الجديد

شورى النهضة يتعرض للوساطة القطرية بين "الشيخين"

منذر بالضيافي
علم موقع “التونسيون” أن “تقدير الموقف السياسي”، الذي تقدّم به المكتب التنفيذي الذي يرأسه راشد الغنوشي، لمجلس شورى حركة النهضة، الذي انعقد يومي السبت والأحد 22 و 23 ديسمبر الجاري، قد تعرض الى “الوساطة القطرية”، بين النهضة والرئيس الباجي قايد السبسي، والتي كانت موضع تنقل كل من راشد الغنوشي وحافظ قايد السبسي، لدولة قطر، خلال الفترة الأخيرة، أين التقيا على انفراد بالأمير القطري تميم.
وبحسب مصادر متطابقة،  في كل من “نداء تونس” و “حركة النهضة”، فقد علم موقع “التونسيون”، أن الرئيس قايد السبسي حمل نجله حافظ “حزمة” من “الشروط” لإحياء “توافق الشيخين” من جديد، من أبرزها “انهاء الشراكة مع رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد” وبالتالي اسقاط مبدأ “الاستقرار الحكومي” الذي تمسكت به النهضة وكان وراء توقف أشغال وثيقة قرطاج 2، و”تكوين حكومة توكل لها اعداد البلاد الى استحقاقات 2019″، والاتفاق على “تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” و” المحكمة الدستورية “.
وهنا لابد من الاشارة الى وجود تباين يشق حركة النهضة حول الموقف من انهاء “التوافق” مع الرئيس قايد السبسي و تأسيس “شراكة” جديدة مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وأنه برغم أن “الموقف الرسمي” للحركة من خلال تصريحات قياداتها أو بيانات مؤسساتها واخرها بيان مجلس الشورى اليوم، الذي يؤكد على دعم “الاستقرار الحكومي”، فان هذا لا ينفي امكانية حصول “ردة” على هذا الموقف، وبالتالي العودة الى ما قبل تجميد لقاءات قرطاج2، خصوصا في ظل وجود “رغبة” من الوسيط القطري بإحياء “التوافق”، أي التوافق بين “الشيخين”.
أعضاء الشورى وعلى غرار بقية مؤسسات الحركة (المكتبين السياسي والتنفيذي) لم يحسموا في مصير “الوساطة القطرية”، برغم تواتر بعض المواقف الرافضة لكل “تدخل خارجي” في الشأن السياسي الداخلي.
كما برزت خلال الأيام الأخيرة، تصريحات ومقالات قريبة من الحركة ومن رئيسها، توتر العلاقة مع الرئيس السبسي، وخاصة تلك التي “تتهمه” بأنه وراء اثارة قضايا تستهدف الحركة، مثل موضوع “الجهاز السري” و “ملف” الاغتيالات السياسية وكذلك ملف “التسفير”، وهي مقالات رأي فيها المتابعين أنها تستهدف مزيد توتير العلاقة بين “الشيخين”.
لكن، في المقابل تمسكت قيادات “وازنة” سواء في الحركة أو من جهة قربها من رئيسها راشد الغنوشي، ودافعت عن “التوافق” بين “الشيخين”، بل أكثر من ذلك دعت الى العودة اليه، معتبرة أنه في صالح الحركة والبلاد على حد السواء.
بما أن السياسة “فن الممكن” بامتياز فان الأيام القادمة تبقى حبلى بالمفاجآت، برغم حالة الغموض التي تخيم على المشهد التونسي، مع ذلك لا نستبعد أن تعرف العلاقة بين “الشيخين” نوعا من “الحلحلة”، وفي هذا السياق تشير مصادر مقربة من الطرفين الى أن “اللقاء” من جديد وارد، بل أنه سيناريو ممكن، برغم “تمترس” كل طرف وراء موقفه منذ نهاية شهر ماي الفارط..
 
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP