الجديد

في ذكرى رحيله الأولى: رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد يكتب: “الباجي كما عرفته”

يوسف الشاهد

في ذكرى رحيله الأولى، خص رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد موقع “التونسيون”، بمقال مطول تعرض فيه لعلاقته مع الرئيس السابق الراحل الباجي قايد السبسي. وعاد الشاهد الى مراحل تطور هذه العلاقة، التي تداخل فيها الذاتي بالسياسي، وهي شهادة حية لمرحلة مهمة، ما تزال تداعياتها ترمي بظلالها، على المشهد السياسي في بلادنا.

في ما يلي نص المقال:

ليس من السهل الكتابة على المرحوم الرئيس الباجي قائد السبسي. ليس من السهل جعل كلمات محدودة وعاجزة وباردة تُلخّص حياة رجل ثرية وحافلة، وترسمُ طبيعة علاقتي به، علاقة تداخل فيها السياسي بالحزبي بالعاطفي الوجداني. لا أدّعي علاقة مباشرة شخصية مع سي الباجي قبل الثورة، فلم أعرفه إلا مثلما عرفه أغلب التونسيين، وإن كانت بعض الوقائع والحكايات سمحت لي بمعرفة تفاصيل أكبر على الرّجل. فقبل الثورة، عرفت فيه وزير الخارجية المتألّق والدبلوماسي المُحنّك. وسمحت لي وضعيتي العائلية بالتعرّف على سي الباجي محاميا مُفوّها، والتّعرّف مُبكّرا على طبيعة الخلاف مع الزعيم الحبيب بورقيبة، وانه رغم القُرب الشديد من بورقيبة وتعلّقه به، فقد انقطع بينهما الودّ الشخصي والسياسي عندما تعلّق الأمر بالمسألة الديمقراطية.

بعد الثورة، توطّدت علاقتي بسي الباجي سنتي 2012/2013، حيث زرت سي الباجي في منزله، وتحدّثنا كثيرا في السياسة وخاصة حول “النداء” وقد كنت ساعتها في “الحزب الجمهوري”، جلسات حوارية مطولة، سمحت لي بالتعرّف على شخصية استثنائية، ذات ثقافة سياسية ومعارف عامة غير مُتاحة لغيره من الفاعلين السياسيين، انتهت باقتناعي التام بضرورة الالتحاق بنداء تونس سنة 2013، لما لمسته من إيمان كبير من سي الباجي بضرورة بناء حزب وطني كبير يُحقّق التوازن السياسي ويحمي المُكتسبات العصرية للدولة الوطنية و يستأنف المشروع البورقيبي في مصالحة مع الديمقراطية.

شاركت في الحملة الانتخابية للنداء والرئاسية لسي الباجي عضوا في المكتب التنفيذي، وقد كان رحمه الله، كثيرا ما يُحدّثني على أهمية المناصب العليا في الدولة، وأذكر جيّدا انه كان يُلحّ دائما على “ضرورة الترفّع عليها، بعدم المُطالبة بها” وذكّرني بسيرته مع الزعيم الحبيب بورقيبة، حيث كانت الحاشية تسعى للمناصب وهو كان مُترفّعا عليها، ولكن الزعيم كان يختارُه في كلّ مرة. …

عملت بتلك النصيحة، حتى تمّ اعلامي بتكليفي بخطة كاتب دولة في حكومة سي الحبيب الصيد الأولى سنة2015، قبل أن يتم تكليفي من الباجي برآسة لجنة 13، للتوسط في الصراعات التي انفجرت في حزب نداء تونس بين قياداته المختلفة. وجاء تعييني وزيرا للشؤون المحلّية في الحكومة الثانية لسي الحبيب الصيد سنة 2016، فرئيسا للحكومة في نفس السنة. لقد كنت في كل مرّة حريصا على العمل بنصيحته “التعفّف في طلب المناصب” وهو رغم كل تدخلات المحيطين به والحاشية وضغوطاتهم يختارُني، ولعل ذلك كان سببا رئيسيا في تنامي مشاعر الحسد والحقد تجاه شخصي وكثرة العداوات.

خلال هذه السنوات العاصفة في تاريخ تونس الحديث سياسيا وحزبيا، تعمقّت علاقتي بسي الباجي فقد عرفته إنسانا وزعيما ورجل دولة. واعتبر نفسي محظوظا في ذلك.

  • الباجي الإنسان

لا يُمكن لمن يعرف سي الباجي إلا أن يُعجب و به. فقد كان ذو ثقافة موسوعية لا تجعل المحاور يملّ من الاستماع إليه، فالحديث معه شيّق ومُمتع ينفتح على مجالات مختلفة من المعارف الأدبية والشعرية، مع اطلاع كبير على التاريخ الحديث والقديم وسير الشخصيات والزعامات التي عرفها وله معها طرائف ونوادر، تزيد في التعلّق به، وهو طريف الحكْي ، حتى أني كثيرا ما شعُرت بكون علاقتي به تجاوزت جوانبها الرسمية لتُصبح اقرب إلى الوجدانيات في علاقة الأب بابنه. لقد اصطفاني سي الباجي من بين عشرات القيادات الاخرى، وجعلني موضع ثقته وسرّه، كان ذلك امرا مهما، يتجاوز في الحقيقة التحاليل السطحية التي يقوم بها البعض لفهم طبيعة هذه العلاقة. لقد كان المرحوم شخصية سياسية استثنائية نعم، ولكنه كان إنسانيا شخصا رائعا، حنونا وعطوفا في صرامة وعناد كبيرين وعقلانية تظهر في الوضعيات الاستثنائية.

  • الباجي الزعيم .. الباجي رجل الدولة

لقد عشت مع سي الباجي معجزة بناء حزب في سنتين، تُوّجت بالانتصار على الإسلاميين. كانت ملحمة حقيقية تعرفت من خلالها على مناضلين صادقين واستثنائيين، استطاع سي الباجي بما له من مقومات القيادة والزعامة تجميعهم حوله نحو هدف مُحدّد هو “إنقاذ تونس”. وقد ترجم سي الباجي ذلك في كيفية إدارته لشؤون الحزب قبل الانتخابات، فرغم أهمية الشخصيات المحيطة به فإنه تمكّن بما له من مهارات ووضوح بصيرة توجيههم نحو هدف وطني محدّد، كما يظهر ذلك أيضا في كيفية إدارته للشأن العام حيث كانت المصلحة العامة تسبق كل الاعتبارات الأخرى وهو الذي كان يُردّد دائما “الوطن قبل الأحزاب، والأحزاب قبل الأفراد”. كما ظهر ذلك أيضا في إدارته للعلاقات الخارجية، حيث وظّف كل مهاراته التواصلية وثقافته ومعارفه وشبكات علاقاته للمصلحة الوطنية العليا. وحتى اختلافنا معه، لم يتعلّق بمسائل تهمّ التوجّهات الاقتصادية أو الاجتماعية بقدر ما كان حول تقدير مُختلف لمصلحة الدولة، وحول مسائل كان هو نفسه مقتنعا فيها بوجهة نظرنا، لأنه في قرارة نفسه كان رجل دولة بامتياز، ويُغلّب مصلحة الدولة على كل شيء آخر.

لقد توطدت علاقتي بالرئيس الباجي قائد السبسي رحمه الله كثيرا في السنوات الخمس الأخيرة، وقد كان ذلك مصدر دفع بالنسبة لي ولكنه كان مصدر متاعب كثيرة. فمعظم الذين يتحدثون باسمه اليوم لا يعرفونه حق المعرفة، بل انه لا يعرفهم، ولعل الوحيد الذي كان صادقا في ذلك هو سي الحبيب الصيد، الذي اعترف وقال “أنه لا يعرف الباجي والباجي لا يعرفه”. فالذين كانوا على صلة وثيقة بسي الباجي وعلى معرفة عميقة به لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وأعتقد بكل تواضع أني من هؤلاء الذين يعرفونه وكنت أقرب الناس إلى سي الباجي. لقد كان يُكلمني ويتصل بي في كل وقت، ويتواصل معي حول كل الأمور العامة والشخصية، يُخاطبني إذا طرأت مشكلة مهما كانت قيمتها، وفي البعض من الأحيان كان يُحادثني حتى بعض المسائل الجانبية، وحتى إذا شعُر بالقلق يتصل بي للحديث، فقد كان يرتاح في الحديث إليّ، وكنت أستشعر أحيانا تضايقه من مسائل مختلفة، لقد تعلّقت به وبادلني نفس الودّ والشعور.

هذا الودّ المتبادل خلق لي عداواة كثيرة، بعضها ظاهر وأكثرها خفيّ ولكن ذلك لم يمنع تطوّر علاقتي به في الفترة الممتدة بين سنتي 2016 و2019، حيث جمعتنا لقاءات كثيرة في أكثر من مائتي(200) لقاء بين لقاءات رسمية وغير رسمية. لقد تعلمت في هذه اللقاءات الكثير، وتعرّفت على طبيعة الرّجل وطبيعة شخصيته المركّبة، فقد كان يجمع إلى شخصيته الجذابة طبعا فريدا، إذ لم يكن شخصا سهلا، إذ يعمدُ غالبا إلى التلميح ويتكلم بطريقة غير مباشرة، وهو ميّال الى الإشارة الخفيّة لا التصريح، لذلك يُخطئ الكثير في فهمه، ولا يستطيعون التعرّف على ما يُريده بسهولة.

  • الباجي السياسي .. الباجي المعلّم

لقد كان سي الباجي كائنا سياسيا غير عادي وكان لي مُعلّما استثنائيا، إذ كان طيلة سنوات نشاطه السياسي الذي امتد لأكثر من ستين عاما، مهتما بمعالجة الوضعيات أكثر من الانشغال بالتفاصيل والشخوص، حيث يعتقد ان التاريخ السياسي هو تكرّر دوري لنفس الوضعيات لكن بشخوص مختلفة، وكان يقوم بالتحليل وفق تلك الوضعيات وتاريخهاوهو ما يتجلى مثلا في طبيعة علاقته بالاتحاد العام التونسي للشغل أوفي إدارته للعلاقات الخارجية للدولة التونسية، إذ يعتقد سي الباجي أن مواقف الدول والمؤسسات  لا تتغير في عمقها فلا تتبدّل إلا الوضعيات، واعتقد أن من أهم ما تعلمته منه  كامن في مفهوم السياسة وفي كيفية التعاطي مع الشان السياسي.

لقد كان الباجي رحمه الله كائنا سياسيا. يعيش بالسياسة ولها ويتنفسها، وعاش سي الباجي السياسة فعلا وممارسة وفق مبادئ هامة:

  • حُسن قراءة الواقع وتطور ملكة التقييم لديه، فلقد كانت له ملكات استثنائية في تحليل المشهد بدقة استنادا للتاريخ، فثقافته التاريخية الواسعة كانت تسمح له بالتحليل وفق “منهج التاريخ المقارن” ولذلك لم يدخل الباجي أبدا معركة خاسرة، فقد كان يقرأ جيدا موازين القوى قبل الدخول في اية مواجهة، كان سياسيا شخصا واقعيا، وهو الذي كان يُردّد مقولة شهيرة “اِعْـــرف ويــنْ تحطّْ ساقيــك”، عبارة ذكّرني بها في انطلاقة الحملة ضد الفساد، قاصدا ما كانت ستجلبه عليّ من عداوات وتحالف لوبيات الفاسدين في كل المجالات.
  • حسن توظيف ما يمتلكه من عناصر قوّة، فقد كان بارعا في المناورة، يُحسن استعمال أوراقه ويستنفذ كل ما لديه من إمكانيات، وهو ما يتجلى في حنكته في تأسيس نداء تونس وإدارته، إذ استغل كل عناصر القوة الكامنة في القيادات المحيطة به، ووظفها جميعا لفائدة الحزب ليفوز في الانتخابات رغم ما كان بين هذه القيادات من تنافس وصراعات.
  • الاستعداد الدائم لافتكاك المبادرة، بخلق الوضعيات غير المتوقعة، والتواجد في الأماكن التي لا يتوقعها أحد، وهو ما قام به في اختياره منهج التوافق في الحكم مع حركة النهضة، لقد كانت حركة مباغته ولكنها جريئة سياسيا لم يستشر فيها احد، جعلته يظل في قلب كل العملية السياسية والماسك بخيوطها.
  • الشجاعة، فقد كان سي الباجي جريئا، لا يتردّد في الهجوم إذا رأى فرصة وحاجة لذلك، ويظهر ذلك في ما حصل أكثر من مرّة سنة 2011، وسنة 2013، فقد بادر عند اغتيال الشهيد شكري بالعيد بالدعوة لحلّ المجلس التأسيسي لانتهاء الشرعية وقد كان يُردّد مقولة شهيرة ” fais ce que tu dois advienne que pourra »”، لذلك كان يدعو الى ضرورة التحلي بالعزيمة وروح المبادرة، إذا توفرت الظروف المناسبة لذلك.
  • الخلاف مع “سي الباجي”

يعرف الجميع أسباب هذا الخلاف الحقيقية، ولا أرى فائدة حقيقة في العودة إليها ولا يختلف اثنان في تشخيصها والباجي نفسه كان مقتنعا بالاسباب الحقيقية وبصواب توجهاتي، ولكن الضغوط كانت كبيرة والتدخلات العائلية والإحراج الذاتي كان أكبر، وفقد الباجي بعضا من قدراته على أخذ القرارات الصارمة، وقد غذّته أطراف كثيرة كانت مستفيدة من “الجفوة” بيني وبين سي الباجي ومن التباعد بيننا. تباعد امتد من منتصف سنة2018 إلى حدود شهر فيفري 2019، حيث بدأ مسار التصالح بيننا، وقد كان سي الباجي يُذكّرني بأنه “لا يوجد صديق دائم، ولا عدو دائم في السياسة”. وقد عادت الأمور إلى مجاريها، تقريبا أثناء القمة العربية التي نظمتها تونس في مارس 2019، وظهر ذلك بوضوح خاصة في خطابه يوم عيد الاستقلال 20 مارس ودعابته الرائعة حول “شاهد العقل”، كما ختم ذلك بدعوته للمصالحة في مؤتمر النداء الأخير بالمنستير، وكانت آخر فرصة للمصالحة لإنقاذ الحزب والدولة حيث قال “جئت الى المنستير ولي طلبا واحدا، ارفعوا التجميد على يوسف”.

لقد كانت وضعية النداء مصدر قلق كبير عند السيد الرئيس، و كان منزعجا من كل الذين ساهموا في تعميق الانقسام داخل النداء وهو ما افضى الى انقسام النداء الى ندائين في افريل 2019، نداء المنستير ونداء الحمامات، وأذكرُ انه طلب مني مساعدته على إعادة الروح في الحزب قائلا “عاونّي على النداء”. فقد كان للنداء دورا وطنيا مهما وهو ضامن للتوازن السياسي مع حركة النهضة ولاستقرار مؤسسات الدولة خاصة وقد أن أشهرا قليلة تفصلنا على الانتخابات..

  • هواجس الباجي

ارتبط تاريخ الجمهورية بحياة سي الباجي، فقد خدم الدولة ونظامها الجمهوري منذ الاستقلال، و أسعفه القدر ليموت يوم عيدها، ليرتبط رمزيا بها. كما أن الباجي من آباء الديمقراطية التونسية، ناضل من اجلها منذ سبعينات القرن الماضي، واسهم في ترسيخها بعد الثورة،ووضع لها الاسس الدستورية والمؤسساتية لينطلق مسارها الديمقراطي، فكأن التاريخ “ادخر سي الباجي لخدمة الدولة والديمقراطية” كما قال المرحوم الشاذلي القليبي في تأبينه.

لذلك كان الباجي حريصا طيلة فترة حكمه على المحافظة على الدولة وعلى الانتقال الديمقراطي، حذرا من كل ما يُمكنه تعطيله، وحرص على احترام الدستور وعدم اختراقه وقد كان حساسا كثيرا حول كل الانتقادات في ذلك، وسأعود في مناسبة اخرى على طريقة تعامله مع القانون الانتخابي الذي لم يختمه ولم يردّه الى مجلس نواب الشعب في جويلية2019.

كما كان سي الباجي شديد الخوف من تركه فراغا بعد رحيله مثلما حصل مع بورقيبة، نظرا لتفكك النداء بعد مؤتمر المنستير وظهور نتائج سبر الآراء في ماي 2019 التي كانت تُنذر بهزيمة كبيرة للعائلة الديمقراطية، وكان حريصا على إمضاء أمر دعوة الناخبين لان في ذلك تأمينا للمسار الديمقراطي عبر ضمان دورية الانتخابات.

لقد رحل الباجي في عيد الجمهورية وكان يستعد لالقاء خطاب هام، حيث كان خطابه سيُمثّل منعرجا، يضع فيه خارطة طريق  للعائلة الديمقراطية، وكان سيرسم فيه ملامح تصور لمرحلة ما بعد انتخابات أكتوبر 2019، ولكن الموت – للأسف- كان أسبق، وتوفي سي الباجي في اليوم الذي كان سيكشف فيه تصوّره للمستقبل، مات حاملا معه أسرار هذا الخطاب، الذي لا يعرف حقيقته الا قلة من الاشخاص.

  • و توفي الباجي

كان فقدي له مزدوجا، وتاثري مركبا لقد فقدت ابا وصديقا وفقدت سندا كبيرا لي في وضع توفي الباجي، في وضع سياسي وأمني واقتصادي حسّاس. إذ كنا نعيش ضغطا رهيبا في الأشهر الأخيرة التي سبقت موته خوف تكرّر العمليات الإرهابية مع الأزمة الاقتصادية والاحتقان الاجتماعي على مستوى وطني وتشتت القوى الديمقراطية على مستوى حزبي والحرب في ليبيا على مستوى إقليمي.

في تلك اللحظات الإنسانية الكبيرة حيث تمتزج العواطف الإنسانية والحزن الشخصي، مع متطلبات الواجب الذي يمنع من ترك المشاعر على طبيعتها، رأيت في الأسابيع الأخيرة من عمر سي الباجي حجم الخيانات، وشاهدتُ أمامي قدرة البشر على الخيانة من اجل المصالح السياسية، إذ لم يتم احترام سي الباجي ولا مراعاة عمره ومرضه وضعفه فتم الضغط عليه وتم إخراج تلك المسرحية السيئة حول الخيانة والانقلاب. كانت نهاية حزينة لرجل عظيم، له عندي منزلة خاصة ستبقى خالدة على مستوى شخصي وعاطفي وسياسي.

وانأ على وعي بان أفضل طريقة لتخليد ذكرى سي الباجي هي بالحرص على إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي وتجذيره ونشر قيم المواطنة والإدارة السلمية للخلافات السياسية، بشكل يحمي الدولة ويضمن سلامة المؤسسات وديمومة اشتغالها وقيامها بمهامها في كنف الدستور والقانون، كان سي الباجي أحد مهندسي التجربة الديمقراطية إن لم يكن أهم مهندسيها، فقد عاد من اجل خدمة الدولة سنة 2011، وعاد للعمل الحزبي لخدمة الديمقراطية وتقويم الانحراف الذي لحق مسار الانتقال الديمقراطي سنة 2012.

ان حماية التجربة الديمقراطية التونسية يجب ان يكون أيضا عبر إنقاذ البلاد من الصعوبات التي تواجهها في المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتي زادت تعكّرا بفعل تأثيرات جائحة الكورونا. علينا العمل جميعا لإخراج تونس “من عنق الزجاجة” مثلما تعوّد رحمه الله ان يقول.

كم تحتاج تونس اليوم لسي الباجي ولفلسفته في الحكم ولنفاذ بصيرته في إدارة الأزمات.

رحم الله سي الباجي….

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP