الجديد

خاطرة/ رسالة الى احد شهداء الثورة المجهولين

غازي معلى
ثمانية سنوات أرادوها شتاءً جليدياً للبلد فهل تذكرون؟؟؟ نعم نعم نعم نتذكر نتذكر نتذكر نتذكر يا شهيد، نتذكر شموخ النخيل في عينيك، ونتذكر ربيع تونس في بسمتك، ونتذكر ونعيش حرية تونس في صرختك وروعة كلماتك الحرة.
نتذكر كيف نفثوا حقدهم وبغضهم حلوى وزعوها فرحاً بقتلك ، ظناً منهم أنك رحلت، لكن خابوا وخاب أملهم، لأنك يا شهيد حاضر رغم الغياب، باقٍ رغم الرحيل.
فالأقمار ليس لها أفول، والأحلام أبقى من الموت والنسيان. لن نسألك عن حالك يا شهيد ،، فأنت تعيش في عالم الخلود والمجد والرفعة، عالم الشهداء الذين يعيشون إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن تونس.
ولكن بنا خوف وحياء وغصة عندما نحاول الإجابة عن سؤالك لنا عن تونس و التونسيين ، تونس حلمك يا شهيد ليس بخير، ليس بأمن ومأمن ورغد عيش كما حلمت وأردت وعملت لأجل ذلك مع كل شهدائنا الأبرار وأغدقتم دمكم لأجل ذلك.
ففي تونس يا شهيد : تسويات لا تركب على قوس قزح، ليس فيها أي مصلحة لتونس و التونسيين ، إنما مصلحة الزعماء وأزلام الزعماء . مشاورات نيابية وتكليف رئيس حكومة ثم إعاقته بكل أنواع العقد والمطبات لأجل عيون من لا نعرف .
أما عن رئيس الحكومة فحدّث ولا حرج، كل يوم يزداد نفوذا وهيمنة على الاعلام الخفى و الظاهر منه ويزيد في إعمال معوله هدماً وفتكاً في مقدرتنا الشرائية . الفساد بلغ عنان السماء ورائحته الكريهة تزداد أكثر من رائحة النفايات التي لم يجدوا لها حلاً بعد في عالم الصفقات والسمسرات والهدر.
أما مدينتك الداخلية التي حلمتها مدينة جميلة يحلو فيها الحياة فلا تنمية و لا شغل ولا طرقات ومع كل – مطر – تطوف المجاري في الشوارع .
أما عن الأخلاق السياسية فيا عارنا يا شهيد ، ناشدناهم في ذكراك العام الماضي أن يتعلموا ويتعظوا . لكنهم لم يتعظوا بل ازدادوا عهراً وسفاهة وقبحاً في التعبير.
ووصلت لغة تخاطبهم منطق المجاري ولم يحفظوا كرامات ولا صداقات ولا شهادة. شعاراتك التي رفعتها ” شغل حرية كرامة وطنية ….” لا زالت في قلوبنا رغم الصعوبات، فإن قلة من الأوفياء ما زالوا يجاهدون لأجل تحقيقها .
أزعجتك بأوجاعنا يا شهيد ، بآلامنا بوطننا المعلق على أعمدة الارتهان والمصلحة والمتاجرة، لكن عهدنا ووعدنا لك ولكل شهدائنا الأبرار أن نبقى نعمل دائماً وأبداً لأجل تونس العظيمة دونما خوف أو وجل.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP