في الأسبوع الرابع، الجزائريون للنظام: "ترحلوا يعني ترحلوا"
التونسيون- وكالات
تجمّع آلاف المتظاهرين وسط العاصمة الجزائرية اليوم الجمعة 15 مارس 2019 للأسبوع الرابع على التوالي للمطالبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ 20 سنة.
وبدأ المتظاهرون في التجمع في ساحة البريد المركزي ثم تزايد عددهم شيئا فشئيا قبل ساعتين من موعد التظاهرة المنتظر كما في كل جمعة منذ 22 شباط/فبراير، لكن هذه الجمعة الأولى منذ إعلان بوتفليقة تأجيل الانتخابات وانسحابه من الترشح وتمديد ولايته التي يفترض أن تنهي في 28 نيسان/أبريل.
كما تجمع مئات المتظاهرين في ساحة موريس أودان غير البعيدة، في انتظار بداية التظاهرة الكبرى بعد صلاة الجمعة، حوالي الساعة الثانية (13:00 تغ).
وككل يوم منذ ثلاثة أسابيع ركنت الشرطة شاحناتها في شارع عبد الكريم الخطابي بين ساحتي أودان والبريد المركزي.
وقد بدأ مئات المتظاهرين منذ صباح اليوم الجمعة بينهم نساء وأطفال في التجمع بأماكن عديدة من المدينة، حاملين الأعلام الجزائرية وهم يصيحون بشعارات مناهضة للنظام ولبوتفليقة، دون أن تتدخل الشرطة لتفريقهم.
وقال بعضهم إنهم جاؤوا من مدن أخرى مثل تيزي وزو على بعد 100 كلم شرق الجزائر، وقضوا الليلة في العاصمة عند عائلاتهم وأصدقائهم، خشية عدم تمكنهم من الوصول بسبب توقف وسائل النقل عن العمل، أو الحواجز الأمنية التي تمنع مرور السيارات.
ويعتبر حجم التظاهرات واتساعها غير مسبوق في الجزائر منذ وصول بوتفليقة الى الحكم قبل عشرين عاما.
وتظاهر تلامذة وطلاب جامعيون بكثافة الثلاثاء والأربعاء. وهذا يوم الجمعة الرابع الذي تسير فيه تظاهرات منذ بدء التحرك الاحتجاجي في 22 فيفري 2019 تحت شعار “لا للعهدة الخامسة”.
وكان بوتفليقة أعلن إرجاء الانتخابات التي كانت مقررة في 18 أفريل 2019 حتى نهاية أعمال “ندوة وطنية” يتمّ تشكيلها وتكون ممثلة لمختلف الأطياف الجزائرية وتعمل على وضع إصلاحات. وقال إن الندوة “ستحرص على أن تفرغ من مهمتها” في نهاية العام 2019، على أن تحدّد انتخابات رئاسية بعدها.
وأزاح بوتفليقة رئيس الحكومة أحمد أويحيى الذي لا يتمتع بشعبية بين الجزائريين، وكلف وزير الداخلية نور الدين بدوي تشكيل حكومة جديدة. كما عين رمطان لعمامرة نائبا لرئيس الوزراء.
وبذلك يكون الرئيس المريض البالغ من العمر 82 عاما، قد مدّد ولايته الحالية من دون تحديد موعد لانتخابات جديدة.
“ترحلوا يعني ترحلوا“
وتكثفت الدعوات منذ يوم الخميس للنزول الى الشارع بعد مؤتمر صحافي عقده بدوي وقال فيه رئيس الحكومة المكلف “سيتم الإعلان عن طاقم الحكومة في بداية الأسبوع المقبل، وستكون تكنوقراطية وممثلة لكل الكفاءات والطاقات، خاصة الشبابية منها”.
وقال “استمعنا الى مطالب الشباب”، مضيفا “هناك طموحات عبر عنها الشعب الجزائري. أبوابنا مفتوحة للحوار للجميع ليس لنا أي عقدة”.
وتابع بدوي الذي وصفته صحيفة “الوطن” الجزائرية قبل بضعة أشهر بأنه “وزير القمع”، في مؤتمره “أنتم تعملون أن الوضعية العامة للبلاد حساسة”، مضيفا “نحن أمام افتراءات وتجاذبات وأقاويل لا تسمح بأخذ بعين الاعتبار المطالب”.
وتابع “يجب التحلي بالرزانة والعمل بهدوء”، مشيرا الى أن تأجيل الانتخابات الرئاسية الذي اعتبره كثيرون غير قانوني وغير دستوري، هو “إرادة الشعب”.
وشدّد بدوي على أن مدة المرحلة الانتقالية “ستكون قصيرة”، وأن مهمة الندوة الوطنية لن تتخطى السنة، الأمر الذي يشكك به كثيرون.
ولم يكن بدوي ونائبه لعمامرة مقنعين في مؤتمرهما بحسب صحافيين. وقال لهما أحد الصحافيين “لم عقدتما هذا المؤتمر”، مضيفا “حتى الآن، كانت أجوبتكما خارج الموضوع، ليس لدينا انطباع بأنكما تردان على أسئلة الشعب”.
على مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت ردود الفعل سلبية وانتقدت خصوصا لعمامرة والابراهيمي بوصفهما بأنهما “نتاج النظام” المرفوض اليوم.
ويصرّ الجزائريون على الطابع السلمي لتحركهم.
صباح اليوم الجمعة كان عنوان صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية “إرحلوا” وهو وسم (هاشتاغ) انتشر كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن بدوي “تهرّب من الاجابة على الأسئلة الهامة” خلال المؤتمر الصحفي.
وظهر كذلك رفض الجزائريين لكل مقترحات بوتفليقة من خلال وسم “ترحلوا يعني ترحلوا” (سترحلون يعني سترحلون) الذي انتشر كثيرا خاصة عبر فايسبوك.
وفي تويتر كتب مدون تعليقا على المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء ونائبه “اليوم هو المؤتمر الصحافي للشعب” ويقصد تظاهرة الجمعة.
وكتعبير لرفض تعيين الابراهيمي رئيسا ل “الندوة الوطنية” رفع محتجون لافته عليها صورته وعبارة “لانريد بناء سفينة جديدة بحطب قديم”.
Comments