عمرو موسى: السعودية لن تطبّع مع إسرائيل مجانًا.. والعرب في حالة انقسام
قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إن إسرائيل دولة “قامت على المذابح والاستيلاء، رغم ذلك تعتبر نفسها في حالة دفاع عن النفس”، لافتًا إلى أن معظم مؤيديها من الدول الغربية.
ويرى موسى الدول العربية “في حالة ضعف وانقسام”، بينما إسرائيل “تحظى بدعم كبير” من أغلب الدول الكبرى، مضيفًا أنه لتحقيق التضامن العربي “لا بد من علاج الانقسام في العلاقات العربية، وهذا لا يعني توافق الـ22 دولة“.
وتوقع موسى، خلال ندوة حوارية نظمتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الاثنين 27 نوفمبر 2023، بعنوان “مستقبل القضية الفلسطينية ما بعد 7 أكتوبر”، تكرار ما حدث في 7 أكتوبر الماضي ما لم يتغير الوضع الحالي، قائلًا “سيكون هناك 8 أكتوبر و9 أكتوبر بظروف مختلفة، وأي تفاوض مفتوح النهاية لا يجب دخوله، لأنك ستتنازل كثيرًا“.
وأوضح موسى أن تدمير القرى في قطاع غزة جاء “لتفريغ القطاع من سكانه، حتى يستعد لاستقبال شعب جديد”، محذرًا من خطورة انقسام الفصائل الفلسطينية.
“تلك الأفعال كانت تتم من قبل لبناء مستوطنات للإسرائيليين” قالها موسى، مؤكدًا ضرورة قيام الدولة الفلسطينية الفاعلة، وأشار إلى اقتراح أمريكي يقضي بوجود حكومة موحدة تحكم الضفة الغربية وقطاع غزة.
سيناريوهات ادارة غزة
وطُرحت عدة سيناريوهات لإدارة غزة ما بعد الحرب، وسط الخطط الإسرائيلية التي تتضمن السيطرة الأمنية على القطاع، أبرزها عودة السلطة الفلسطينية، وهي فكرة يعتبرها صنّاع القرار الإسرائيليون “سيئة”، لأنها تنسف هدف حكومة نتنياهو، المتمثّل في قطع جميع العلاقات مع غزة، ومن ضمنها عدم إيفاد عمال من القطاع ولا إمدادات المياه الإسرائيلية أو الكهرباء والوقود.
وهناك سيناريو آخر، بإقامة تحالف دولي يتسلم القطاع، شريطة أن يتألف من دول عدة، وسيناريو آخر تدفع الولايات المتحدة والدول الغربية باتجاهه، يقوم على نشر قوة حفظ سلام وإقامة مناطق آمنة في جنوب قطاع غزة، لكنه اقتراح قوبل برفض قادة الوكالات الرئيسية للأمم المتحدة، بينهم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الذين اشترطوا موافقة جميع الأطراف عليها.
نتنياهو .. حكومة المستوطنين
ووصف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية حكومة بنيامين نتنياهو بـ”حكومة المستوطنين”، التي لا يمكن الوثوق بها أو التفاوض معها، مشيرًا إلى أن حق الدفاع عن النفس الذي تتذرع به إسرائيل والدول الغربية لا يتوافق مع مبادئ القانون الدولي، وقال “يجب محاكمة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية”.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية بتشكيلها الحالي “لا تصلح للتفاوض للسلام، ولا بد من العودة إلى خلق نوع من التضامن العربي مع القضية الفلسطينية”.
وتتشكل الحكومة الإسرائيلية الـ37 من 6 أحزاب هي الليكود ويهودية التوارة المتحدة، وشاس، والحزب الصهيوني الديني، وعوتسما يهوديت، ووصف البعض الحكومة التي يقودها بنيامين نتنياهو بأنها الأكثر يمينيةً في تاريخ إسرائيل بسبب انضمام أحزاب يمينية متشددة لها.
واضطر نتنياهو إلى تقديم تنازلات كبيرة ومثيرة للجدل لحلفائه من الأحزاب اليمينية المتشددة والمتدينة كجزء من الاتفاقات الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة في أعقاب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2022 الماضي.
تطبيع سعودي متعثر
وقال موسى إن السعودية لن تطبع العلاقات مع إسرائيل مجانًا، مرجعًا ذلك لكون المملكة قوة استراتيجية عربية وقوة اقتصادية ودولية، إضافة للضغوط من جانب الشعوب لحصول فلسطين على حقها في إقامة دولة.
وكانت خطى تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية تسارعت مطلع العام الحالي، ما اعتبره المحلل السعودي الدكتور خالد باطر، آنذاك “استجابة لطلب أمريكي، وأيضًا رغبة سعودية حقيقية لتصفير المشاكل في المنطقة بدايةً من المشكلة الفلسطينية التي طال أمدها وآن الأوان لحلها”. لكن يبدو أن هذه التحركات تعثرت عقب تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى.
التوافق حول مراون البرغوثي
وطالب موسى الفصائل الفلسطينية بالتوحد والعمل على إعادة إحياء القضية، محذرًا من سوء الأوضاع في الضفة الغربية التي لا تقل خطورة عن الوضع في غزة.
واشتعلت الأوضاع في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث قامت إسرائيل باعتقال 3200 فلسطيني، واعتقال 29 صحفيًا، واقتحمت ونكلّت وخربت مئات المنازل، إضافة للاعتداء على عائلات المعتقلين.
ويعتقد الأمين الأسبق لجامعة الدول أن السياسي الفلسطيني مراون البرغوثي “يصلح رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطيني” خلفًا وبديلًا لمحمود عباس أبو مازن.
ويعد القيادي بحركة فتح مروان البرغوثي من أبرز الوجوه التي تحظى بتوافق بين جميع الفصائل الفلسطينية، وهو معتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، حُكم عليه بالسجن لمدة 5 مؤبدات و40 عامًا بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وفق “الشرق الأوسط”.
وضع الرئيس محمود عباس
وحسب جريدة الشرق الأوسط، يظهر اسم البرغوثي عند كل حديث عن خليفة أبو مازن لرئاسة السلطة الفلسطينية، وحافظ على تقدم كبير عن غيره من المرشحين في كل استطلاعات الرأي، وأشارت إلى أن البرغوثي لن يتردد لحظة واحدة في ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وليست هناك نية للتراجع هذه المرة، في إشارة إلى انسحابه من السباق الانتخابي عام 2005 عندما رشح نفسه من السجن مقابل عباس، قبل أن ينسحب لاحقًا تحت الضغوط التي تركزت على ضرورة إبقاء حركة فتح موحدة، وحملت كذلك وعودًا له بالإفراج عنه.
وأضاف الأمين الأسبق لجامعة الدول أن “كتلة مؤثرة من الشعب الفلسطيني لن تقبل بأن يكون الرئيس الحالي محمود أبو مازن مفاوضًا ورئيسًا للحكومة، فالجميع في الداخل يريد مروان البرغوثي رئيسًا لمنظمة التحرير”، وقال إن إسرائيل “قد تقبل بأي شيء مع الضغط عليها مقابل الإفراج عن مراون البرغوثي”، واصفًا إياه بأنه “اسم جيد وغير معروف بالفساد”.
ويرى عمرو موسى أن “سياسة إسرائيل الحمقاء” أدت لهجوم 7 أكتوبر، وأن هذا الهجوم “لم يأتِ من فراغ”، وأنه “كسر الثقة بين قطاعات كبيرة من الشعوب مع حكوماتها وإعلامها”.
“هناك إيجابيات أسفرت عنها عملية 7 أكتوبر” وفق موسى، الذي برهن على وجهة نظره قائلًا “مثل عودة القضية الفلسطينية التي تريد إسرائيل أن تنساها الناس إلى مسرح الأحداث”، مؤكدًا ضرورة استغلال ما حدث منذ إطلاق عملية طوفان الأقصى والبناء عليه؛ لإقامة الدولة الفلسطينية.
وبدأت إسرائيل العدوان على غزة إثر تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، وراح ضحية العدوان أكثر من 14 ألف فلسطيني حتى الآن، بينهم 10 آلاف امرأة وطفل.
نقلا عن موقع “المنصة”
Comments