الجديد

عودة «الإثنين الأسود» مجددا بعد 37 عاما .. الأحمر يكسو أسواق العالم

سيطرت حالة من الخوف على الأسواق العالمية، خلال تعاملات اليوم الإثنين، في ظل قلق من اتجاه الولايات المتحدة نحو ركود اقتصادي. كما تخيم التحولات الجيو سياسية على عالم المال و الأعمال، وذلك في ظل ترقب كل من إسرائيل والولايات المتحدة لتصعيدًا في المنطقة بعد تعهد إيران وحزب الله وحركة حماس بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وفؤاد شكر، القائد العسكري في حزب الله، الأسبوع الماضي.

كما تزايدت التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يضطر لتبني سياسة تيسير نقدي حادة، وأدت المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، إلى موجات بيعية عالمية، في ظل تخلي المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر، بسبب القلق من الركود في الولايات المتحدة، والاعتقاد بأن خفض أسعار الفائدة بشكل سريع سيكون ضروريًا لإنقاذ النمو.

وتكبدت الأسواق المالية، اليوم، أكبر خسارة يومية، لتعيد إلى الأذهان موجة بيع يوم الإثنين الأسود في 1987، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم وهبط كل من الدولار واليورو بنسبة 2% مقابل الين الياباني، مع تزايد قلق المستثمرين من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.

في أوروبا، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية عند الافتتاح لتنخفض في باريس بنسبة 2.42% ولندن 1.95% وفرانكفورت 2.49%، وأمستردام 3.05%، وميلانو 3.31%، وزوريرخ 2.97%، ومدريد 2.79%.

أسعار النفط

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 78 سنتًت، أي بنسبة 1%، لتصل إلى 76.03 دولار للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 87 سنتاً، أي بنسبة 1.2%، لتصل إلى 72.65 دولار للبرميل.

وسجل الخامان هبوطاً بأكثر من 3% يوم الجمعة، محققين خسائر للأسبوع الرابع على التوالي، وهي أكبر سلسلة تراجعات منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وذكر محللون، في مذكرة صادرة عن “آي.إن.جي”، أن المخاوف من الركود في الولايات المتحدة، التي أثارها تقرير ضعيف عن الوظائف في يوليو، تفاقم القلق السائد في سوق النفط بشأن الطلب الصيني.

وأشار المحللون، إلى أن النفط تعرض لضغوط إضافية بعد أن قررت “أوبك+” الاستمرار في خطتها لتقليص تخفيضات الإنتاج الطوعية اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول، ما يعني زيادة الإمدادات لاحقًا هذا العام.

الأسهم الأوروبية

تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر، وحيث انخفض المؤشر ستوكس 600 بنحو 3.1% إلى 482.42، ليسجل أدنى مستوياته منذ 13 فبراير/شباط، ومن المتوقع أن يسجل المؤشر أسوأ أداء يومي منذ عامين ونصف العام.

وشهد المؤشر أسوأ أداء أسبوعي له منذ ما يقرب من 10 أشهر، يوم الجمعة، وانخفض إلى ما دون 500 نقطة للمرة الأولى منذ 15 أبريل/نيسان.

وتعد القطاعات المالية الأكثر تضررا خلال جلسة اليوم، حيث خسر المؤشر الفرعي لأسهم البنوك 4.2%، كما تراجع المؤشر الفرعي لأسهم شركات الخدمات المالية 3.6%، وهبط المؤشر الفرعي لقطاع التكنولوجيا 5%.

وصعد سهم جالديرما 2.2%، بعد أن أعلنت لوريال الفرنسية عزمها الاستحواذ على 10% في الشركة السويسرية المتخصصة في مستحضرات العناية بالبشرة.

أسواق الأسهم الآسيوية

في أسواق الأسهم الآسيوية، كان انخفاض المؤشرات أكثر وضوحاً الإثنين، لا سيما في طوكيو التي تراجع مؤشرها الرئيسي، نيكي، بنسبة 12.4%، بمقدار 4400 نقطة مسجلاً أسوأ انخفاض تاريخي له منذ انهيار سوق الأسهم في أكتوبر/تشرين الأول 1987. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 12.23%.

وانخفضت بورصتا تايوان بأكثر من 8%، وسيول بأكثر من 9%.

وتراجعت أسواق الأسهم الصينية على نحو أكثر اعتدالا، فانخفض مؤشر هونغ كونغ هانغ سنغ 2.13% في التعاملات الأخيرة. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.54% ومؤشر شنتشن بنسبة 1,85%.

وقال ديلين وو، الخبير الاستراتيجي لدى مؤسسة Pepperstone “يبدو أن السبب المباشر للابتعاد عن المخاطرة هو الارتفاع غير المتوقع في أسعار الفائدة” الذي أعلنه بنك اليابان الأربعاء.

وأدى هذا التشدد النقدي بعد سنوات من أسعار الفائدة السلبية، إلى جانب تباطؤ النشاط الاقتصادي الأميركي، إلى تسريع ارتفاع الين بشكل ملحوظ، مدعومًا أيضًا بتدخلات البنك المركزي الياباني في سوق الصرف الأجنبية.

إلا أن حركة سعر الصرف هذه تعتبر سلبية بالنسبة للشركات اليابانية المصدرة التي استفادت من انخفاض العملة اليابانية.

انخفاض حاد في قطاع البنوك 

تعرضت أسهم البنوك بشكل خاص لضغوط كبيرة.

وفي اليابان انخفض سهم مجموعة ميتسوبيشي يو إف جيه المالية بنسبة 13.5%، ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية بنسبة 14.6%، وميزوهو بنسبة 12.8%، ونومورا بنسبة 18.59%.

وفي أوروبا، تراجع بنك يونكريديت بنسبة 6.54%، وإنتيسا سان باولو في ميلانو بنسبة 5.57%، ودويتشه بنك في فرانكفورت بنسبة 5.12%، وسوسيتيه جنرال في باريس بنسبة 5.05%، وباركليز في لندن بنسبة 5.08%.

كما انخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا أيضًا على نحو ملحوظ.

ففي أمستردام، تراجع سهم ASML بنسبة 4.46% وسهم BE Semiconductor Industries بنسبة 5.17%.

وفي فرانكفورت، انخفض سهم إنفينيون Infineon بنسبة 2.34%. وفي باريس، انخفض سهم STMicroelectronics بنسبة 5.10% وCapgemini بنسبة 2.93%.

الأسواق الخليجية

شهدت مؤشرات الأسهم الخليجية تراجعًا جماعيًا، تزامنًا مع هبوط الأسواق الآسيوية نتيجة المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي.

وتعرضت أسواق الأسهم في آسيا لخسائر واسعة النطاق، حيث شهدت موجة بيع حادة من قبل المستثمرين، مما أدى إلى تعليق التداول الآلي بواسطة البرمجيات في كوريا الجنوبية.

تصدر سوق دبي للأوراق المالية قائمة الأسواق الخليجية المتراجعة بنسبة 4.2%، تلاه السوق السعودي بنسبة 3.6%، وفيما يلي أداء الأسواق الخليجية اليوم:

– سوق دبي: تراجع بنسبة 4.0% إلى 4067 نقطة.

– السوق السعودي: تراجع بنسبة 3.6% إلى 11407 نقاط.

– سوق أبوظبي: تراجع بنسبة 2.6% إلى 9053 نقطة.

– سوق الكويت: تراجع بنسبة 1.8% إلى 7559 نقطة.

– سوق البحرين: تراجع بنسبة 1.8% إلى 1931 نقطة.

– سوق مسقط: تراجع بنسبة 0.2% إلى 4640 نقطة.

أسعار الذهب

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين، حيث زاد في المعاملات الفورية بنسبة 0.14%، ليصل إلى 2446.83 دولار للأوقية، بعد أن تراجع بنسبة 1% في وقت سابق من الجلسة، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.8%، لتصل إلى 2488.50 دولار.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد هبطت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 28.43 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 1.23% إلى 946.10 دولار، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.9% إلى 882.09 دولار.

العملات الرئيسية

سجل الين الياباني أعلى مستوى له منذ منتصف يناير/كانون الثاني مقابل الدولار عند الفتح في آسيا، مع استمرار تحركات الأسواق التي بدأت الأسبوع الماضي، بعد أن أججت بيانات الوظائف الضعيفة في الولايات المتحدة مخاوف الركود، وتوقعات بخفض أكبر لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وأفاد وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي اليوم الإثنين بأن السلطات تراقب تحركات سعر الصرف عن كثب، وذلك بعد أن انخفض متوسط ​​المؤشر نيكي إلى أقل مستوى له منذ 1987.

وأوضح أن من المستحسن أن تتحرك أسعار الصرف على نحو مستقر يعكس أداء الاقتصاد الحقيقي.

ورفض سوزوكي، في تصريحات للصحفيين، التعليق على ما إذا كانت قيمة الين الحالية مبالغ فيها.

وقال “من الصعب تحديد السبب وراء تراجع الأسهم”، مضيفا أن الحكومة تتعاون مع بنك اليابان وتراقب الأسواق عن كثب وبيقظة.

وأدت بيانات الوظائف الصادرة يوم الجمعة، بالإضافة إلى سلسلة من تقارير الأرباح الضعيفة من شركات التكنولوجيا الكبرى والمخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد الصيني، إلى موجة بيع عالمية في أسواق الأسهم والنفط والعملات ذات العائد المرتفع، حيث بحث المستثمرون عن الأمان في النقد.

واستمرت عمليات البيع مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وتراجع مؤشرات الأسهم، وانخفاض تقلبات العملات قليلاً، ولكنها انخفضت مقابل الدولار والين.

وتم تداول الين، الملاذ الآمن، عند 145.43 مقابل الدولار. وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.8% مقابل الدولار، بعد أن سجل أعلى مستوى له في منتصف يناير عند 145.28 في التعاملات المبكرة.

واستقر اليورو عند 1.091 دولار، بينما استقر مؤشر الدولار تقريبًا عند 103.17. وتم تداول الدولار الأسترالي عند 0.6495 دولار، بانخفاض 0.25%.

العملات المشفرة

شهدت العملات المشفرة نوبة من النفور من المخاطرة في الأسواق العالمية، ما أدى إلى انخفاض عملة البيتكوين بأكثر من 15% في الـ 24 ساعة الأخيرة، كما تكبدت عملة الإيثريوم، التي تحتل المرتبة الثانية من حيث القيمة السوقية، أكبر انخفاض منذ عام 2021.

وتم تداول عملة البيتكوين بتراجع بنسبة 15.1% عند 51734 دولار، ليضاف ذلك إلى تراجع نسبته 13.1% الأسبوع الماضي، وهو الأسوأ منذ انهيار بورصة “إف تي إكس”. في الوقت نفسه، فقدت الإيثريوم أكثر من خمس قيمتها، حيث تراجعت بحوالي 22% مسجلة مستوى 2290 دولارًا.

وعانت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الأمريكية لعملة البيتكوين من أكبر تدفقات خارجة لها في حوالي ثلاثة أشهر.

وتأثرت العملات الرقمية جزئيًا بهدوء تجارة الفائدة المرتبطة بالين مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة المتوقعة في اليابان، وواجهت “بتكوين” سلسلة من العوامل منذ أن سجلت مستوى قياسيًا بلغ 73,798 دولار في مارس، بما في ذلك التغيرات في الساحة السياسية الأمريكية.

وأدى تراجع بيتكوين إلى ترك الرمز عند مستويات لم تُشاهد منذ فبراير/شباط. وأظهرت بيانات “كوين غلاس” تصفية حوالي 760 مليون دولار من مراكز العملات المشفرة الصاعدة، ما يدل على عدم استقرار الرهانات ذات الرافعة المالية. 

وقفزت رهانات المتعاملين على خفض الفائدة في الولايات المتحدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر إلى 70%، ارتفاعاً من 11.5% قبل أسبوع، وفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي.

وتتجه الأنطار إلى الشرق الأوسط، حيث تترقب إسرائيل والولايات المتحدة تصعيدًا في المنطقة بعد تعهد إيران وحزب الله وحركة حماس بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وفؤاد شكر، القائد العسكري في حزب الله، الأسبوع الماضي.

نقلا عن موقع العين الاخباري

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP