الجديد

تونس والجزائر تحرك دولي بشأن الأزمة الليبية

بسام عوده *
زيارة الرئيس التركي المفاجئة لتونس عجلت بتحرك جزائري موازي لموقف تونس الواضح تجاه الملف الليبي ، بعد وصول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لتونس قامت القيامة، وهب “تسونامي سياسي”، وكثر الحديث والتأويل عما يجري ظاهريا ، لكن الأمر كان مختلف تمامًا لما نشر وقيل حول الموقف التونسي واربك المشهد السياسي.
فالرئيس التونسي قيس سعيد عجّل بالاجتماع بالوزراء وأهل الذكر وقطع الطريق امام التأويلات في ظل حساسية الظرف ودقة الموقف ازاء الأزمة الليبية، مؤكدا على سيادة تونس وأنها موضوع لا نقاش ولا مساومة عليه بجميع الأحوال، وأوضح ان الموقف الرسمي هو ايجاد حل سياسي للازمة الليبية، مضيفا ان الدولة التونسية تراعي مصالح البلاد مع كافة الأطراف، منتقدا من يبحث عن دور البطولة في الظرف الراهن ليبعد الأنظار عن الشأن السياسي التونسي، ولعدم إعطاء أهمية للقضايا والانشغالات الوطنية الملحة بشأن إجراءات الدولة لتحسين الأوضاع الاجتماعية والسياسية .
الموقف التونسي عقبه تحرك جزائري للتحرك في نفس الاتجاه، عبر اعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن اول تحرك رسمي تجاه الأزمة الليبية . وكان رئيس الجمهورية الجديد عبد المجيد تبون قد أكد في خطاب تنصيبه أن “الجزائر أول وأكبر المعنيين باستقرار ليبيا أحب من أحب وكره من كره، ولن تقبل أبدا بإبعادها عن الحلول المقترحة للملف الليبي.
موقف تونس والجزائر له دلالات سياسية، بان قيادتي البلدين تجري تنسيق غير معلن بخصوص الوضع في ليبيا ، والحدود المشتركة من جهة والوضع الأفريقي من جهة أخرى ، ويبدو هذا التحرك العاجل قد يتيح المجال للقاء قريب بين الرئيس التونسي والرئيس الجزائري.
يدرك الرئيس قيس سعيد أهمية العلاقات بين تونس والجزائر ونضالهما المشترك عبر التاريخ منذ الاستعمار. تونس والجزائر أيضا لهما توجهات من اجل عدم اتساع رقعة التدخل الدولي والعربي على الصعيد العسكري ، الموقف صعب لا يحتمل الانتظار في ظل التوتر و الأحداث المتسارعة التي قد تؤدي بالمنطقة الى المجهول .
لذا تونس والجزائر وضعت الأزمة في مكانها الصحيح، من اجل قطع الطريق على الأطماع الخارجية للمنطقة. ونبقى بانتظار ما يمكن ان يحدث من زيارات وتكثيف الجهود لنزع فتيل الحرب المشتعلة.
*صحفي أردني مقيم بتونس

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP