبيب الجملي للمشاورات مع الأحزاب و ما أبداه من “ليونة ” و من استقبال لاعلاميين و شخصيات لا علاقة لها في الجوهر بتشكيل الحكومة . كما لا يخفى أيضا ان راشد الغنوشي أراد أيضا توجيه رسالة ل”ماكينة ” مجلس الشورى التي اشتغلت من أجل فرض الحبيب الجملي الذي لا يمكن إنكار انتمائه لحركة النهضة و ضربت عرض الحائط بالقراءة التي قدمها الغنوشي منذ مدة و التي تعتبر أن السياق الوطني و الدولي يدفعان في إتجاه عدم الظهور بمظهر الحركة الساعية لوضع اليد على كل المؤسسات الدستورية. و أنه لا بد من إختيار شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة دعما لهذا التوجه و تجنبا ايضا لتبعات تحمل مسؤولية وضع اقتصادي و إجتماعي صعب و من “المستحيل ” تقريبا حلحلته في حيز زمني ضيق. لكن النهضة لا ترغب أيضا في الوقوع في المطب الأكبر و هو “حكومة الرئيس ” و هو ما قد يدفعها لإعادة النظر في منهجيتها في ما يتعلق بالمشاورات المرتبطة بتشكيل الحكومة لتحافظ على الحبيب الجملي لان تراجعها قد يضعها في موقف حرج ويفقدها المبادرة السياسية.
Comments