في خطاب "ناري": الطبوبي يلوح بالتصعيد و "ينبه" الحكومة المقبلة
تونس- التونسيون
قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي أن يوم 4 ديسمبر القادم “سيكون مرحلة تاريخية هامة”، وهو تاريخ تنظيم تجمع عمالي ضخم بساحة محمد علي وسط العاصمة، يتوقع وفق ما أكدت مصادر نقابية مطلعة لموقع “التونسيون” أنه سيكون بمثابة رسالة الى “الحكام الجدد”، سواء من جهة مضامين الخطاب النقابي، الذي سيتمسك بما يعرف ب “لاءات الاتحاد” وأهمها المحافظة على القطاع الهام وعدم المساس به خصوصا في ظل تسريبات عن اتجاه الحكومة المقبلة الى “خصخصة” العديد من مؤسسات القطاع العام التي أصبح اصلاحها من باب الصعب ان لم نقل المستحيل فضلا على أن “الخوصصة” ستمكن من موارد الدولة في حاجة ماسة اليها في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وأكد الطبوبي أمس الثلاثاء 26 نوفمبر 2019، عهلى إن “الاتحاد مستهدف من الداخل ومن الخارج” وأن “هناك من يعتبره حجر عثرة أمام خياراتهم الليبرالية المتوحشة”، مشددا على أن الاتحاد “سيبقى الحجر التي تنكسر عليها كل المغامرات الدنيئة في تونس”.
وتابع في كلمة ألقاها خلال المؤتمر العادي الثاني عشر للجامعة العامة للشباب والطفولة،”منظمتكم التي يتهمها الفاسدون بالفساد تم انتخابها عضوًا قارًا في المجلس العام للاتحاد الافريقي للنقابات..وقلت لهم باش نعريكم بلغتنا العامية لان الملفات الكل عندي..”، مشيرا إلى أنه كان على هؤلاء عوض شيطنة الاتحاد استغلاله حتى يكون سفيرا للبلاد بالخارج.
وأكد ” لكن هؤلاء اغبياء لا يفقهون في السياسة..والدليل على ذلك تدهور كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية..اليوم أبكي على الطفولة والمراة والصحة والتعليم..تم ضرب كل المكتسبات التي جاءت بها دولة الاستقلال”، متساءلا “ماذا قدموا للبلاد؟ قدموا “دزان الحنك والتبهبير”.
وشدد الطبوبي على انه من أجل مصلحة تونس سيختلف الاتحاد مع هذه الاطراف، قائلا “لن نرخ وسنظل صامدين..قيادات الاتحاد مُتشبعة بالقيم وبالثوابت وبالعقيدة النقابية”،منبها الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة إلى ضرورة عدم المساس الخطوط العريضة للخيارات الوطنية للشعب التونسي، قائلا “أعملو برامجكم وابنوا ائتلافاتكم..ليس لنا لا معتمد ولا وال لتنصبوه..بيننا وبينكم الخطوط العريضة للخيارات الوطنية..تونس دولة مدنية ديمقراطية اجتماعية..سندافع عن حرية التعبير والحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكل الاتفاقيات الممضاة..عكس ذلك سنقول لكم نحن هنا من أجل الدفاع عن هذه الخيارات”.
وتوج الطبوبي بخطاب مباشر لجماعة الحكم الجديد قائلا: “إن ‘بعض المتطفلين يرغبون في حكم تونس دون أدنى دراية بمسارها التاريخي أو دراية بحاضرها وماضيها'”.
وانتقد الطبوبي استسهال الحكم في تونس من قبل طيف سياسي لم يذكره، حتى أصبحت تونس حقل تجارب، وفق تعبيره، متابعا ‘ نشعر به بألم كبير ونحن نراقب ما يحدث’ في إشارة لمفاوضات تشكيل الحكومة.
وأضاف الطبوبي ان الاتحاد استوعب الدرس ولن يسقط ثانية في ورطة تشبه وثيقة قرطاج، قائلا “دعينا مرة الى وثيقة تجميع تحت عنوان كبير وحدة وطنية ومصلحة وطنية ويا ليتها كانت كذلك فالاتحاد أهل الوطنية” وفق قوله.
وتابع “عندما اكتشفنا انها وثيقة مخاتلة، وتنازع مصالح وتوزيع مناصب انسحبنا وقلنا ان الاتحاد لن يكون شاهد زور وشعفة كان نعاودوها لأن الاتحاد لم يعد يثق ويأمن قولهم”، حسب تعبيره.
وفي ذات السياق كشف الطبوبي ان الاتحاد دعي الى المشاركة في لجنة اعداد برنامج وكان رده “لن نعيد الكرة انتم خضتم الانتخابات وفزتم وقدمتم برامج للحكم فلتحكموا وفق برامجكم”.
وشدد على أن برنامج الاتحاد واضح في توجهاته وقناعاته ومطالبه تجاه شعبه ولا يرغب في جلب منصب معتمد او والي او وزير لأي من قياداته، مؤكّدا “بيننا وبينكم الخطوط العريضة للخيارات الوطنية للشعب التونسي فتونس ستبقى دولة مدنية ديمقراطية اجتماعية تكفل حرية التعبير وتدافع عن القيم الانسانية والحقوق الاقتصادية للشعب وتلتزم بالاتفاقات الدولية التي امضت عليها في هذا المجال.
Comments