طوفان الأقصى .. سنة من الإبادة الجماعية
تونس 07 أكتوبر 2024 (تحرير نرجس بديرة -وات) – تمر اليوم الاثنين 7 أكتوبر2024، سنة على حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني والتي أدت حتى اليوم الى استشهاد أكثر من 42 ألف شهيد واصابة أكثر من 97 الف شخص اخرين مع وجود 10 الاف جثة تحت الأنقاض.
حرب تواصلت على مدى عام بعد عملية طوفان الأقصى في 07 أكتوبر 2023 من قبل حركة حماس، تعمد خلالها الكيان المحتل استهداف المدنيين العزل وقتلهم بدم بارد، اذ قام بإبادة حوالي 902 عائلة
فلسطينية كاملة ودمر بنية قطاع غزة بصفة كلية من مبان وجامعات ومدارس ضاربا بكافة المواثيق الدولية عرض الحائط، حتى أضحى القطاع منطقة منكوبة ”غير اهلة للسكن” وفق تصريحات أممية
وأكد جبر فياض رئيس جمعية ‘أبناء فلسطين بتونس ‘ في تصريح خص به وكالة تونس افريقيا للأنباء ‘وات’ بهذا الخصوص أن قطاع غزة اليوم تحول بعد موجة الهجمات الجوية من قبل الكيان
الصهيوني المحتل والاجتياح البري المتواصل له على مدى سنة كاملة اثر عملية طوفان الأقصى الى منطقة ” منكوبة وغير صالحة للعيش” ”
وأفاد أن نسبة انهيار البنية التحتية بقطاع غزة من مبان سكنية وجامعات ومستشفيات ورياض أطفال ناهزت ال 90 في المائة جراء القصف الصهيوني المتواصل على القطاع
وأضاف فياض أن الكيان الصهيوني ارتكب خلال سنة الحرب هذه ، أكثر من 4650 مجزرة بحق المدنيين الفلسطينين وهناك إصابات خطيرة في صفوف الجرحى الفلسطينين
وشدد في السياق ذاته على انه تم التنكيل بالمدنيين العزل و استهداف أغلبهم داخل منازلهم، أو في مراكز الإيواء، أثناء حملة تهجير قسرية، أرغم عليها مليونا إنسان، بنسبة بلغت 90% من المجموع الكلي لسكان القطاع.
ودعا في هذا الخصوص الدول العربية و الدول الإسلامية بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجازر الابادة الجماعية قائلا ان “فلسطين اليوم هي خط الدفاع عن الأمة العربية و هذا الخط هو الذي يقاتل دفاعا عن كامل الأمة و عندما ينهار ستكون بقية الدول العربية تحت رحمة بني صهيون”
يشار الى أن قوات الاحتلال الصهيوني قامت خلال الستة أشهر الأولى من الحرب باسقاط حوالي 70 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، ما يتجاوز ما قُصفت به مدن درسدن، وهامبورغ، ولندن، خلال الحرب العالمية الثانية وفق تقديرات “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”
وحسب الأمم المتحدة، فإن إزالة الركام من القطاع قد يستغرق 15 عامًا ، كما لم يستثني الكيان الغاشم دور العبادة والمُستشفيات من عدوانه ، وكان أشهر الأماكن المُقدسة التي هاجمتها “إسرائيل”، كنيسة القديس برفيريوس وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم، وكان مجمع الكنيسة يأوي مئات النازحين الفلسطينيين وقت الغارة الجوية عليها في التاسع عشر من شهر أكتوبر الماضي
كما دمر الاحتلال أكبر وأشهر المستشفيات في قطاع غزة وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي، ومُستشفى المعمداني (التي ارتكب بها مجزرة شنعاء أسفرت عن ارتقاء 500 شهيد)، ومُستشفى “كمال عدوان”، ومستشفى شهداء الأقصى، ومستشفى الصداقة التركي وهو المستشفى الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان في القطاع
ولم تسلم المدارس من العدوان، مثل مدرستي الفاخورة وتل الزعتر اللتين ارتكب الاحتلال بحقهما مجزرتين في الـ 18 من نوفمبر، أسفرت الأولى عن نحو 200 شهيد والثانية نحو 50 شهيدا
من جهة أخرى ، عمدت القوات الصهيونية وفق ذات التقارير في العديد من المرات باستخدام الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم من قبل جنود الاحتلال الصهيوني بانتظام كدروع بشرية أثناء عدوانها على غزة .
وفيما يتعلق بالاسرى، تم اسر 5 آلاف شخص من القطاع، بمقتضى قانون “المقاتلين غير الشرعيين”، ووضعهم من قبل جنود الاحتلال تحت ظروف وحشية (اغتصاب، تعذيب ،تجويع ، وتحرش جنسي ) فيما لم يسلم العاملون في منظمات الإغاثة الدولية أو الإنسانية من جهتهم من بطش نيران الاحتلال التي قتلت نحو 200 موظف، وتمت مهاجمة قوافل الإغاثة وتمدير العديد منها
أما الصحافيون، فقد استشهد حتى اليوم ما لا يقل عن 175 صحفيا، استهدف العديد منهم بطريقة مباشرة وممنهجة ، مع تعمد الجيش الصهيوني تخريب البنية التحتية لمعظم المؤسسات الإعلامية، لمنع تغطية الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها في حق الفلسطيين.
طوفان الأقصى نتاج سنوات طويلة من القهر
شدد المسؤول الفلسطيني في حديثه لوات على أن عملية طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية كانت نتيجة حصار العدو الصهيوني لقطاع غزة لسنوات طويلة كما أن حالة اليأس التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني المحاصر ساهمت في ازدياد الغضب الشعبي المتزامن مع ”انكار المجموعة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني في العيش الكريم ونصرتها لقضيتهم العادلة ”
وقال ان ” الشعب الفلسطيني عانى من الظلم الذي وقع عليه وواجه مسالة اغتصاب اراضيه لسنوات طويلة من قبل المحتل ، حيث تواصلت سياسة توسيع الاستيطان وفرض الحواجز بين المدن الفلسطينية ( 880 حاجز يفصل بين المناطق الفلسطينية مع بعضها البعض بين قرية و مدينة و مخيمات)، مشيرا الى ان ” عملية التنكيل هذه ضد أهلنا في القدس و خاصة الاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون إلى المسجد الأقصى واستفزاز الشعب الفلسطيني كلها تراكمات حصلت ما قبل عملية طوفان الأقصى ”
واعتبر أن الكيان الصهيوني رغم كل القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية لم يلتزم بوقف حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني لذلك صممت المقاومة الفلسطينية على التعويل على صمود مقاوميها وصمود الشعب الفلسطيني لوحده رغم الظروف الصعبة التي مر بها ”
وأضاف ان الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية الاستعمارية قامت بمد العدو الصهيوني بالسلاح والعتاد ووفرت الغطاء الجوي له حتى يواصل مجازره دون هوادة ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق الدولية
وأكد في هذا الخصوص على أنه رغم كل المعادلات الموجودة بالمنطقة وغير المتكافئة بين الطرفين (حماس- الكيان) وتواصل الحرب على مدى سنة ، الا أن المعركة في غزة ” ستنجح رغم استشهاد العديد من قيادي المقاومة”، مبرزا
أن ”عود المقاومة سيشتد اكثر فاكثر رغم كل العراقيل حتى وان استشهد كل منتسبيها .. لا ننس ان دماء الشهداء هي طريق النصر”
وأضاف ”دماء الشهداء هي من تصنع قادة جدد وهي التي تصنع النصر ” معتبرا ان اغتيال رئيس حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية او الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله لن يثني المقاومين عن غيهم في كسر شوكة المحتل الغاصب ”
تطورات الحرب في المنطقة
اعتبر رئيس جمعية ‘أبناء فلسطين في تونس ‘ في جانب من الحوار ان ” الرصاصة الأخيرة في نعش العدو الصهيوني ستكون بتهديده لإيران بما يفضي الى توسع رقعة الحرب إقليميا بعد ان قام باجتياح لبنان ”، مشيرا الى انه اذا تجرا الكيان على ضرب المنشات النووية أو النفطية الإيرانية فان ايران سترد بالمثل وبأكثر حدة “…
وأشار الى ان ”المفاعلات النووية الصهيونية على غرار مفاعل ديمونا و 6 مفاعلات نووية توجد في هذا الكيان ستكون عرضة للقصف الإيراني اذا ما تم المساس بالاراضي الإيرانية”
وابرز في هذا الصدد ان ”ايران تعد بمثابة دولة كبرى بمساحة واسعة و لن تؤثر عليها هذه الاشعاعات النووية مثلما ستؤثر على الكيان الصهيوني”
وافاد جبر فياض ان توسيع رقعة الحرب ليس من ”مصلحة الكيان الصهيوني و لا البلدان الغربية و الولايات المتحدة الأمريكية التي تساعدها في مخططها للسيطرة على المنطقة ”..
تجدر الإشارة أن شرارة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة اندلعت إثر هجوم مباغت شنته حركة “حماس” وفصائل فلسطينية على مستوطنات ومواقع صهيونية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر 2023، ما أصاب “تل أبيب” بحالة صدمة وإرباك على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو حيث فشلت المنظومة الأمنية والاستخباراتية بالتنبؤ به، الأمر الذي اعتبره مسؤولون صهاينة “أكبر خرق استخباري في تاريخ الدولة “الصهيونية”.”
وكانت حركة “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية قد قتلت وأسرت عددا من الصهاينة ، في الهجوم الذي قالت إنه رد على “اعتداءات القوات والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما الإعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء ( وات )
Comments