"كبار السفراء" يتابعون أمن البلاد و أوضاعها !
خديجة زروق
أبرزت تحركات وتصريحات وكذلك لقاءات، سفراء الدول الكبرى مثل فرنسا والولايات المتحدة، انشغالا كبيرا بالوضع الأمني والسياسي في تونس، وذلك على خلفية العمليات الأرهابية الأخيرة (الانفجارين الانتحاريين الخميس الماضي في العاصمة)، والوعكة الصحية التي ألمت بالرئيس الباجي قايد السبسي، التي أربكت المشهد الساسي، وغذت “الصراع حول السلطة”، مثلما بينته حالة “الارباك”، التي عرفها مجلس نواب الشعب في يوم “الخميس الأسود”، و التي ما زالت تداعياتها محل أخذ ورد، أسبوع بعد الحادثة.
في هذا الاطار، أجرى السفير الفرنسي بتونس أوليفيه بوافر دارفور اليوم الخميس 4 جويلية 2019 حوارا مطولا مع اذاعة “موزاييك”، عن “العمليتين الارهابيتين الاسبوع الفارط في العاصمة وعن موقف بلاده من مسألة استقرار الأمن بتونس كما تحدث عن الوعكة الصحية لرئيس الجمهورية وزيارته المرتقبة لباريس”، وفق ما ورد في موقع الاذاعة.
السفير دارفور .. في الموعد
قال اوليفيه بوافر دارفور “ان الفرنسيين تابعوا ما حدث يوم الخميس الفارط بتأثر وتضامن كبيرين مع الشعب التونسي مؤكدا أن بلاده أدانت بشدة الهجومين الارهابيين من خلال تصريح وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان الذي أكد على أن فرنسا ستواصل دعمها لتونس في حربها على الارهاب الذي لا يستهدف دولة بذاتها بل كل بلدان العالم.”.
وتابع السفير قائلا: “ان العملية الارهابية التي استهدفت الدورية الامنية في نهج شارل ديغول كانت على بعد بعض الامتار من مقر السفارة الفرنسية ورغم ذلك فهو متمسك ببقائها في قلب العاصمة مضيفا” كنت قد تحولت يوم الجمعة الفارط إلى مكان وقوع العملية للترحم على روح الامني الشهيد مهدي الزمالي.”
كما أكد السفير الفرنسي ” أن سفارته لم تصدر أي بلاغ تحذيري للفرنسيين في تونس بل قامت بإعلامهم بالحادث فقط”، مضيفا ” ثقتنا كبيرة في استتباب الأمن في تونس وقد لاحظنا ذلك من خلال الرد القوي والفوري لقوات الأمن التي برهنت على شجاعة كبيرة منذ سنوات في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم.. قراءتنا كانت صحيحة وبالتالي لم يكن هناك أي داع للقلق بخصوص الوضع الأمني وسيكون هناك مليون سائح فرنسي بتونس هذه السنة”.
و تحدث السفير الفرنسي عن مكالمة هاتفية كانت ستجمع الرئيس التونسي بنظيره الفرنسي مساء يوم الخميس الفارط لكن الوعكة الصحية التي تعرض لها الباجي قائد السبسي حالت دون ذلك. مؤكدا أن الرئيس إيمانويل ماكرون فوض للسفير مهمة الاطمئنان على الوضع الصحي للرئيس بعد خروجه من المستشفى العسكري.
بحسب السفير الفرنسي فان هذه المكالمة تندرج في إطار الاستعداد لزيارة قائد السبسي إلى باريس أواخر هذا الصيف. مؤكدا أن الرئيس الفرنسي سيتواصل مع رئيس الجمهورية في الساعات او الايام القليلة القادمة للتباحث حول هذه الزيارة.
كما أكد السفير الفرنسي في حواره مع اذاعة “موزاييك” على ” أنه لم يفكر ولو للحظة في إلغاء أو تأجيل الحفل الوطني الفرنسي الذي ينتظم كل 14 جويلية في مقر إقامة السفير”.
الغاء الاحتفال وقهوة في شارع بورقيبة
وكانت سفارة الولايات المتحدة بتونس، قد ألغت الاحتفال بالعيد الوطني، المقرر اليوم 4 جويلية الجاري، مثلما أكدت ذلك تقارير اعلامية محلية متطابقة.
و يذكر أن السفارة الأمريكية بتونس قد أغلقت أبوابها يوم الاثنين 1 جويلية الجاري، باستثناء “خدمات الطوارئ”، و أرجعت قرارها الى “مخاوف أمنية”، وفق بلاغ صدر عن السفارة، على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”.
وفي تعارض مع “التخوفات الأمنية”، نشر سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس دونالد بلوم ، أمس الأربعاء 3 جويلية 2019، صورة رفقة زوجته في شارع الحبيب بورقيبة، وكتب تغريدة حيا فيها كلّ رجال ونساء الأمن الذين يضحّون بأنفسهم من أجل حماية تونس وضيوفها.
وتأتي هذه الجولة في خطوة من السفارة الأمريكية للتأكيد على إستقرار وأمن تونس وجاهزية وحداتها الأمنية التي تسهر على ضمان سلامة المواطنين والأجانب من بعثات أفراد وسياح وبعثات دبلوماسية.
جولة ايطالية في “شارع الثورة”
و على غرار ما قام به سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس دونالد بلوم، قام سفير إيطاليا لورانزو فانارا هو أيضا بجولة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة مساء الإربعاء 3 جويلية 2019، برفقة النائب محمد بن صوف.
وعبر السفير الايطالي في تصريح لاذاعة “موزاييك”، عن دعمه لتونس والشعب التونسي، قائلا ”الحياة ستستمر في هذه المدينة الجميلة”، كما أعلن عن تنظيم الاوبيرا الإيطالية في مسرح الجم في المهدية يوم الجمعة القادم.
الشاهد يلتقي “كبار السفراء”
في ذات السياق، ومثلما أورد موقع “ليدرز – عربي” فقد التقى الثلاثاء 2 جويلية الجاري رئيس الحكومة يوسف بقصر الحكومة بالقصبة سفراء بلدان مجموعة الدول الصناعية السبع (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا) التي ترأسها فرنسا.
ووفق “ليدرز – عربي” فقد أبلغ الشاهد خلال اللقاء رسائل طمأنة حول صحّة رئيس الجمهورية الباحي قايد السبسي الذي عاد إلى مقرّ إقامته بقصر قرطاج عشية أمس الاثنين سليما معافى وكذلك عن استمرارية الدولة والوضع الأمني بالبلاد وبوادر الانتعاشة الاقتصادية.
كما “أعرب السفراء بهذه المناسبة عن مشاعر المودّة والتقدير التي تكنّها دولهم للرئيس الباجي قايد السبسي وعن مساندتها لتونس”.
وتناولت الجلسة التي استغرقت زهاء ساعة ونصف الساعة آفاق الاقتصاد التونسي وتركيز المحكمة الدستورية والمواعيد الانتخابية القادمة.
Comments