فراج اسماعيل يكتب عن: “مزعجة الرؤساء”
فراج اسماعيل *
حتى جو بايدن انزعج من أسئلة كبيرة مراسلي CNN في البيت الأبيض كيتلان كولينز ووصفها بأنها إذا لم تفهم ما قاله فهي في المهنة الخطأ، لكنه قبل صعوده إلى الطائرة استدار بسرعة ناحية الصحفيين واعتذر لها، وقال إنه كان يجب أن يكون حكيما ولا يتعالى عليها بسنه أو خبرته.. ثم أضاف: الصحفي يجب بالفعل أن يتتبع السلبيات وهذا أساس مهنته. اعتذار وتراجع عن وصفه السابق أنها في المهنة الخطأ.
كانت أصغر رئيس لمراسلي الشبكات الإخبارية في تاريخ البيت الأبيض تسأله عن سبب ثقته في أن الرئيس الروسي بوتين سيتغير مع أنه بعد اجتماعهما مباشرة عاد في المؤتمر الصحفي لينكر الهجمات السيبرانية وانتهاكات حقوق الإنسان.
كاتلان التي احتفلت منذ أيام ببلوغها 29 عاما، فهي من مواليد 1992، قالت لموقع انستايل إنها تركز في انتقاء اسئلتها وأن تكون قادرة على استحلاب المعلومات، وصناعة السبق الصحفي.
جاءت إلى العاصمة واشنطن من قرية ريفية بعيدة بحثا عن عمل صحفي بعد حصولها على بكالوريوس الآداب من جامعة ألباما في الصحافة والعلوم السياسية، وكانت قد التحقت في البداية بتخصص الكيمياء تقليدا لأختها التي تكبرها، لكنها لم تجد نفسها في هذا العلم، فقد كانت دائما أثناء دراستها الثانوية قارئة جيدة.
في واشنطن التحقت بموقع الويب اليميني ديلي كولر في قسم الفن والأخبار الخفيفة، وجاءتها الفرصة عندما غطت حملة ترامب للرئاسة التي فاز بها، ثم سرعان ما اختارها الموقع لتكون مراسلته في البيت الأبيض، وهنا بدأت نجوميتها، فبعد عدة مقابلات كضيفة على السي إن إن، اختارها رئيس الشبكة ضمن مراسليها في الخط الأول الأمامي ، أي في البيت الأبيض.
ازعجت كيتلان ترامب كثيرا بأسئلتها، وكان يهاجمها دائما بمشاركة ابنه ايريك في تويتر، وتم حظرها من حضور مؤتمر صحفي لأن ترمب اعتبر أسئلتها غير لائقة وطردها من المؤتمر ، وكانت الأسئلة ايضا عن بوتين، وكذلك عن محامي ترامب السابق وعن التدخل الروسي في فوزه بالانتخابات التي جاء على إثرها رئيسا للولايات المتحدة. ووصفها ترمب بالمراسلة المزيفة عندما نشر ابنه فيديو يظهرها وقد تخلصت من الماسك الذي تفرضه إجراءات كورونا بمجرد إغلاق الكاميرات.
تقول كاتلان: هذا الحظر كان نعمة لها، فقد درست أكثر وتعلمت أكثر. السؤال هو أساس عملها، ولا يجب أن يكون عبثيا لا فائدة منه للناس، يجب أن يشكل قصة صحفية حصرية.
لهذا كانت إطلالتها من البيت الأبيض هي الأكثر مشاهدة والأكثر مصداقية. اختارتها مجلة فوربس على غلافها ضمن 30 شخصية نسائية الأكثر تأثيرا.
بدءا من يناير 2021 تم ترقيتها رئيسا لمراسلي شبكة CNN في البيت الأبيض بعمر 28 عاما، وهو حدث تاريخي نظرا لصغر سنها، متجاوزة مثلها الأعلى كلا من كريستيان أمانبور وبابرا ستار.
تقول كيتلان: صحافة منطلقة وشجاعة بلا قيود تعني المصداقية والتقارير التي تنال ثقة الناس وبذلك يتم صناعة نجوم هذه القوة الناعمة.
Comments