تنافس أوروبي – أمريكي على “كعكة” اعادة اعمار ليبيا
التونسيون- وكالات
تحولت ليبيا الى محج لدبلوماسية الغرب بحثا عن نصيب في “كعكة” اعادة الاعمار التي يقدر الخبراء أنها ستكون هامة وبحسب مختصين فانها ستكلف أكثر من 100 مليار دولار أمريكي.
صراع البحث عن فرص استثمارية جديدة، تجسد نهاية الأسبوع المنقضي من خلال تحرك ثلاثي لأهم ثلاثة وزراء بالاتحاد الأوروبي (فرنسا و المانيا وايطاليا)، مع توقع مزيد من الزيارات الدولية في قادم الأيام، بقصد إبداء الدعم للسلطة التنفيذية من جانب، والتطرق من جانب آخر إلى ملف إعادة إعمار البلاد، وكيفية تفعيل عقود الشراكة، المُجمد منها والحديث.
، وزير الخارجية الإيطالي، استغل زيارته إلى طرابلس للحديث عن هذا الملف، تصريحاً لا تلميحاً، عبر حسابه على «فيسبوك»، بالتأكيد على أنه يتعين على بلاده «المشاركة في إعادة إعمار ليبيا». ورغم أن دي مايو وضع تحركاته في إطار دعم البلد، الذي مزقته الحروب والاشتباكات لعقد كامل، فقد أكد وفقاً لما نقلته وكالة «أكي» أن «استقرار ليبيا يعني المزيد من الأمن في بلدنا، وفرصاً جديدة لشركاتنا»، مشدداً على أن «الملف الليبي أساسي أيضاً لأمننا القومي ومصالحنا الجيوستراتيجية».
ولا توجد أرقام حقيقية تتعلق بفاتورة إعادة إعمار ما تهدم من مدن ليبية، خلال الحروب والاشتباكات في بنغازي وسرت وطرابلس، باستثناء اجتهادات بعض المختصين، التي رأت ستتكلف أكثر من مائة مليار دولار.
وزار وزراء خارجية فرنسا جان إيف لودريان، وألمانيا هيكو ماس، وإيطاليا لويجي دي مايو، نهاية الأسبوع الماضي العاصمة طرابلس، لكونها مقر الحكم، وأكدوا خلال لقائهم رئيس مجلس الوزراء الجديد، عبد الحميد الدبيبة، «تقديم مختلف وسائل الدعم والمساندة لحكومته». ولم ينكر سياسيون ومحللون على وزراء الخارجية الأهم في الاتحاد الأوروبي سعيهم لدعم السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، لكنهم لفتوا إلى أن مثل هذه الزيارات «تخفي وراءها محاولات لحجز جزء في كعكة إعادة الإعمار، وفتح المجال أمام شركات دولهم للعمل ثانية في ليبيا»..
وبحسب خبراء فان دول أوروبا، وخصوصاً المطلة على البحر الأبيض المتوسط، معنية أكثر من غيرها بتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا لعدة عوامل جيوسياسية. لعل أبرزها عاملين:
الأول أمني يتعلق بعمليات الهجرة غير النظامية، التي تزداد معها احتمالات تسرب الإرهابيين إلى هناك.
أما العامل الثاني فيرتبط بالشق الاقتصادي، وقال بهذا الخصوص: «هذه الدول شريك اقتصادي مهم مع ليبيا، وهي من دون شك تطمح إلى تطوير مستوى التبادل التجاري مع بلادنا، ومدها بالغذاء والدواء، وغيرها من الاحتياجات. وبالطبع فإن العنصر الأهم هو استيراد النفط والغاز من ليبيا»..
ولمزيد من التسابق الأميركي – الأوروبي باتجاه فتح الطريق أمام فرص جديدة لشركاتهم في ليبيا، عقد عقد رئيس الحكومة الدبيبة لقاءً افتراضياً مع بعض مسؤولي الشركات الأميركية، وقدم سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الشكر إلى الدبيبة عقب لقائه بالشركات الأميركية خلال الاجتماع، الذي استضافته غرفة التجارة الأميركية في ليبيا.
Comments