فلسطين .. مفتاح العودة
كتب: بسام عودة*
يحمل الفلسطينيون مفاتيح بيوتهم كرمز للصمود والحنين إلى أرضهم المغتصبة . هذه المفاتيح تحمل قدرا كبيرا من التفاؤل بإمكانية العودة إلى مسقط الرأس ،والتي تعد رمزًا مؤثرًا للهوية والنكبة الفلسطينية، المفتاح موروث وطني يتداول بين الأجيال كرمز للعلاقة العميقة مع الأرض وحق العودة المشروع.
من خلال تلك المفاتيح، يتجلى إصرار الفلسطينيين للحفاظ على ذاكرتهم وهويتهم، ويظهر تمسكهم الدائم بحلم العودة إلى أرض الأجداد. هذا الاصرار الرمزي يعكس رغبتهم الحية في استعادة حقوقهم وهويتهم الوطنية التي لا تقبل النسيان. وفي زمن الانتماء والتمسك بالهوية ، تشكل هذه المفاتيح رمزًا قويًا يروي قصة شعب وأمة ، ويجسد إصرارهم على البقاء واحياء احلامهم رغم تحديات الحياة والتشرد.
مفاتيح المنازل في ثقافة الفلسطينيين تحمل رمزية عميقة، حيث لا تقتصر على كونها مجرد قطع من المعدن بل تحمل معها حقباً من التاريخ محطات من النضال و. تعبيرًا عن الانتماء الصادق . وتمتد هذه الرمزية أيضًا إلى الأهازيج والتراث الفلسطيني، حيث يجسدون بصوتهم وكلماتهم رغبة الشعب الفلسطيني في العيش والتمسك والبقاء على أرضهم. بالمفاتيح …
يُعزَف نشيد العودة، وتروي حكايات الصمود، مما يخلق روابط قوية لكل جيل ، هكذا تمتزج المفاتيح بالأهازيج والتراث، فهى الرابط الروحي بين الماضي والحاضر، تردد على مسامعهم ابيات اغنية عظيمة تشدو بها فيروز : عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّني أصلّي الطفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان لأجل من تشرّدوا لأجل أطفال بلا منازل كلمات الاغنية محل خلاف وجدال يشبه ما يعتري القضية من صراع حولها .
يقال كتبها الشاعر اللبناني سعيد عقل و تارة يقال الرحباني .. والجدال يمحو الحقيقية ، على العموم فيروز تشدو بصوتها حيث تسكب عذوبتها في صرخة تعبير عن حال الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم في مواجهة التشرّد وفقدان المأوى.
يرتبط البيت الفلسطيني والمنازل بالأمان والهوية، وكلمات فيروز تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية والإنسانية المفقودة في ظل الصراع وفي زمن التشرّد والتهجير الذي يتجدد دون ان نحرك ساكناً .صوت فيروز، يحيي الحنين إلى الأرض والبيت . مفتاح المنزل يتحوّل إلى رمز يتوارثه الأجيال بل ويحمل معه أعباءً وامال كبيرة . هذا الاصرار على حمل المفتاح تأكيد على استمرارية الحياة والصمود رغم البعاد .
يمكن أن يكون هذا الفعل بمثابة إشارة إلى الإرادة القوية للحفاظ على الهوية والارتباط بالمكان . حتى في ظل غياب المكان الفعلي. وفي خضم الحدث الاجرامي المروّع الذي يكشف عن جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية التي يتعرض لها الأبرياء في مجمع الشفاء اقتحام قوات الاحتلال المستشفى، المكان الذي يُفترض فيه أن يكون ملاذًا للجرحى والمرضى، لتحوّله إلى ساحة لوحشية العنف. لقتل الأطفال وقطع الكهرباء عن مستشفى الشفاء ، ما يزيد من سوء هذه الأحداث هو استخدام حجج وافلام مفبركة لتبرير هذه الوحشية وهى سابقة لم يشهدها العالم قط .
حيث يُحاولون تشويه صورة الأبرياء . المجتمع الدولي المتفرج يجب ان يكشف عن الحقائق وتحديد المسؤولين عن هذه الأعمال البشعة، . يجب أن يكون اجماع دولي حول القضية الفلسطينية وتحقيق العدالة.
في مواجهة مثل هذه التآمر الدولي ، اما صمود شعب غزة وقوته في مواجهة الجرائم وبشاعة جيش الاحتلال ، ومهما فعلوا فان الاصرار الفلسطيني عن النضال والحلم بالعودة لنيل لدياره المسلوبة .
وستبقى الأيادي الطاهرة تحمل مفاتيح العودة لا محالة قادمة.
*صحفي أردني مقيم بتونس
Comments