تونس- التونسيون
أصدرت وزارة الاقتصاد والتخطيط اليوم الثلاثاء 3 جانفي 2023 وثيقة تطرقت لاهم ملامح مخطط التنمية بين 2023/2025ابرزت من خلالها ان أولويات المرحلة القادمة ترتكز على التسريع في تنفيذ مكونات البرنامج الوطني للإصلاحات والنهوض بالاستثمار الخاص والتسريع في تنفيذ المشاريع العمومية والخاصة إضافة الى تكريس التمكين الاقتصادي لفائدة الفئات الهشة وذات الدخل الضعيف.
وعلى المستوى الكمي بينت معطيات الوثيقة الوزارية انه تم تقدير حجم الاستثمارات العمومية للفترة 2023 – 2025 استنادا الى عدد من المعطيات أهمها إعطاء دفع جدي للاستثمار العمومي باعتباره المحرك الأساسي للتنمية بالجهات الداخلية والمحفز للاستثمار الخاص والرافعة لتحسين القدرة على استقطاب الاستثمارات الخارجية وذلك بالتوازي مع تصويب الاستثمارات العمومية نحو المشاريع التنموية ذات الأثر والمردودية الثلاثية: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وقدرت الوزارة الاستثمارات العمومية الضرورية للسنوات الثلاث القادمة بنحو 38.2 مليار دينار يخصص القسط الاوفر منها (18.8 مليار دينار) لإتمام انجاز المشاريع المتواصلة، ولكنها لم تتطرق الى كيفية تمويل هذه الاستثمارات ومصادر تعبئة التمويلات. كما لم تحدد اهم المشاريع المزمع تنفيذها سيما على مستوى البنية التحتية وذلك في علاقة بالإصلاحات الهيكلية المتفق عليها مبدئيا مع صندوق النقد الدولي.
من جانب اخر اشارت الوثيقة الى انه من المنتظر ان تبلغ نسبة النمو خلال الفترة 2023-2025 نحو 2.1 بالمائة في حين يُتوقع الارتقاء بالدخل الفردي نهاية فترة المخطط التنموي أي بحلول عام 2025 الى 16145 دينار وذلك بالتوازي مع ارتفاع نسبة الاستثمار الجملي الى 17.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وتطوير المجهود التصديري الى 45 بالمائة من الناتج.
ولم تكشف وثيقة الوزارة المنهجية التي مكنت من تحديد هذه التقديرات وسبل تحقيقها.
يذكر ان واقع المالية العمومية خاصة في علاقة بالتداين وإمكانية بلوغه مستويات قياسية الأعوام القريبة القادمة وفق تقديرات المؤسسات الدولية وأبرزها البنك الدولي تجعل من مجمل فرضيات مخطط التنمية الحكومي للسنوات الثلاث القادمة غير واقعية وغير قابلة للتحقيق وهي نفس الفرضيات التي وعدت بتنفيذها كل حكومات ما بعد 2011 بلا استثناء.
وكانت معطيات التقرير الأخير للبنك العالمي حول التداين العمومي قد كشفت خطورة ودقة الوضع التمويلي بتونس اذ ابرزت مؤشرات المؤسسة المالية الدولية ان الدين الخارجي لتونس ناهز 91.4 بالمائة من الدخل الوطني الصافي نهاية العام الفارط في حين شكل هذا الدين ضعف قيمة الصادرات مع بلوغ نسبة خدمته 21.1 بالمائة من إيرادات التصدير.
من جانب اخر، بينت معطيات البنك الدولي ضعف تغطية المدخرات بالعملة الأجنبية لقائم الدين الخارجي اذ لا يشكل احتياطي النقد الأجنبي من قائم الديون الدولية لتونس سوى 20.3 بالمائة وهو ما يشير الى المستوى العالي لمخاطر تعثر البلاد في سداد ديونها في صورة مزيد تدهور رصيد ميزان المدفوعات.
ندوة صحفية لتقديم أبرز محاور المخطط التنموي 2023-2025
انعقدت الثلاثاء 03 جانفي 2023 ندوة صحفية بمدينة الثقافة بالعاصمة تم خلالها استعراض أبرز محاور واهداف المخطط التنموي 2023-2025 بحضور عدد من أعضاء الحكومة والولاة.
وأشار وزير الاقتصاد والتخطيط السيد سمير سعيد في مستهل الندوة إلى أن اعداد المخطط التنموي 2023-2025 أخذ بعين الاعتبار بلورة أهم التوجهات والاستراتيجيات الوطنية التي ستمكن بلادنا من تحقيق النمو والتوجه نحو تركيز العدالة الاجتماعية في خدمة المواطن وتحسين ظروف عيشه.
وأبرز الوزير أن هذا المخطط يأتي في ظل ظروف صعبة تتالت فيها الأزمات الدولية مما حتم توخي مبدأ الحذر والواقعية لوضع خطط تلبي طموح الفاعلين الاقتصاديين والمواطنين وتأخذ بعين الاعتبار المؤشرات المالية والظروف الخارجية الصعبة.
وشدد على أن المخطط يركز اساسا على تثمين العنصر البشري وتحقيق النمو الاقتصادي وتركيز الإصلاحات العاجلة للتمكن من استرجاع التوازنات الاقتصادية وتحسين المقدرة الشرائية للمواطنين وإرساء العدالة الاجتماعية والتنمية الجهوية.
ومن ضمن أولويات المخطط العمل على تكريس التمكين الاقتصادي لفائدة الفئات الهشة وتشجيع الأنشطة الواعدة والمجددة ذات المحتوى التكنولوجي بالإضافة الى تركيز اليات عمل هادفة لاستحثاث نسق النمو ودفع الاستثمار الخاص والتسريع في تنفيذ المشاريع العمومية الخاصة.
وينبني المخطط التنموي 2023-2025 على جملة من المحاور الاستراتيجية الكبرى لارساء منوال تنمية جديد أولها إرساء راس مال بشري كقوام للتنمية المستدامة والشاملة واقتصاد المعرفة كمحرك للابتكار والتنمية وبناء أسس اقتصاد تنافسي داعم للمبادرة الخاصة، كما يركز المخطط على الاقتصاد الأخضر ويضع حلولا للتغيرات المناخية والشح المائي ويبين جملة الحلول القادرة على إرساء تنمية جهوية عادلة وتهيئة ترابية دامجة على جانب تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق وتكريس الاندماج الاجتماعي.
ويخصص المخطط التنموي الجديد حوالي 38.2 مليار دينار كقيمة جملية للاستثمارات العمومية الضرورية للفترة 2023-2025 لتحقيق جملة من الأهداف ابرزها تحقيق معدل نمو خلال فترة المخطط في حدود 2.1 بالمائة والارتقاء بنسبة الاستثمار الجملي إلى 17.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2025 والترفيع في حصة الاستثمار الخاص إلى 57.6 بالمائة من مجموع الاستثمارات في أفق 2025 فضلا عن العمل على تطور المجهود التصديري ليبلغ 45 بالمائة نمن الناتج الإجمالي والتحكم في العجز التجاري والتقليص في نسبة البطالة إلى حدود 14 بالمائة سنة 2025.
كما يحدد المخطط جملة من الأهداف الاجتماعية منها مقاومة الفقر والتماسك الاجتماعي والتصدي للفشل والانقطاع المدرسي ودعم التشغيل ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتحقيق التنمية الجهوية عبر دعم المنظومات الاقتصادية.
واستعرض الوزراء خلال الندوة الصحفية أبرز المشاريع والأهداف الكمية التي تسعى الحكومة لتحقيقها في شتى المجالات والقطاعات عبر هذا المخطط التنموي إضافة للتوجهات الكبرى للوزارات خلال فترة المخطط وجملة الموارد التي تم وضعها لتحقيق كل هذه الأهداف والأولويات.
Comments