عبد الفتاح مورو…هل هو مرشح جدي ام قربان سياسي ؟
كتب: عبد الواحد اليحياوي
لا شك ان اي ملاحظ للانتخابات الرئاسية في تونس سيكتشف بسرعة ومن خلال البرود الذي يميز حملة مرشح حركة “النهضة” عبد الفتاح مورو حيث لا مهرجانات ولا اجتماعات ضخمة تعكس الامكانات البشرية والمالية المعروفة للحركة، وهو ما يعيد ترشحه الى فكرة ان ذلك تم بحثا عن تسويات المشاركة في الحكم، بعد الانتخابات التشريعية القادمة.
فرئيس الحركة ومكتبها التنفيذي كان الى اخر لحظة مع التصويت لمرشح من خارجها، بل ان رئيس الحركة اختار يوسف الشاهد عصفوره النادر، لولا ان الاخير لم يقبل الترشح كمستقل وهو ما يعني ان ريع فوزه لو حصل كان سيذهب فقط الى حزبه “تحيا تونس”.
تعرف حركة النهضة ان ترشيحها لاحد قياداتها يعني ان تضع نفسها داخل الاستقطاب القديم وتعيد للتونسيين كابوس هيمنة الإسلام السياسي على السلطة، وايضا حذر المجتمع الدولي الذي لايزال ينظر الى تجارب الاسلاميين بكثير من الريبة والاحتياط.
كما تعرف حركة النهضة ان تقديمها لمرشح من داخلها سينهي الهدنة السياسية مع المنظومة القديمة لذلك فقد كان مورو مرشح الضرورة ومرشح اخر لحظة، فالشيخ عبد الفتاح مورو غير محمل بكل ثقل تجاربها التاريخية باعتباره كان دائما داخلها بساق واحدة والساق الاخرى خارجها مستعدا للمغادرة كلما اشتدت المعركة.
بسبب كل هذه الحسابات لا تبدي حركة النهضة الرسمية اي حماس لدعم مرشحها وتراهن فقط على مروره الى الدور الثاني بأقل خسائر ممكنة لتأكيد من جهة انها لاتزال الحزب السياسي القوي ومن جهة اخرى للذهاب الى الدور الثاني بإمكانيات اكثر على المناورة وعقد الاتفاقات.
انها مفارقة غريبة ان لا تستطيع حركة النهضة ربح الانتخابات الرئاسية ولو ارادت وان لا تريد ربحها ولو استطاعت.
Comments