قمة تونس المغاربية: فضاء تشاوري .. لا كيان بديل ( تحليل اخباري )
كتب: منذر بالضيافي
اتحاد المغرب العربي، هو في حكم المنتهي و الميت، وليس في حاجة لقمة لإعلان وفاته.
وبراي فان قمة تونس التشاورية، الاثنين 22 أفريل 2024، التي دعا لها الرئيس التونسي، قيس سعيد مهمة من جهة التوقيت والتحديات التي تواجه الأقطار الثلاثة
ولا يمكن ان تكون بديلا عن ” حلم المغرب الكبير”، ونحن هنا لسنا في وارد الحكم على النوايا، فضلا على ان التصريحات الرسمية لم تشر إلى ما قد يفهم من ان قمة تونس خطوة لتأسيس كيان مغاربي جديد.
في ظل تعطل البناء المغاربي لأسباب هيكلية وبنيوية سابقة عن النظام السياسي الحالي في تونس، وأيا كانت نوايا الأطراف المشاركة الأخرى، فان اللقاء و التشاور في حد ذاته مهم و يبقى الحد الادنى الضروري في عالم شديد التغير، ولا يجب التشكيك فيه او شيطنته عبر إسقاطات لخلافات داخلية ليس هنا مجالها
تونس اليوم في حاجة لتنويع شراكاتها و لتفعيل دبلوماسيتها في كل الاتجاهات، لجلب المنافع و المصالح لتونس والتوانسة، اما التشكيك في كل المبادرات فهي عدمية اضاعت علينا وما تزال فرص للشراكة والتعاون، نحن في تونس في اشد الحاجة اليها
نعم لدعم التعاون الثنائي وايضا الثلاثي المغاربي والذي نأمل ان يعود ليكون خماسي ، وهنا تبقى تونس قادرة على تجسير فجوة الخلافات بين بلدان المنطقة، وهذا ما نأمل ان يحصل مستقبلا
بالعودة للقاء التشاوري المنعقد اليوم بقصر قرطاج، فهو مهم من جهة توحيد وتنسيق المواقف مع الجوار لبلادنا في علاقة بالمخاطر التي تهدد المنطقة وبالتحولات الجيوسياسية المتسارعة
البيان الختامي الذي استمعت له – الذي تلاه وزير الخارجية نبيل عمار- ايجابي جدا و واضح في ابراز دواعي واهمية مثل هذا اللقاء التشاوري، وترك الباب مفتوحا لتوسيع دائرة الحوار، حول قضايا المنطقة وخاصة في علاقة بدعم استقلالية القرار الليبي ، و مستقبل التعاون مع دول الساحل و الصحراء التي تعد منطقة اساسية في حماية الامن القومي للدول الثلاثة
وتضمن البيان الختامي المشترك لأشغال الاجتماع التشاوري الأول بين رؤساء تونس والجزائر و ليبيا:
-التأكيد على توحيد المواقف والتشاور والتنسيق لتدعيم مقومات الأمن بالمنطقة
-التمسك باستقلال القرار الوطني وعدم التدخل في الشؤون الداخلية
-الرفض التام للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي ودعم الجهود للتوصل إلى الانتخابات
-التأكيد على الدور المحوري لدول جوار ليبيا لدعم السلطات في جهود إعادة الإعمار والاستقرار
-إدانة الانتهاكات وجرائم والإبادة الجماعية التي ترتكب ضد أهالي غزة وتجديد الدعوة العاجلة للوقف الفوري لعدوان الاحتلال الاسرائلي
وتم الاتفاق ايضا، على ” توحيد المواقف والخطاب في التعامل مع مختلف الدول المعنية بالهجرة غير النظامية في شمال المتوسط ودول جنوب الصحراء”.
عموما فان مخرجات بيان تونس ايجابية ويمكن البناء عليها خاصة لمزيد تفعيل دور الديبلوماسية التونسية وجعلها اكثر حيوية وديناميكية في سياق عالم سريع التحولات.
Comments