تونس- التونسيون
تصاعد الجدل حول عمليات سبر الآراء، وسط اتهامات لبعض المؤسسات القائمة عليها بالسعي لتوجيه الرأي العام، وكذلك خدمة أجندات سياسي وحزبية. اتهامات من قبل السياسيين وكذلك تشكيك من قبل ناشطين ومدونين.
في ما يلي عينة من الجدل الدائر، من خلال “تدوينات فايسبوكية” تطرقت للموضوع من زوايا ومواقف مختلفة:
سامي بن سلامة:
استطلاع الرأي الي قدموا البارح 3 ماي 2019 حسن الزرقوني على قناة الحوار التونسي يمثل نقطة فارقة ولحظة ربما تاريخية سيكون لها تداعيات كبيرة في المستقبل..
ملاحظات جوهرية:
– تزامن الإعلان البارح مع بيان تحذيري من حركة النهضة لسيغما كونساي
– عدم نشر جريدة المغرب نتائج الاستطلاع في عدد اليوم 04 ماي 2019
– الصدمة الي خلفها اختلاف بعض النتائج البارح عن النتائج الي كانت تنشر سابقا
 
وبقطع النظر على دقة سونداجات صديقنا الزرقوني الي الكلنا ماناش مصدقينها برشه.. فإنو وقيّت ومن مصلحتو اليوم يكون أول واحد يكشف الحقائق وإذا كان متعرض لتهديدات ويطالب بقانون ينظم عمليات سبر الآراء… لأنها الفوضى الحالية تسمح بالتشكيك وبتحميل مؤسستو الناجحة ما لا يُحتمل… لأنها المسؤولية الأساسية هي مسؤولية الي مسيطرين على المجلس من 2011 وتساعدهم الفوضى حاليا..
الاستخلاصات:
انجموا نستخلصوا انطلاقا من دراستنا للوضع السياسي الحالي وتوجهات الرأي العام ومقارنتها بالاعتماد على المؤشرات الواردة في السونداج الأخير وموش نتائجو بالتفصيل..
1/ انعدام التوازن السياسي في البلاد في غير صالح النهضة
يبدو أنها النهضة كانت فيبالها بالنتائج الي كانت باش تتنشر وهي نتائج تبين الي كنت نرددوا منذ أشهر حول التصويت العقابي القادم لا محالة للناس الي في الحكم..
المؤشرات أعطات للنهضة 18 % تقريبا وكيف تحسب أرقام النداء وتحيا تونس والدستوري الحر تلقاهم فايتين النهضة بمراحل وكان تصير الانتخابات غدوة باش تمنى الحركة بهزيمة تاريخية كيما قلتلكم..
 
2/ انفجار بالونة يوسف الشاهد ورجوعه على سطح الأرض
هذا الي كان لازم يصير منذ البداية وحصول يوسف الشاهد على 7.4 % من نوايا التصويت يعتبر صدمة لكل محبيه وللاعلاميين الي ينفخوا في صورتو عندهم مدة… مع أنني كنت نردد عندي مدة زاده الي ما ينجمش منطقيا يكون موجود في الأربعة الأولانين اطلاقا..
الشاهد كان يترشح للانتخابات الرئاسية باش يمنى بهزيمة موش تاريخية برك.. وحزبوا كيف كيف
طارق الكحلاوي:
معطى ان نبيل القروي مرشح جدي للرئاسية (الاول بعيدا في نتائج الاستطلاعات… وبدأ يظهر بقوة في الاستطلاعات غير المنشورةمنذ بداية العام) هو مرآة لنا جميعا ويجب التهيؤ نفسيا لذلك… واي انكار او تقليل لهذا الاحتمال سيساهم في تقويته… يعني هنا احد الكواليس الخلفية للسبسي ومنظومته البائسة تقدمت عارية الى الامام وافتكت مكانها بشكل مستتر على مدى ثلاثة سنوات بتوظيف قناة شعبية وحملة خيرية (لا يمكن بالمناسبة عدم توقع دعم السبسي للقروي انتقاما من الشاهد)… حتى اقليميا النظير المصري للقروي اي نجيب ساويرس شخصيا يستثمر في هذا الخيار (تقريبا السيسي عبر ساويرس يمكن ان يصل الان بالديمقراطية الى القصر).. الان مازالت ستة اشهر للعمل المكثف على دعم بديل رئاسي-تشريعي متكامل قائم يمنع هذا الخيار او يساهم في تخفيف اثاره بعد 2019… ذلك منوط بمن يستطيع تشكيل كتلة معارضة جدية تطرح بديلا لما بعد 2019 (خاصة اننا جديا ازاء انتخابات مبكرة اذ وفقا للحسابات الحالية حكومة تشكلها النهضة او تحيا ستكون ذات اغلبية هشة وطبعا بدون اي افق اصلاحي حقيقي)… ومرشح رئاسي مختلف تماما عن الخطاب الشعبوي السطحي للقروي ويشيع شعورا بالجدة (من الواضح ان اولوية الناخب المرشحين الجدد والقروي وسعيد امثلة على ذلك) وقادر ان يواجه جديا القروي في الدور الثاني… اي ينافسه في الكتل الانتخابية الكبيرة اي المدن الكبرى والطبقة الوسطى… مرشحو الكتل الانتخابية الطرفية سيفشلون حتما في الدور الثاني امامه… اخيرا ابتداع صفات او brands جديدة تماما توظف المستقلين غير المتحزبين (قبل عام او اشهر قليلة من الاستحقاق الانتخابي) للمنافسة سيساهم في اغراق فقط “السوق الانتخابية”… استغرق القروي ثلاثة سنوات على الاقل في مشروعه السياسي المستتر… تحتاج وقتا لبناء “عرض انتخابي” جذاب وينتزع ثقة الناخبين المترددين اصلا… في رايي على جميع الديمقراطيين اعادة ترتيب اولوياتهم وفق هذه المعطيات… #وضع_تعيس_تماما #الخط_الاجتماعي_الديمقراطي
الحبيب بوعجيلة:
من خلال نوايا التصويت المنشورة يبدو المزاج الانتخابي متراوحا بين الصمت و عدم الحسم او المحافظة على نفس المشهد مع ميل مستقر الى الحزب الاكثر تماسكا اي النهضة مع رغبة في التغيير رئاسيا … في التشريعية : القاعدة الانتخابية لنداء 2014 باقية و لكنها منقسمة بين نداء و تحيا …الجناح المتطرف في القديمة و الذي تم اقصاؤه من التسوية الوفاقية يستفيد ايضا من الغاضبين على جناحي نداء 2014 و يتجاوز عتبة الخمسة في المائة التي ظل سابقا يراوح فيها … الغضب الشعبي المفترض و الذي تراهن عليه المعارضة الثورية او الديمقراطية الاجتماعية لا يبدو انه يصب لصالحها بقدر ما يرفع فقط في نسبة العزوف … استطلاعات الرئاسيات تؤكد ان القاعدة الانتخابية للنهضة في التشريعية تميل الى التغيير و الراديكالية في اختيار من يسكن قرطاج … المزاج الانتخابي محافظ و ميال الى الاستقرار السياسي ضمن وفاق ديمقراطي رغم تعثر الاداء الاقتصادي و الاجتماعي و هو مزاج محترز من كل تغييرات جذرية تهدد استقرار المشهد السياسي ما يعني انه لا يرى بديلا عن السائد رغم سلبياته … التحليل يعتمد نتائج الاستطلاعات دون ان يناقش صحتها او غلطها
هذيلي منصر:
يبدو أنّ نبيل القروي مالك القناة يتقدم في استطلاعات التصويت أو هو ينافس المتقدمين فيها. لا يملك حزبا ولم يذكر، الا ربّما في مجالس خاصّة، نية خوض غمار الانتخابات ومع ذلك هو مطلوب من شريحة معتبرة من التونسيين. يبدو أبضا أنّ القصبة في صورة هذا التطور الغير محسوب عندما قرّرت معاقبة قناة نسمة. الدّرس: لا يسأل جمهور الناس إن كنت من قديم أو من جديد. لا بسألون إن كنت ثورة أو ثورة مضادّة. لا يسألون إن كنت مذعورا أو منتشيا يوم 14 جانفي. هذا الجمهور مسكون بالفقر اليوم ومنزعج من هوانه وفاقته. سيصوّت إذا صوّت لمن يعده بأنه مخرجه من الجوع ومدخله في الشّبع. الدّرس أيضا: الإعلام سلطان لا يضاهى وهو اليوم مخرّب أعرق الديمقراطيات. الامور سهلة: السحرة يعربدون ولا فكاك الا بعصا موسى. طبعا في هذا التلخيص بلاغة وتصوير ولكن الأمر حوهريا وبنيويا كما لخّصت. / هذيلي منصر//
دليلة مصدق
قالت الإعلامية دلية مصدق وكرونيكوز برنامج موزاييك + في حلقته التي بثت يوم الخميس 2 ماي 2019 على أمواج إذاعة “موزاييك أف ام” بأنها قد اطلعت على دراسات إستطلاعات رأي غربية و صفتها بالخاصة و غير المنشورة ،أكدت أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعيد جدا عن المراتب الأولى في نوايا التصويت للإنتخابات الرئاسية و ذلك بعكس نتائج إستطلاعات الرأي المحلية كما قالت مصدّق بأنها لا تريد التعليق حول هذا الموضوع لأن ذلك قد لا يروق للبعض
نصرالدين بن حديد:
عندما يعلن الشيخان عن “التذمر” من عمليات سبر الآراء، فيعني ذلك أن هذا وذاك ربط وجوده السياسي وشرعية فعله الحزبي ومدار تحركه تحت سقف هذه “الاستفتئات”، ومن ثمة هما يعربان عن خشية من فقدان (جزء من) شرعية تؤمنها عمليات السبر هذه….
السياسة أو بالأحرى التعبير في المجال السياسي، لا يعبر عن “حالة سيكولوجية” او موقف بالمعنى الانفعالي. التصريح في السياسة موقف من الاحداث ينبني على القناعات ويقوم على تقدير الموقف، ومن ثمة يسعى لتأمين المصالح ودرء المخاطر….
عن دراية او عن عدم وعي (غريب من الاثنين)، هما صنعا من الزرقوني “سلطة” ومكناه من ان يصبح “مرجعا” بل اشبه برهبان الكنيسة حين كانوا ولا يزالون يوزعون مقاسم في الجنة بحسب السخاء والعطاء… الزرقوني يوزع مساحات الشرعية داخل المجال السياسي…
لا تعني المسالة ان نقدس الزرقوني ونعتبره مرجعا لا ياتيه الباطل من خلف ام قدام، او تدنيسه لنختصر فيه الشر كله، بل في ان صارت عمليات سبر الآراء مرجع نفي في حين ان في غرب هي مرجع تاكيد، بل تاصيل تدعمه الوقائع…
لا يعلم كل من السبسي الغنوشي ان الزرقوني صورة عنها: عندما تكون الطبقة السياسية بهذا المستوى من الارتجال والسطحية تتحول عمليات سبر الآراء إلى عملية “رتق عذرية” هذه وكذلك الطعن في “فحولة” ذاك….
مثلما كنتم يؤلى عليكم، ومثلما كنتم تكون عمليات سبر الآراء عندكم، حين نشهد الشيخين قد سقطا في مستنقع البكائيات بل لا ينقص سوى الولولة وإعلان عمليات السبر التي لا ترفعهما “رجس من عمل الشيطان”، او ان من يمارسها اشبه بمن افطر رمضان “عمدا”، او ربما (والعياذ بالله) اعلن الكفر البوّاح….
كلما تقدم الزمن كلما تأكد ان (ما يسمى) النخبة السياسية الحاكمة بصدد الهجرة من مدارات “العقل” (التكمبين) إلى ممارسة “الشعوذة” السياسية، لينعقد في القريب العاجل اجتماع بين الشيخين يصدر على إثره بيان يؤكد على ضرورة توريد كميات اضافية من “السينوج” درءا للعين بعد ان فتك الزرقوني بهما….
كما نبّه عضو الهيئة، أنيس الجربوعي، مختلف وسائل الإعلام، إلى ضرورة أن يتوقف نشر عمليات سبر الآراء يوم 16 جويلية 2019، وفق ما ينص عليه القانون أي قبل ثلاثة أشهر من موعد الإنتخابات، مذكرا بالخطايا المالية التي يمكن أن تُسلّط على المخالفين.