تونس- التونسيون

أثار وضوح نصاف بن علية اليوم تفاعلا واسعا بعد أن قطعت مع أسلوب “الوضع تحت السيطرة ” و خاطبت الجميع بأسلوب و كلام التحذير من أن الكارثة على الأبواب إذا لم يلتزم المواطنون بالحجر الصحي الكامل و لم يتخلوا عن سلوكات الاستهتار و الاستخفاف.

ما نبهت إليه نصاف بن علية سبق أن ردده كثيرون منذ مدة بعد أن تأكد أن تونس تواجه التقاء ثنائي مخيف و هو ضعف الدولة و غياب الحس المدني لدى المواطن.

هناك ما يشبه حالة اللامعيارية القيمية مع ما تعنيه من تداخل في المفاهيم و دلالاتها. أجهزة الدولة أصبحت “تخجل ” من القيام بأحد أدوارها الأساسية و هو الاحتكار الشرعي لممارسة العنف من خلال القانون و عبر مؤسسات معلومة لفرض الانضباط و هو ما جعلها البارحة تنزل إلى حد “استجداء” مارقين انتهكوا حظر الجولان من أجل تطبيق إجراء الحجر الصحي التحفظي.

ضعف الدولة تجلى في ما عاشه منذ ثلاثة أيام مطار قرطاج من ممارسة “اذهبوا فانتم الطلقاء ” على مسافرين كان من المفترض أن يقع اخضاعهم للحجر الصحي التحفظي.

لا شك أن الفوضى و عدم إحترام القانون تتغذى من عوامل أخرى من بينها الغياب التاريخي لثقافة المؤسسات مع ما يعنيه ذلك من بحث عن الخلاص الفردي و استخفاف بأسس العيش المشترك.

إلى جانب ما تعمق في السنوات الأخيرة من توجه نحو الإشباع الآني و الفوري للحاجات دون أدنى تخطيط او تسامي و هيمنة منطق حرب الكل ضد الكل التي تتجسد في هيمنة المنطق القطاعي و الجهوي و المحلي على المنطق الوطني و الانزلاق إلى مستنقع المناكفات السياسية و غياب الدور التأطيري للأحزاب و الجمعيات علاوة على تقلص الدور التربوي للعائلة و المؤسسة التربوية و هو ما يدمر الأرضية التي تنبني فوقها المواطنة بكل ما فيها من مسؤولية و التزام.