حسن عصفور وزير المفاوضات الفلسطيني السابق:”الحرب على غزة أم النكبات، وهي الأخطر على الإطلاق لأن هدفها تدمير المشروع الفلسطيني الوطني بالكامل “
تونس- (وات)- قال حسن عصفور وزير المفاوضات الفلسطيني السابق أن “ما يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية والقدس أيضا، من حرب إبادة على أرضه ومقدساته وتراثه وحضارته ، هي “أم النكبات” ، وهي الأخطر على الإطلاق في تاريخ النضال الفلسطيني ، لأن الهدف منها تدمير المشروع الفلسطيني بالكامل الذي وضع أسسه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات منذ سنة 1994 ، واستبداله بمشروع تهويدي بشكل أو بآخر” ، مشيرا الى أن “الكيان الصهيوني يتعامل الآن مع الموقف الحالي على أنها فرصة تاريخية لن تتكرر لتحقيق اهدافه التهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
واضاف في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للانباء “وات” أن، “التهديدات الصهيونية باجتياح عسكري لمدينة رفح تجعلنا أمام كارثة انسانية حقيقية باعتراف العالم ،على اعتبار أن المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة ليست سوى رقعة جغرافية صغيرة لكنها تضم حاليا أكثر من مليون نازح فقدوا أبسط مقومات الحياة، وينتظرون الموت في كل لحظة”، معتبرا الاتهامات الصهيونية لمصر بتعطيل ادخال المساعدات الإنسانية “استبلاه سياسي”، وجزء من خطة التدمير الممنهج للمشروع الوطني الفلسطيني الذي إذا ما تم سيقوض بالتأكيد أسس الكيان الصهيوني من الداخل ، ويحكم عليه بالفشل على المدى الطويل”.
وحول عملية “طوفان الأقصى” وجدواها للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني ، ذكر حسن عصفور أن” العملية في حد ذاتها فيها جوانب بطولية كثيرة ، والمواجهة مع الكيان الصهيوني كانت قوية بلا أدنى شك ، وقد هزت هيبة دولة الكيان وجيشها ، لكن في المقابل نجد أن إسرائيل لا تهتم لذلك بقدر اهتمامها بالمحافظة على كيانها ووجودها في المنطقة، ولا مانع لديها أن يموت ألف صهيوني مقابل حماية الدولة وبقائها ، وهي التي كانت مقبلة على حرب اهلية واقتتال داخلي، قبل السابع من اكتوبر بين اليمين المتطرف الذي يتزعمه نتنياهو وبين من يعتبرونه فاشلا ولابد ان يرحل عن السلطة”.
ومن وجهة نظر تحليلية لما بعد الحرب في غزة يقول حسن عصفور ، “نحن أمام نزوح داخلي لأكثر من مليون فلسطيني في مدينة رفح التي لا تستوعب أكثر من 300 ألف نسمة، حيث أن جزء هاما منهم معرض للتهجير القسري ، ولكن الأخطر من الحرب في حد ذاتها هو اليوم التالي للحرب ، عندما يتطلع أهل غزة الى قطاع غزة فلا يجدوه، بمعنى أن استخدام عبارة إعادة الإعمار لا يستقيم لأن دولة الاحتلال شطبت التاريخ الفلسطيني ودمرته عبر تدمير المؤسسات والمباني السكنية، والمتاحف والمدارس والجامعات ، وكل الرموز التاريخية والتراثية دون حسيب ولا رقيب ، لكون حليفتها الولايات المتحدة الداعمة لعدوانها على غزة لا تعترف بأن “اسرائيل” هي قوة احتلال للأراضي الفلسطينية”.
ويؤكد حسن عصفور من خلال تجربته السياسية كمفاوض في اطار السلطة الفلسطينية ضمن مفاوضات مدريد سنة 1990 ومفاوضات أوسلو سنة 1993 وكامب ديفيد سنة 2000 لتحقيق حلم الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس، أن “الحلول كانت ممكنة في السابق لكنها تلاشت الآن، فثقافة الاسرائيليين اصبحت توراتية بامتياز، وهم يعتبرون الضفة الغربية والقدس قلب “اسرائيل”، والهدف بالنسبة لهم حاليا ليس اقامة دولتين وانما جعل المواطن الفلسطيني ملحقا بالدولة الاسرائيلية بلا حقوق كاملة ،ولن يقبلوا بالعودة الى حدود سنة 1967 دون قوة تجبرهم على ذلك وموازين قوى تكون دون حسابات مسبقة” .
وختم عصفور قوله بان الحرب على غزة هي الاصعب من حيث النتائج الاجرامية وأهدافها الرامية الى تهويد الضفة والقدس، مثلما تمهد لعودة الوصاية ، ورغم أن كل التحركات السابقة كانت بوجود فلسطيني يجلس الى طاولة المفاوضات فإن من يرسم مستقبل الفلسطينيين الآن هم الآخرون ، وقال “ها نحن امام مخطط صهيوني -أمريكي جديد بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، والامر برمته يمثل خسارة للفلسطينيين رغم قدرتهم الفائقة على المواجهة والكفاح”.
Comments