في الذكرى 86 لوفاته: أشعار “أبو القاسم الشابي” تخلد ذكراه
تونس- (وات) –
يوافق اليوم 9 أكتوبر الذكرى 86 لوفاة شاعر الخضراء وشاعر الحياة أبو القاسم الشابي (24 فيفري 1909 – 9 أكتوبر 1934)، تاركا رصيدا شعريا ثريا ظلّ صداه مؤثرا إلى اليوم، تردّده الشعوب التائقة إلى التحرر والانعتاق.
وولد أبو القاسم الشابي في مدينة توزر، ويعتبره الشعراء والأدباء والمثقفون التونسيون والعرب ظاهرة فريدة في الأدب العربي الحديث، تلقى تعليمه الابتدائي باللغة في الكتاتيب القرآنية في مدينة قابس، حيث حفظ القرآن وهو في سن التاسعة. ثم واصل تعليمه الثانوي في جامع الزيتونة بالعاصمة سنة 1920.
وارتاد الشابي على مكتبات العاصمة كالصادقية والخلدونية حيث نهل من الأدب العربي القديم والحديث، وكذلك الأدب الأوروبي اعتمادا على بعض الترجمات، وطور معارفه الأدبية والثقافية.
وحصل سنة 1927 على شهادة ختم الدروس الثانوية من جامع الزيتونة أرفع الشهادات الممنوحة في ذلك الوقت، ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج فيها عام 1930.
ولم يكن صاحب قصيدة “إرادة الحياة” وبيتها الشهير “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدا أن يستجيب القدر”، في منأى عن الانتقادات خاصة من المحافظين، فقد نادى للإصلاح والتجديد وناصر حرية المرأة.
وقد عرف بانتمائه إلى المدرسة الرومنطيقية وتمرده على السائد والمألوف في الأدب العربي والدعوة إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى لا سيما منها الأوروبية، كما تجلى هذا التمرد أيضا في الواقع التونسي السائد آنذاك تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، ليتوجه الشابي بشعره إلى الناس ويحثهم على التمرد والثورة للتحرر والتغيير.
واصل الكتاية الشعرية رغم مرضه الحاد بداء تضخم القلب، إذ لم يمنع الموت في سن 25 من العمر من ترك ملحمة شعرية مدوية مازالت موضع اهتمام الأدباء والدارسين ومازالت شعارات ترفعها الشعوب التائقة إلى الحرية.
وتجدر الإشارة إلى أن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزرتحتفي بالذكرى 86 لشاعر الخضراء في شكل تظاهرة افتراضية على الصفحة الرسمية للمندوبية من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري، وتتضمن هذه التظاهر ة اشرطة وثائقية وتحقيقات وشهادات حية وإلقاءات شعرية.
Comments