الجديد

كتب خليفة بن سالم: ترامب .. بين حاجات الاقتصاد وضغط الايديولوجيا في اوروبا !

خليفة بن سالم

 تحولت الجنازة الباباوية من لحظة مشهدية استعراضية، الى قمة امريكية اوروبية اوكرانية، وسط جدل وتخوف اوروبي، من تصريحات وبعض قرارات الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، التي قد تتحول الى سياسات الأمر الواقع، اذ إن كل تفكير ينصب على فكرة “أقل خسارة واكثر ما أمكن من الربح”، وهي ملخص مواقفه من غزة و من الحرب في اوكرانيا.

على إن هذا النزوع الترامبي البراغماتي، جوبه بتخوف ورفض اوروبي، واساسا ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وهي دول صحيح رأسمالية توسعية، ولكنها تعيش على الصرامة الايديولوجية، المحكومة بفكرة” التمركز ” والتعالي والوصاية.

وان كان الغالب على العلاقات الاوروبية الامريكية التناغم، مع شيء من الغلبة الامريكية، بانصياع اوروبي، فإن الحالة الامريكية الجديدة، قد تؤدي الى التصادم، وقد راينا بعض ملامحه عشية اعلان ترامب استعداده التخلي عن اوكرانيا، وهي مسألة لم يقبل بها الالمان المتورطين الى جانب فرنسا في أسناد زيلنسكي، وفي القرارات المتخذة ضد روسيا.

ولكن اوروبا تدرك انها في غياب دعم أمريكي صريح وواضح، لن يتمكن زيلنسكي من الصمود مهما دعمه الالمان والفرنسيين، وهنا يبدو إن الخلاف الاوروبي الامريكي، لن يطول اذ تمكنت قمة ترامب والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني بحضور زيلنسكي من ترويض ترمب لعقد قمة قصيرة في الزمن، ولكنها كاملة من جهة رسائل طمأنة الغرب، من إن ترامب لن يلقي بزلنسكي، مهما كان ذلك ضد مصالح أمريكا الاقتصادية، هذه المصالح التي صارت عداوتها ومخاوفها مع الصين وليس غيرها.

وهنا ستعمل اوروبا الايديولوجية على مساعدة أمريكا لإنهاء الحالة الصينية، اذ تكفلت ومنذ مدة بريطانيا بخلق مشكلات مع الصين من قبيل تشجيع سكان هونج كونج على الانتقال للعيش في بريطانيا.

كما فرضت على عديد المسؤولين الصينيين عقوبات بحجة تورطهم في التعذيب، فضلا عن ذلك تصر الحكومة البريطانية على تحريض الشركات الوطنية، على عدم استيراد القطن من شينجيانج.

و هكذا لم تقف سياسات بريطانيا الداعمة للولايات المتحدة في حدود مخطط أضعاف الصين، بل إن بريطانيا سباقة في دعم اوكرانيا اذ في سنة واحدة 2023تم تحويل 3مليار جنيه استرليني مساعدات عسكرية بعد إن كانت مخصصة لتطوير وتحسين خدمات التعليم والصحة.

وتقول الاحصائيات إن بريطانيا وفرت منذ انطلاق حرب اوكرانيا بين 45 و50 مليار جنيه استرليني، كدعم ضد روسيا وهكذا عينة من الدعم الغربي لاوكرانيا ضد روسيا، إن ذهب ترامب الى حيث قال في الساعات الاولى من حكمه، انه سينهي الحرب في اوكرانيا، سينتهي ذلك بانهيار شامل لحكومات اوروبا الغربية، وبروز قوى جديدة معادية لفكرة الحرب مع روسيا.

فهل أن قمة ترامب زيلنسكي على هامش توديع البابا في كنيسة الفاتيكان صورة للذكرى أم تحول أمريكي تجاه الحرب في اوكرانيا ؟

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP