الجديد

خليفة بن سالم يكتب: رئاسيات أمريكا .. ماذا سيتغير مع الرئيس الجديد ؟

خليفة بن سالم

غدا الثلاثاء 5نوفمبر، ينتخب الشعب الامريكي رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه كذلك يعمل دوما على إن يكون رئيسا للعالم كله، ما يجعل كل الانظار تتجه لبلاد “العم سام”، لمعرفة من سيكون ساكن البيت الابيض  “جديد من القديم” في إشارة لترامب، أم “جديد عن قديم” في إشارة لهاريس. وهل في الحالتين لا جديد في السياسات الامريكية سواء صعد الديمقراطي أو انتصر الجمهوري؟

في تكرار لفكرة إن السياسة الامريكية لا يحددها الرؤساء بل المصالح ومادامت المصالح هي ذاتها فلا فرق بين هذا وذاك وهي تقريبا الفكرة الطاغية على التحاليل المتابعة للانتخابات الامريكية.

الديمقراطيون خربوا العالم والجمهوريون نهبوه فأين المفر؟

واذا كان الامر كذلك فلماذا ينتظر العالم الانتخابات ونتائجها؟ ومع ذلك يبقى العالم وخاصة العالم الذي ننتمي إليه حيث تتطلع الدول المهيمن عليها الى تغيير ما في سياسات أمريكا، اما عبر تأكد حكامها إن سياساتها منذ عقود لبسط الهيمنة لم تعد مجدية أو قناعة ناخبيها إن ما يقوم به حكامها لا يعطي ابدا رغبة الناخب الامريكي في رؤية العالم متسامح ومتعاون واكثر انسانية.

وهذا ما يفسر الاحتجاجات الطلابية الأخير في الجامعات الامريكية ضد سياسات اسرائيل المدعومة . وكيف ما كانت الامور فإن الخمس سنوات من عهدة بايدن عالميا يمكن اختزالها في اطلاق يد اسرائيل من اجل ابادة جماعية للفلسطينيين والتضحية بالأكرانيين من اجل إن لا تتحالف روسيا مع الاوروبيين

والنتيجة أكثر من 42 الف شهيد فلسطيني ودمار شامل لقطاع غزة وتهجير وتجويع وعبث بكل القيم الإنسانية ولم يقف العدوان عند ذلك فامتد للبنان وايران سوريا واليمن… ومع كل ذلك الضوء الأخضر من البيت الابيض والدعم اللوجستي، تنتهي عهدة بايدن ومازلت المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن على ثباتها، لم تتراجع قيد انملة على رفضها الاعتراف بإسرائيل.

بل من غرائب الامور عربيا من يعترف ويطبع اليوم هي الحكومات التي لم تشارك في اي حرب من الحروب مع اسرائيل، وخلاصة القول يخرج بايدن دون مؤشرات للحل أو التهدئة في الشرق الاوسط.

يخرج بايدن من البيت الابيض ولديه كذلك متخلدات في اوروبا، حربا في اوكرانيا بدعم أمريكي غير خفي لزلنسكي، تحت شعار تقاتل أمريكا لأخر جندي اوكراني، وبالنتيجة ماذا حققت كييف غير موت شبابها وانهيار بنيتها التحتية وهجرة ادمغتها وانخرام توازناتها الديمغرافية؟

وصار الجميع يفر من الخدمة العسكرية وغادر البلاد الاف من الطلبة الذين كانوا بجامعاتها، بلد مثل اوكرانيا كان يطمح لأن يكون قوة صاعدة، بحكم ما له من امكانيات في الفلاحة والتصنيع، لكنه تحول  لساحة للحرب الخاسرة.

في كل الحالات والحال هو ذاته في الشرق الاوسط كما في اوكرانيا، لا كسب نتنياهو حربه على المقاومة، ولا حقق زلنسكي لشعبه السلام والامن !!

ولأجل كل ما تقدم يراهن العالم على امكانية تغير ولو نسبي في السياسات الامريكية، بحكم إن استمرار سياسات الهيمنة و انخرام التوازن الدولي، لم يعد مقبولا لها أن تستمر، وربما تؤذن بقيام حروب كبرى على غرار الحرب الكورية أو ازمة خليج الخنازير أو الحرب العراقية الايرانية.

وهو ما قد يزيد  من تعقيد الاوضاع دوليا، فيما يراهن اخرون على إن الانتخابات ستفضي الى تغيير في السياسات الامريكية، واساسا الحوار مع روسيا والصين، على قاعدة توازن الرعب.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP