الجديد

فيروس كورونا يدخل ترمب في عصاب هستيري

شعبان العبيدي

ما يزال الرئيس الأمريكي يفاجئ الأمريكيين والعالم من حوله بخطاباته والمعارك الّتي يصطنعها. فبعد طلعاته المستمرّة واستهانته بالفيروس القاتل الّذي انتشر في مدينة “ووهان ” و”البرّ الصيني”، واعتباره الأمر مجرّد مغالاة من وسائل الإعلام الموالية لخصومه من الديمقراطيين، خاصّة وأنّ كلّ اهتماماته كانت منصبّة على الانتخابات الرئاسيّة القادمة.

لكن لمّا وصل الفيروس كورونا إلى الولايات المتّحدة وبدأ يعصف بولاياتها وخاصّة نيويورك، بدأ الرئيس الأمريكي في خطاباته وندواته الصحفيّة يتّهم الصين ويحمّلها المسؤولية معتمدا أسلوبا استعاريا في خطابه ” الفيروس الصيني” كما اعتمده اليابانيون في تسمية الوباء “فيروس ووهان” مع ما تحمله هذه الاستعارات من نظرة عنصريّة، وهو ما حدا ببعض المسؤولين الصينيين إلى ردّ الفعل بالتّرويج لفكرة أنّ هذا الوباء هو وباء مخبري أمريكي زرعته قواتها العسكرية في الصّين في إطار الحرب الاقتصادية القائمة بين الدّولتين العظميين.

ليكشف الإعلام أخيرا بعد إقالة ترامب لقائد حاملات الطائرات “روزفيلت”، وإقراره أخيرا بعدم اطّلاعه على تقرير تقدّم به مستشاره التّجاري “بيتر نافارو”. كما يثير الرئيس الأمريكي بتصريحاته الفلكلورية الأطباء في بلاده من جهة ثانية حين خرج أكثر من مرّة في جلباب الطبيب يتحدّث عن دواء “الكلوروكين” و عندما دعا أخيرا والبلد يشهد ذروة انتشار الفيروس بعد أن تجاوزت الإصابات حدّا مهولا جعل الولايات المتّحدة في المرتبة الأولى بأكثر من 337 ألف مصاب و 10 آلاف وفاة، إلى ضرورة تخفيف الحجر عن الأمريكيين واستعادة الحياة خاصّة مع عيد الفصح.

وهو الذي لا يعنيه من أمر الواقع إلاّ مشكل الاقتصاد الأمريكي و عقلية الرّبح وهو يقع تحت ضغط “كبار دهاقنة الحزب الجمهوري” كما يصفهم الصحفي الإيراني  أمير طاهري وقوله (سيكون من اليسير للغاية استمالته واغواؤه كمثل خادمات القصور في الحقبة الفكتورية القديمة) والدّفع (بالغوريلا الأمريكية الهائلة الحجم ) إلى سياسات منافية للأخلاق و الإنسانية.

هذا وقد حذّر كبير الأطباء في الولايات المتّحدة من أنّ ذروة الوباء مازالت متصاعدة خلال الأسبوع المقبل، واعتبر أنّ الجائحة جرفتهم وهم عنها ساهون ولم يأخذوا لها كفاية من الاحتياطات

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP