الجديد

في ذكري رحيله: عبد الحليم حافظ .. مطرب الحب والثورة

خديجة زروق

في مثل هذا اليوم من سنة 1977 غيب الموت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بعد صراع مرير مع مرض لازمه لعقود.

عبد الحليم شبانة الوافد على الساحة الفنية المصرية و العربية من الريف المصري لم تكن مسيرته عادية إذ تظافرت عديد العوامل على نحتها.

فقد تزامن ظهوره مطلع خمسينات القرن الماضي مع عاملين مهمين أحدهما فني و الآخر سياسي.

العامل الفني هو وجود قامات مديدة تحتل المشهد الفني في مصر و الوطن العربي و يكفي أن نذكر أم كلثوم و محمد عبد الوهاب و فريد الاطرش.

و اما العامل السياسي فيتمثل في ثورة الضباط الأحرار التي اطلقها الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر و التي فتحت آفاقا جديدة لمصر و للوطن العربي

. أجاد عبد الحليم حافظ التقاط اللحظة و تحول إلى مطرب الحب و الثورة و الشباب و استطاع بعد بذل شيء من الجهد أن يتحول صحبة بعض الملحنين كبليغ حمدي و محمد الموجي إلى رموز لتيار جدد الموسيقى العربية في مستوى الحانها و أدواتها.

كما  انفتح في مستوى الكلمات على عدد من الشعراء من بينهم عبد الرحمان الأبنودي و هو ما جعله ينفتح على التراث الشعبي المصري و زاد من شعبيته التي سرعان ما تجاوزت مصر إلى كل أرجاء العالم العربي.

في لحظة تاريخية فارقة كان عالمنا العربي ينشد النهوض و يسعي للتخلص من الاستعمار خاصة و أن عبد الحليم حافظ قد تحول إلى شخصية يتماهى معها الشبان و المراهقون الذين وجدوا في مظهره و كلمات اغانيه و طريقة أدائه ما يعبر عنهم و يسمح لهم بتحدي الضغوط الاجتماعية و الأخلاقية. .

كانت أغنية عبد الحليم حافظ متحررة دون انحلال و ثورية دون شعارات لأنه كان حريصا على انتقاء الكلمات و على اختيار الألحان و على التفاعل مع المستجدات فغنى للحب في كل مظاهره و لأهم لحظات الثورة المصرية.

فاستنهض الهمم و ساهم في ترميم المعنويات بعد هزيمة 1967 المريرة و كانت أغنية “المسيح ” واحدة من أفضل ما كتب لمنح معاناة الشعب الفلسطيني بعدا إنسانيا.

رحل عبد الحليم حافظ يوم 30 مارس 1977 بعد أن انهك مرض البلهارسيا الذي التقطه و هو طفل جسده عن عمر يناهز 48 عاما تاركا وراءه أكثر من 500 أغنية و ملايين المتيمين بأغانيه.

ترك محبين وعشاق  يزداد الى يوم الناس هذا عددهم لأن الحاجة إلى عبد الحليم حافظ تزداد يوما بعد يوم لأنه أفضل من تغنى من العرب لحد الآن بالعاطفة و الوطن و الله و لأنه كان نموذجا في البحث عن الاكتمال و الابداع…بحثا زاد في إنهاك جسده و لكن الحقه بزمرة المبدعين الخالدين.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP