قطار الجريد (الخط 13 ) بلا روح: مسافات لا تتقلّص واعتصامات لا تتوقف
درصاف اللموشي
مكان متواضع مُغلق يحمل المريض وطالب العلم والباحث عن العمل والباحث عن البحر، لا يسابق الريح لكنه يسير رويدا رويدا مُطلقا بين الحين والآخر صافرته هو القطار المتأرجح بعرباته الذي ينطلق من الجنوب الغربي التونسي باتجاه العاصمة وأُريد له أن يتعطل.
اعتصامات لسنوات توقف القطار
يقول شكري الذويبي أن القطار يبقى ملاذا لأن أردأ الأوضاع في الجنوب الغربي نجدها في قطاع النقل خاصة على مستوى خدمات الشركة الجهوية القوافل التي تعتمد أسطول حافلات مهترأ لاسيما وأن غالبية حافلاتها مزدوجة على شكل زينة وعزيزة لمسافات بعيدة، حيث من جملة 6 معتمديات بولاية توزر معتمديتان معزولتان وهما تمغزة وحزوة اذ لا يتمتعان بخدمات الشركة كما أن أهالي دقاش يشتكون من أن عدد من حافلات الشركة لا تمر بالمدينة بل تتجاوزها وسكان مدينة نفطة يعتبرون أن عددا كبيرا من الحافلات التابعة لنفس الشركة التي تنطلق من توزر توقيتها غير مناسب للالتحاق بها.
وبالنسبة للحافلات التي تنقل الى العاصمة فعادة ما تكون مزدحمة خاصة في العطل والأعياد مما يحتم اللجوء الى وسيلة نقل أخرى كالقطار الذي يعد الأقل ثمنا مقارنة بالحافلات وسيارات الأجرة.
وأكد شكري الذويبي أنه في كل مرة يبقي أهالي الجريد محرمون من خدمات النقل الحديدي لوجود اعتصامات على مستوى السكة في مدينة بوزيان من ولاية سيدي بوزيد لأشهر عديدة وامتدت الاعتصامات لسنواته متقطعة.
ومنذ الثورة يستمر في أغلب الأحيان توقف رحلة القطار المتجه الى توزر في المكناسي عند خيام المعتصمين والجدار الاسمنتي المشيد فوق السكة، حتى أن السكة غاصت في الأرض قليلا وبعض الأعشاب نبتت فوقها.
قطار متوقف لا يبارح مكانه وان بارحه فبشكل مضطرب في خط هو الخط الأطول في البلاد اذ تصل المسافة بين العاصمة وتوزر أكثر من 11 ساعة.
طول المسافة والاعتصامات المتواصلة أوضح شكري الذويبي أنه بالامكان تفاديها مُبرزا أن النقل الحديدي علامة من علامات تحضر الشعوب وعودة الخط 13 الرابط بين توزر وتونس أمر حتمي ولا مجال للاستغناء عنه.
وشدّد مُحدّثنا على ضرورة تطبيق القانون ضدّ كل من يُعطّل سير القطار ويمنع المسافرين من قضاء شؤونهم من خلال فضّ الاعتصامات واستئناف سير الخط الذي عمره أكثر من نصف قرن (يتجاوز 70 سنة).
حلم تقليص المسافة الى العاصمة الى النصف ممكن
ويقترح الذويبي تمديد السكة الى كل من نفطة وحزوة معتبرا أنه لا أحد طالب بشكل رسمي أو غير رسمي بهذا الطلب مشيرا الى أن الجنوب الغربي يحتاج الى أن يتحول المُقترح الى حقيقة نظرا الى أن حركة العبور تُعدّ بالآلاف بين الجزائر وتونس من الطرفين وهي حركة تجارية واقتصادية لتبادل البضائع والسلع، كما أن العديد من العائلات الجزائرية تختار تونس كوجهة سياحية للاصطياف، ووجود خط حديدي الى غاية النقطة الحدودية سيسهّل بشكل كبير تنقلاتهم ويشجّعهم أكثر على زيارة البلاد.
ويدرك محدثنا أن انهاء الاعتصام خطوة لا تكفي ويجب أن تتبعها خطوات أخرى أهمها تعصير السكة الحديدية لاختصار المسافة، الى أقل من النصف أي من 11 ساعة الى 5 ساعات فقط.
وفسّر شكري الذويبي أن تقليص المسافة بات ممكنا ليس مستحيلا، فالوزارات المعنية برمجت خط حديدي بين النفيضة والقيروان. خط ثاني بين سوسة والقيروان وسيدي بوزيد والقصرين، وفي هذه الحالة بقي اضافة خطين غير طويلين الأول بين سيدي بوزيد وقفصة والآخر بين توزر وحزوة وهي طريقة تُتيح امكانية التنقل من مدن حزوة نفطة توزر دقاش المتلوي قفصة سيدي بوزيد القيروان النفيضة تونس عبر خطوط سريعة وفي أقل وقت ممكن دن استثناء مناطق الوسط والجنوب الغربي والساحل ، فعادة ما يبحث المسافر عن الأقل ثمنا والأسرع.
احياء خط قابس مطلب ينتظر
وتابع شكري الذويبي أن احياء خط قابس قفصة توزر الذي يُنقل عليه حاليا الفسفاط فقط مطلب ملح. ودعا للسماح للركاب باستغلاله بما أن الموضوع لا يتعلق أساسا بوضع سكة حديدة جديدة وحتى يستطيع أهل مدن الجريد والحوض المنجمي السفر الى قابس خاصة صيفا والاستمتاع بالبحر، معتبرا أن مردودية هذا الخط ستكون كبيرة من الجهتين.
نقاط ترتقي الى مطالب قاطرات مريحة لا تتعب المسافر ومسافات مختصرة وجهات غير معزولة واعتصامات لا تصادر حق التنقل وسبل تحقيقها قد لا يكون حلما.
Comments