رؤساء تونس منذ الاستقلال
تونس- التونسيون
باقتطاعه تذكرة العبور نحو قصر الرئاسة بقرطاج، يصبح أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، سادس رؤساء تونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956.
ومساء أمس الأحد أظهرت استطلاعات للرأي تقدم سعيّد بنتائج انتخابات الرئاسة بفارق كبير عن منافسه قطب الإعلام وزعيم حزب قلب تونس نبيل القروي، ليكون بذلك ساكن قصر قرطاج الجديد.
أحداث مختلفة ومحطات متباينة تلك التي شكّلت رصيد كل سكان القصر، ورسمت الملامح الكبرى لمرورهم من ذلك المنصب الذي غادره البعض قسرا، في حين تركه آخرون طوعا، من باب القبول بقواعد اللعبة الديمقراطية.
وما بين مختلف تلك المحطات، تتواتر الأحداث، فترفع في فترة وجيزة عدد رؤساء البلاد إلى سبعة، في حال عدم احتساب محمد الغنوشي الذي تولى الرئاسة عقب الثورة ليوم واحد، وفيما يلي عرض لرؤساء تونس منذ الاستقلال:
الحبيب بورقيبة 1957-1987
بعد عام ونصف عن استقلالها عن فرنسا، ألغت تونس الحكم الملكي، وأعلنت قيام الجمهورية في 1957، وتنصيب بورقيبة ليكون أول رئيس للبلاد عقب الاستقلال.
وحكم بورقيبة تونس ثلاثين سنة، وتشبه بالزعيم التركي كمال أتاتورك، فأطلقت عليه ألقاب كثيرة مثل “المجاهد الأكبر” و”زعيم الأمة”.
سعى بورقيبة في فترة حكمه إلى تحديث المجتمع التونسي ومنح المرأة هامشا من الحقوق لم تكن تتمتع به من قبل، كما شهد حكمه مبادرات نهضت بالمجتمع والاقتصاد التونسيين.
تعرض بورقيبة لانتقادات بسبب إزاحته لعدد من معارضيه وإعدام العديد منهم، وإصداره قانونا في 1974 يسمح له بالرئاسة مدى الحياة.
وبعد كبر سنه وتردي وضعه الصحي، انقلب عليه وزيره الأول (رئيس الوزراء) زين العابدين بن علي، وأعلن نفسه في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 رئيسا جديدا للجمهورية التونسية.
وضع بن علي بورقيبة قيد الإقامة الجبرية في مسقط رأسه المنستير، وحجب أخباره عن الإعلام إلى أن وافته المنية يوم 6 أبريل/نيسان 2000.
زين العابدين بن علي 1987-2011
حكم زين العابدين بن علي بقبضة من حديد لمدة 23 عاما، ولم يتوقع هو أيضا أن تهب رياح ثورة تجبره على مغادرة البلاد، إلى منفاه الأخير بالسعودية، حيث توفي فيها قبل نحو شهر عن عمر ناهز 83 عاما.
كرس بن علي حكم الحزب الواحد، وخاض حربا ضد الإسلاميين، ثم ضد كل المطالبين بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير.
حاول بن علي طيلة فترة حكمه الظهور في صورة منقذ اقتصادي للبلاد عبر ما أسماه أنصاره حينها بالمعجزة الاقتصادية التونسية التي حققها، في حين يقول مراقبون إن الكثير من الأرقام لم تكن تعكس الوضع الحقيقي.
2008 كان عاما مفصليا في عهد بن علي، فقد اهتزت منطقة الحوض المنجمي بمحافظة قفصة (جنوب غرب)، على وقع انتفاضة يقول مراقبون إنها كانت الشرارة الأولى الفعلية لاندلاع ثورة 2011 التي أطاحت بحكمه.
فؤاد المبزع من يناير إلى ديسمبر 2011
شغل فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بالإنابة بعد إعلان المجلس الدستوري التونسي شغور منصب الرئيس بشكل نهائي، بسبب هرب الرئيس زين العابدين بن علي من البلاد يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011.
شغل المبزع مناصب مهمة، من بينها إدارة الأمن الوطني، وتولى وزارة الشباب والرياضة والصحة والشؤون الثقافية والإعلام، خلال عهدي بورقيبة وبن علي.
انتخب لسبع ولايات متوالية نائبا في مجلس النواب (البرلمان) منذ انتخابات 1964 إلى انتخابات 2004، وشغل منصب رئيس المجلس منذ عام 1997، حتى تولى رئاسة البلاد بشكل مؤقت.
منصف المرزوقي 2011-2014
حقوقي وسياسي تونسي، من أبرز المعارضين لنظام زين العابدين بن علي، ظل سنوات في المنفى بفرنسا وعاد بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 إلى تونس
حل حزبه “المؤتمر من أجل الجمهورية” ثانيا في انتخابات المجلس التأسيسي، وجرى انتخابه رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية أواخر عام 2011.
عهدة المرزوقي دامت 3 سنوات، كان فيها أول رئيس في الوطن العربي يأتي إلى سدة الحكم ديمقراطيا ويسلم السلطة ديمقراطيا بعد انتهاء حكمه إلى الباجي قائد السبسي الذي تنافس معه في الظفر بكرسي الرئاسة سنة 2014.
كما خاض المرزوقي انتخابات الرئاسة التي جرت 15 سبتمبر/أيلول الماضي لكنه لم يتمكن من تجاوز الدور الأول، وحصل على نسبة ضئيلة من أصوات الناخبين.
الباجي قايد السبسي 2014-2019
سياسي تونسي مخضرم، شغل مناصب بعهديْ الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.
بعد سقوط نظام بن علي مطلع عام 2011 تم تعيينه وزيرا أول في الحكومة الانتقالية بهدف قيادة تونس نحو الديمقراطية.
وبعد انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2011 وتولي حكومة منتخبة بقيادة حزب حركة النهضة، أسس قايد السبسي حزبا معارضا سماه “نداء تونس” وتولى رئاسته.
تصدر حزبه “نداء تونس” نتائج أول انتخابات تشريعية تفضي إلى برلمان دائم بالبلاد بعد سقوط نظام بن علي، كما تمكّن من الفوز في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في 21 ديسمبر/كانون الأول 2014 بحصوله على 55.68% مقابل 44.32% لمنافسه منصف المرزوقي.
توفي السبسي في 25 يوليو/تموز الماضي وتسلم رئيس البرلمان محمد الناصر منصب الرئاسة بشكل مؤقت كقائم بمهام الرئيس.
محمد الناصر يوليو 2019 إلى الآن
سياسي تونسي، تولى عددا كبيرا من الوظائف السامية في كافة العهود السياسية منذ الاستقلال، وأصبح رئيسا للبرلمان التونسي في 2014.
وعقب الثورة التي أطاحت ببن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011 عاد الناصر إلى الساحة السياسية من بابها الكبير، فتولى وزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة الباجي قايد السبسي التي قادت تونس من نهاية فبراير/شباط 2011 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2011.
وفي فبراير/شباط 2014 انضم الناصر إلى حزب نداء تونس بزعامة قايد السبسي، وانتخب عضوا في مجلس نواب الشعب (البرلمان) إثر اقتراع في أكتوبر/تشرين الأول فاز به حزبه.
في 25 يوليو/تموز الماضي أدى محمد الناصر اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد، وذلك بعد اجتماع لمكتب البرلمان، عقب إقرار الشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي.
المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة
Comments