رئاسيات الغابون: علي بونغو مازال الأوفر حظا على الرغم من وحدة المعارضة
فتحت صناديق الاقتراع أمام الناخبين في الغابون لاختيار رئيس جديد للبلاد، في انتخابات ترجح الكثير من الأصوات أن نتائجها شبه محسومة لصالح الرئيس الحالي علي بونغو الذي حكم البلاد 14 عاما، والذي يواجه 13 منافسا. ولعل أكثر المنافسين حظا أمام بونغو هو ألبرت أوندو أوسا، المرشح الذي التفت حوله المعارضة مؤخرا واجتذبت تجمعاته الانتخابية المزيد من المواطنين، حيث تبنى خطابا إصلاحيا وتغييريا، واعدا بالقضاء على “الفساد وسوء الإدارة”.
ثلاثة استحقاقات انتخابية في يوم واحد
توجه مواطنو الغابون اليوم السبت 26 لوت 2023 إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات يتواجه فيها الرئيس علي بونغو أونديمبا المرشح لولاية ثالثة، مع 13 مرشحا آخر بينهم ألبرت أوندو أوسا، الذي اختارته أحزاب المعارضة الرئيسيّة متأخّرةً في وقت لم يكن معروفا غير أنه نجح لاحقا في اجتذاب حشود كبيرة إلى تجمعاته.
ودُعي نحو 850 ألف ناخب مسجّلين في البلد الصغير الغني بالنفط الواقع في وسط أفريقيا والبالغ عدد سكّانه 2,3 مليون نسمة، إلى التصويت في إطار ثلاثة استحقاقات انتخابات: رئاسيّة وتشريعيّة وبلديّة.
ووعد أوندو أوسا بأنّ المعارضة “الموحّدة” خلفه “ستطيح” من السلطة بونغو وحزبه الديموقراطي الغابوني وتضع حدا لـ”عهد عائلة بونغو” التي تمسك منذ أكثر من 55 عاما بزمام سلطة تعاني “الفساد” وسوء الإدارة.
رئيس منذ 14 عاما
يرأس علي بونغو البلاد منذ 14 عاما، وانتُخب أول مرة عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاما.
في أفريل الماضي أقر البرلمان الغابوني تعديلا دستوريا قلص بموجبه ولاية الرئيس من سبع إلى خمس سنوات وأنهى العمل بجولتي التصويت، ما اعتبرته المعارضة وسيلة “لتسهيل إعادة انتخاب” بونغو.
ويتمتع الحزب الديموقراطي الغابوني الذي ينتمي اليه بونغو بغالبية كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب.
وأعيد انتخاب بونغو عام 2016 بفارق ضئيل لا يتجاوز 5500 صوت، ما دفع منافسه جان بينغ إلى اتهامه بتزوير الانتخابات.
لكن الرئيس أصيب بجلطة دماغية عام 2018 غاب على إثرها عن الظهور لأشهر، ما دفع المعارضة إلى التشكيك بقدرته على إدارة البلاد.
ورغم معاناته المستمرة من صعوبات في الحركة، إلا أنه أجرى في الأشهر الأخيرة جولات في كل أنحاء البلاد وزيارات رسمية إلى الخارج، شملت حضور عدد من القمم.
وتعد الغابون من أغنى الدول الإفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عائدات النفط وقلة عدد السكان نسبيا.
لكن وفق البنك الدولي لا يزال ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر.
Comments