رئاسيات 2019" الباجي قائد السبسي .. الحاضر بالغياب
خديجة زروق
يصعب تناسي الباجي قائد السبسي و اسهامه في اهم محطات تاريخ تونس المعاصر و خاصة منذ 14 جانفي 2011 الى حين وفاته التي كانت الى جانب دورها في خلق حالة تماسك وطني لافتة و في الدفع نحو اجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها .
لا شك ان هذه المعطيات تجعل الباجي قائد السبسي الحاضر -الغائب في هذا الاستحقاق . و تختلف درجات هذا الحضور المعنوي و ذلك حسب العلاقة التي كانت للرئيس الراحل مع الاحزاب و الشخصيات المعنية بالاستحقاق الرئاسي .
يمكن الانطلاق في استعراض بعض ملامح هذه العلاقة من المترشح عبد الكريم الزبيدي الذي لعبت وفاة الباجي قائد السبسي دورا هاما في دفعه نحو الترشح . بعض المصادر تعتبر ان “البجبوج” قد فكر في الاشهر السابقة لوفاته في اعداد وزير الدفاع الوطني من اجل ترشيحه في رئاسيات 2019 حتى يقطع الطريق امام يوسف الشاهد .
و قد ساعدت الصورة التي تشكلت لدى قطاعات من الراي العام حول وفاء عبد الكريم الزبيدي للباجي قائد السبسي خاصة خلال مرضه الاخير الذي رافقته عدة روايات في تمكينه من رصيد انتقل بفضله من وزير لا تعنيه الا ملفات وزارته الى مرشح جدي للانتخابات الرئاسية .
يوسف الشاهد لم يكن بكل تأكيد على علاقة ودية مع الرئيس الراحل و هو الذي شق في وجهه عصا الطاعة سياسيا في عدة مناسبات و استهدف نجله الاكبر بشكل علني و بطريقة يصعب تجاهل تأثيرها على هذه العلاقة .
و يوسف الشاهد يدرك جيدا ان ما يروج في الراي العام عن بعض وقائع علاقته مع الباجي قائد السبسي له بكل تأكيد تأثيره على حملته الانتخابية و على حظوظه في الاستحقاق الرئاسي .
لا يمكن الحديث عن الباجي قائد السبسي كحاضر بالغياب في هذه المحطة الانتخابية دون الاشارة الى المترشحين الذين خرجوا من عباءة حركة نداء تونس التي اسسها الرئيس الراحل و ساهم الى حد ما في فقدانها تماسكها و تراجع دورها السياسي اذ نجد الى جانب يوسف الشاهد ناجي جلول و سعيد العائدي و سلمى اللومي .
وفاة الباجي قائد السبسي التي فرضت تغيير الرزنامة الانتخابية يقف الى حد كبير وراء قرار حركة النهضة تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية . و اضعف الى حد كبير من توهج و اشعاع الذين لعبت مواجهتهم للباجي قائد السبسي سياسيا دورا هاما في هذا المستوى و لعل ابرزهم منصف المرزوقي و محمد عبو و بدرجة اقل الهاشمي الحامدي الذي لم يغنم شيئا من حملة التهجم على الباجي قائد السبسي التي اطلقها بعد وفاة رئيس الجمهورية.
الباجي قايد السبسي الذي كان حليف البعض و منافس البعض الاخر و الاب السياسي لعدد اخر مع ما في علاقة الاب بالابن من ازدواجية نفسية سيلعب اسمه دورا و لو محدودا في توجيه الناخبين و في النتائج و هو ما يعني انه قد يكون نعمة على البعض و نقمة على البعض الاخر .
Comments