الجديد

كادوريم “وافد” جديد على ديمقراطية تونس !

علاء حافظي

تحول ظهور مطرب الراب المثير للجدل كريم الغربي المعروف باسم كادوريم في برنامج تلفزي هزلي على قناة تلفزية محلية إلى حدث غطى في مواقع التواصل الاجتماعي على أنشطة قام بها نهاية الأسبوع ” أقطاب ” الساحة السياسية.

إذ فرض هذا الظهور على حوار راشد الغنوشي لقناة ” حنبعل ” و على وقفة عبير موسي أمام وزارة الشؤون الدينية التخلي عن موقع الصدارة في سجل المناكفات الفايسبوكية و الصراع الذي يتجدد كل يوم بين أنصار النهضة و حلفائها و أنصار عبير موسي و داعميها.

و قد يكون كادوريم استفاد في مستوى الحضور من الناحية الكمية من عدة معطيات لعل أهمها ما تجلى من تبرم واضح أبداه المحسوبون على النهضة و أيضا من الحزب الدستوري الحر و أحزاب أخرى من الظهور التلفزي المطول لمغني الراب و الصهر السابق للرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

و هو ما رأوا فيه تمهيدا لدخول كريم الغربي غمار الحياة السياسية خاصة و أنه قد حرص على الظهور في ملابس رسمية تقطع مع صورته السابقة الأقرب لمن يستعرض مظاهر الثراء و يحرص على صورة شبابية.

و قد ساعدت ردود فعل الساعين لقطع الطريق بشكل مبكر أمام كادوريم في تمكينه دون أن يبذل جهدا كبيرا في الانتقال في أذهان الكثيرين من مكانة مغني الراب إلى مكانة المترشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات القادمة.

و من هذه الزاوية يمكن القول أن ” كادوريم ” قد حقق ” اختراقا اتصاليا ” هاما ساعده على تحقيقه ما أصبح متأكدا من أن أزمة الديمقراطية التونسية قد منحت دورا كبيرا للتلفزات إلى حد جعل البعض يعتبر أن المرحلة هي مرحلة ” التليقراطية ” .

إذ أصبح قصف العيون بالصور طريقا لوضع اليد على العقول و لتوجيهها و أيضا تخبط الطبقة السياسية التونسية و دورانها في حلقة مفرغة جعلتها غير قادرة على تقديم الحلول بل جعلتها تفسح المجال لظهور شخصيات تحاول الإيحاء أنها من خارج النسق للعب ادوار محورية.

و من هذه الزاوية لا توجد فوارق جوهرية بين تبيل القروي و قيس سعيد و كريم الغربي بل أن ما يجمع بينهم  هو ” اللعب على نفس الأرضية ” و هي نقد المؤسسات القائمة و الانصراف إلى العمل الإجتماعي و لو أن كادوريم يملك أسبقية معتبرة في هذا الميدان على ساكن قرطاج الذي كانت تطلعات ناخبيه أرفع بما لا يقارن من سجله الذي يكاد يخلو من الإنجازات.

و إذا كان من السابق لأوانه الحديث عن الفرضيات الممكنة لمسيرة كريم الغربي كرجل له طموحات و تطلعات سياسية ما دام لم يعبر لحد الآن عن حقيقة نواياه في هذا المجال فإنه لن يكون أول من يفد منذ 14 جانفي 2011 على الحقل السياسي من مجال آخر فقد سبقه عديدون من أبرزهم سليم الرياحي و نبيل القروي و قيس سعيد …

كلهم قدموا إلى الحقل السياسي من مجالات مختلفة و لكن حظوظهم في النجاح قد اختلفت .

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP