الجديد

دعوات لإضراب عام بإيران .. والنظام يبدأ في “التراجع”  

التونسيون- وكالات

يبدأ الايرانيون اليوم  الاثنين، 5 ديسمبر 2022، جولة جديدة من الاحتجاجات، تستمر لمدة ثلاثة أيام، رغم إعلان السلطات حل “شرطة الأخلاق” في خطوة فسرت تراجعا من طهران أمام الضغط الشعبي المستمر منذ وفاة الشابة مهسا أميني، هذا الحراك الاحتجاجي الذي دخل شهره الثالث.

وقال المدعي العام السبت، محمد جعفر منتظري، إنه جرى إغلاق “شرطة الأخلاق” ، مشيرا إلى أن القرار جاء من الجهة التي أسستها وليس من خلال القضاء.

ولم يصدر أي تأكيد من وزارة الداخلية المسؤولة عن شرطة الآداب، في الوقت الذي نفت فيه وسائل إعلام رسمية ، إشراف المدعي العام على الجهاز، لتقرير مستقبله.

وجاء الإعلان عقب تصريحات لمنتظري الخميس الماضي، أشار فيها إلى أن “اللجنة العليا للثورة الثقافية” والتي يرأسها الرئيس إبراهيم رئيسي وتضم أعضاء يختارهم المرشد علي خامنئي، ستعلن موقفها من قضية الحجاب خلال 15 يوما.

إضراب لمدة 3 أيام

ودعا المحتجون إلى إضراب لمدة ثلاثة أيام هذا الأسبوع، يتزامن مع كلمة سيلقيها الرئيس الايراني أمام الطلاب في جامعة طهران الأربعاء المقبل.

وتزامنا مع الاحتفال بيوم الطالب، دعا المحتجون التجار إلى تنظيم إضرابات وإلى تجمع حاشد باتجاه ساحة آزادي (الحرية) في طهران.

ومنذ سبتمبر، تم الإبلاغ عن انخفاض في عدد ضباط شرطة الآداب في جميع أنحاء المدن الايرانية  ، وزيادة في عدد النساء اللواتي يمشين في الأماكن العامة دون الحجاب، خلافا للقانون .

محاولة لتهدئة الاضطرابات

وقال علي ألفونه، وهو زميل بارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن بيان منتظري بشأن إغلاق شرطة الآداب قد يكون محاولة لتهدئة الاضطرابات الداخلية من دون تقديم تنازلات حقيقية للمحتجين.

وقال ألفونه لوكالة “أسوشييتد برس” إن “الطبقة الوسطى العلمانية تكره المنظمة،  شرطة الأخلاق  لتقييدها الحريات الشخصية”، ومن ناحية أخرى، فإن “الطبقة المحرومة والمحافظة اجتماعيا تستاء من كيفية عدم تطبيقها تشريع الحجاب” في المناطق الأكثر ثراء في المدن الايرانية.

إزالة النظام

تؤكد البائعة في محل أحذية نسائية، نشميل عبدي، أن “شعار المتظاهرين ليس حل شرطة الاخلاق”، بحسب وكالة “فرانس برس”..

وتضيف: “صحيح أن إحدى المطالبات هو عدم بقاء التحجب الإجباري، ولكن المطالبة الحقيقية تتضمن “إزالة النظام”.

من جهتها، ترى الصحفية سوما حكيم زاده (32 عاما) أن النظام  بهذا الإجراء “يستخدم الخداع”.
وتضيف الناشطة في أحد أحزاب المعارضة الكردية الايرانية  والتي ولدت في كردستان العراق بعد هروب والديها من ايران  : “أعتقد أن النساء لا يرحبنَ بهذا القرار “.. وتردف الشابة: “أتمنى أن هذا القرار لا يؤثر على التظاهرات”..

يقول وحيد سرابي اللآتي من مدينة همدان: “إذا أردنا أن نفعل دور شرطة الآداب فإن ذلك يكون بالكلام الطيب”، وذلك حتى “لا يسير الموضوع عكسيا ويكره (الناس) الدين”.

وأضاف لوكالة فرانس برس: “في فروع الدين الإسلامي هناك شيء اسمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، ويؤكد على ضرورة أن “يكون الموضوع إرشاديا وليس إجباريا. لا نقدر أن نجبر أحدا بالضرب والسب”

أما يونس رضوي (36 عاما) اللآتي من مدينة مشهد، فهو يفضل أن يترك لـ”المختصين” الحديث عن شرطة الاخلاق ، متابعا بأن “هناك قانون احترام الحجاب في الجمهورية الإسلامية، وعلى جميع المواطنين  أن يحترموا القانون واحترام موضوع الحجاب”..

ولقي 470 محتجا حتفهم بينهم 64 قاصرا حتى يوم السبت الماضي، بحسب وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا”..

وأشارت “هرانا” إلى أنه تم اعتقال 18,210 متظاهرين، ولقي 61 من قوات الأمن الحكومية حتفهم.

ونقلت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية عن مجلس أمن الدولة التابع لوزارة الداخلية الايرانية ، قوله يوم السبت إن عدد القتلى بلغ 200 فقط.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP