بسام عودة

تشير التحضيرات بشأن القمة العربية المقبلة التي ستعقد في المملكة العربية السعودية يوم 19 ماي الجاري، الى اهميتها ، وخاصة وهي تعقد في ظروف حرجة اقليمية ودولية، وفي هذا السياق تواصل الدبلوماسية السعودية جهودها الحثيثة بغية تنقية الأجواء العربية وتعزيز الوفاق العربي، امتداد لما افرزته قمة الجزائر 2022 من قرارات وتوجهات ترمي إلى تحقيق التوافق العربي حول القضايا الراهنة و مواجهة مختلف التحديات الاقليمية والعربية والدولية.

اصبح من المؤكد انها ستكون قمة ذات اهمية كبيرة عبر انتقال مرن لرئاسة القمة العربية وجعل القمة محطة هامة وفارقة في مسار التضامن العربي المشترك، لاسيما بعد تحقيق الإجماع على عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي في الجامعة العربية.

وترى اوساط دبلوماسية أن المملكة عززت علاقتها بالجزائر التي ترأس القمة ، السعودية مارست السياسة الهادئة دون أي خلافات جانبية مع اي طرف ، و لعل الزيارات المكوكية  الرسمية التي قام بها وزير الخارجية السعودي  فيصل بن فرحان لعدد من العواصم العربية مؤخرا قد  اثبتت ان السعودية قادرة على ايجاد حلول جذرية للخلافات العربية ، بحكم الظروف الملائمة والمتاحة لاستبعاد اي خلاف يعيق مسار التضامن العربي.

و يرى المراقبون إن الاستراتيجية السياسية للمملكة من خلال اللقاءات والجولات المكوكية لوزير الخارجية السعودي قلصت حجم الخلافات من خلال التركيز على ثقل ودور السعودية الذي اصبح يمثل جزءً مهما من السياسة الدولية .

من هنا فانه ينظر الى قمة السعودية على انها ستكون قمة الوفاق العربي ، وستبرز الدور الحقيقي والمؤثر للسياسة الخارجية السعودية ، والتي برزت من خلال عودة العلاقات مع ايران والبحث عن فرص المصالحة والوفاق في اليمن ، بالتزامن مع التقارب التركي السوري وهذه المبادرة ستعيد النظر في انهاء الخلافات وبناء كيان عربي موحد لمواجهة التحديات

برهنت المملكة العربية السعودية  على انها قادرة على لعب دور مهم على المستويين العربي والدولي ، وفي هذا السياق تتحرك المملكة بقوة لوقف الصراع في السودان من خلال اللقاء الذي جمع اطراف النزاع برعاية سعودية الذي يعد مؤشرا قويا  على اهمية الدور السعودي الذي يترجم توجهات القيادة الجديدة .

هذه التوجهات التي ستبرز أكثر في قمة الرياض العربية المقبلة،  التي تشير كل مراحل الاعداد الى أنها ستكون علامة فارقة في تاريخ القمم العربية ، وفاتحة لتحقيق الإرادة و التضامن حول القضايا العربية والاسلامية.