الجديد

في الذكرى العاشرة للثورة، راشد الغنوشي: “لقد مررنا من الديكتاتورية القامعة إلى الفوضى”

في الذكرى العاشرة للثورة، قال راشد الغنوشي رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة في حوار مع مجلة “جون افريك”: “لقد مررنا من الديكتاتورية القامعة إلى الفوضى” و “من الأجدر إعطاء المزيد من الوقت للنظام الحالي لينهي عمله ثم تقيمه لاحقا”.

تونس- التونسيون

في حوار مع مجلة “جون افريك” Jeune Afrique واجابة عن سؤال حول تضاعف الحركات الإحتجاجية  في المناطق المهمشة و الفقيرة ، في ظل غياب للسلطات و الأحزاب  و مجتمع مدني يحتضر قال راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب وحركة النهضة “لقد مررنا من مرحلة صعبة إلى أخرى ، من الديكتاتورية القامعة إلى الفوضى”.

وتابع قائلا: ” يلزمنا وقت لإعادة الأمور إلى نصابها و لكي نتبنى طرق جديدة تسمح لحرية التعبير التمشي في إطار القانون . لقد سمحنا بالفوضى لإرساء الحريات . في العشرية الأخيرة ، شهد النظام السياسي تحولا لكن النظام الإقتصادي بقي على حاله . المناطق الداخلية التي كانت منطلق الثورة لم تلحظ تطورا في حين كانت تنتظر تحسين الأوضاع الحياتية لمواطنيها ، و لقد سمعناهم يقولون : “نحن نريد الخبز ، الديمقراطية لا تشبع جوعنا ” . هذا صحيح لكن يجب نيل المطالب بدون عنف و بدون إستعمال القوة مثلهم مثل الحكام الذين يجب أن يعوا أن الأشياء قد تغيرت” .

واشار الغنوشي الى أنه “من الصعب إقناع متساكني تطاوين أن جهتهم تشهد رقما قياسيا في البطالة و في نفس الوقت جهتهم تسبح فوق الغاز و البيترول . لكن هذه الثروة وطنية بالأساس و لا يمكن أن تتصرف تطاوين بمفردها . كل الإتفاقيات أبرمت على نحو إعادة التوازن عن طريق أموال الاستثمار والتدابير الخاصة” .

وشدد الغنوشي على أن “البلد يحتاج إلى إصلاح إقتصادي بالأخص دعم الصناديق الإجتماعية ، و هذا سيساهم في صد السوق الموازية و ادماجها في العجلة الإقتصادية . الدولة تستعد لمنح اراض لباعثي المشاريع الصغرى من الشبان. الهدف هو خلق مناخ استثماري و هذا بدوره يصنع مناخ إجتماعي موات للعمل”.

الحوار لا يمكن ان يكون شاملا

وحول الحوار الذي دعا له الإتحاد العام التونسي و تتمسك به قيادة المنظمة ، وهو تمشي عرف نجاحا في 2015 و لكنه فشل في 2018 ، وموقف الغنوشي من  هذه المبادرة في 2021 . بين رئيس البرلمان أنه “يجب في البداية التساءل عن حيثيات هذا الحوار ، هل سيعنى بالإقتصاد أو السياسة ؟ لا يمكن أن يكون شاملا . لا يمكن التصرف كما لو أنه يقوم بهدم ما قمنا بإنجازه إلى حد الآن و الذي لم نسع لإكماله بعد ، ثم القيام بإعادة البناء مع إقصاء ما تم إنجازه منذ 2011 . أليس من الأجدر إعطاء المزيد من الوقت للنظام الحالي لينهي عمله ثم تقيمه لاحقا ؟

واجابة عن سؤال عن التوجه الذي يراه الغنوشي أنسب في الوقت الحالي ، قال رئيس حركة النهضة : “يمكننا مناقشة سياسات التنمية العامة ومحتوى المبادئ التوجيهية الاجتماعية والاقتصادية . في 2018 و بعد عديد المداولات ، تم الإتفاق على 63 نقطة . و لم يتطلب الأمر سوى الخلاف على النقطة 64 حول الحكومة لتسقط المبادرة . و هذا لا يدعم شيئا سوى إضاعة الوقت في مشروع دون الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الحكومة ومجلس النواب كان لهما دور في جدوى القرارات. قد يكون رئيس الجمهورية مكانه مناسبا لرعاية هذا الحدث ، لكن يجب على جميع الأحزاب ، الهيئات الوطنية و المجتمع المدني المشاركة في الحوار الإجتماعي الإقتصادي . نحن كلنا معنيون و هذا حسب رؤيتنا بما أننا تعرضنا للإقصاء . الأمور لا تسير كما يجب إلا عندما يتعرف كل منا على الآخر” .

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP