كتب منذر بالضيافي: نحن وترامب .. البقاء لغزة / تحليل اخباري/
كتب: منذر بالضيافي
في مقارباتي للأحداث، دائماً اشدد على ضرورة الابتعاد عن التخميرة و العنتريات ، لصالح مقاربة اكثر واقعية وموضوعية و الأهم الأخذ بعين الاعتبار موازين القوى، هذه وصفتنا لتناول أحداث الشأن الجاري وطنيا و عربيا و دوليا، وكذلك في التعامل مع الفاعلين في المشهد – حالة ترامب مثلا-..
استعدت هذه المقدمة للتعليق على إعلان/ دعوة الرئيس القادم مرة أخرى للبيت الأبيض دولاند ترامب لإخضاع قطاع غزة للإدارة الأمريكية، وتداعيات هذا الإعلان ، على الوضع الجيوسياسي و الأمني في المنطقة و على القضية الفلسطينية خاصة.
اشدد في البدء، على ان تصريح ترامب حول غرة، ما زال مجرد إعلان ، مثل إعلانات الرجل الكثيرة : حول كندا و الجزيرة الدنماركية و خليج المكسيك و قناة بنما. ومع ذلك فقد قوبل برفض قاطع عربيا ، خاصة من الدول العربية المعنية قبل غيرها – بحكم الجغرافيا و ىالروابط التاريخية ايضا- بتهجير الغزاويين اليها، وهي مصر و الأردن، وهو رفض شمل العالم العربي برمته، ومن بينها تونس، التي أكدت بوضوح على رفض التهجير.
بالمناسبة، أقول، نعم، هناك صعوبات تواجه منطقتنا ودولنا، وهذا كنا نراه منذ فترة و بالعين المجردة، وكتبنا حوله وفيه في هذا الفضاء وغيره.
“”” اشدد في البدء، على ان تصريح ترامب حول غرة، ما زال مجرد إعلان ، مثل إعلانات الرجل الكثيرة : حول كندا و الجزيرة الدنماركية و خليج المكسيك و قناة بنما. ومع ذلك فقد قوبل برفض قاطع عربيا ، خاصة من الدول العربية المعنية قبل غيرها – بحكم الجغرافيا و ىالروابط التاريخية ايضا- بتهجير الغزاويين اليها، وهي مصر و الأردن، وهو رفض شمل العالم العربي برمته، ومن بينها تونس، التي أكدت بوضوح على رفض التهجير”””
لذلك فان ما يحدث – من تصريحات و افعال- لم يفاجئنا، لكن قدوم الرئيس الأمريكي، دولاند ترامب، عجل به و وضعه على الطاولة.
من هنا فان المطلوب عربيا – شعبيا و رسميا- هو عقلنة ادارة مواجهة التحديات، التي أصبحت تمثل خطرا محدقا بأمننا القومي العربي
وهذا ما تسلكه الدول العربية المعنية مباشرة، وهي مصر و الأردن و السعودية، إذ اتسم الموقف لحد الآن- ولا نحكم على النوايا- بالمبدئية في الرفض، وتحريك الوسائل الدبلوماسية اولاً، وفي هذا السياق يجب وضع زيارة ملك الأردن لأمريكا و لقائه بالرئيس ترامب.
و بعيدا عن محاولة تحريف كلام وتصريحات ملك الأردن، أو الاهتمام بألبوم صور اللقاء، فان موقف الرجل كان عقلانيا وتجنب الصدام، وشدد على رفض التهجير، ورحل الموقف النهائي إلى العرب – وهو هنا على حق- ، فالقضية تهم كل العرب وهي قضيتهم المركزية الأولى، وهو ما تناقلته الأجيال العربية، جيلا بعد جيل، منذ نكبة 1948.
شعبيا، أقول ان الأمر جلل، و لا يجب الاكتفاء بالعويل والصراخ ، والجدل الفايسبوكي العقيم، وتصفية الحسابات مع النظام الرسمي العربي.
فالوقت ليس للمزايدة أو المعارضة السلبية، وبداية التعافي تبدأ من هنا، من ترك كل الخلافات وراء ظهورنا، فهو برأي الموقف الصواب والحكيم، والذي يمكن البناء عليه لاحقا في قضايا عديدة، منها اعادة التفكير في ادارة العلاقة بين دولنا ومجتمعاتها.
وهذا الموقف الفاهم و المدرك لما يحدث وعواقبه، هو ما لاحظته في مصر بالذات، إذ هناك وعياً تشكل وبصدد التشكل اكثر، من عامة الناس ومن النخب، لدعم الموقف الرسمي الداخلي بقيادة الرئيس السيسي و الجيش المصري.
و في انتظار تشكل موقف قومي عربي و إسلامي – شعبي و رسمي- واسع لدعم مصر و الأردن، في حماية الحق الفلسطيني ومنع نكبة جديدة، لو كتب لها التحقق ستكون مدمرة على الجميع !.
كما ان الإبقاء على حيوية القضية الفلسطينية ، يمر عبر دعم قوى من المملكة العربية السعودية – الدولة الوازنة في الاقليم و في العالم- ، التي رفضت اعلان ترامب، وتمسكت بموقفها المبدئي القائم على حل الدولتين و المستند الى المبادرة العربية لقمة بيروت – 2002 – /*/.
كما أن الابقاء على توهج القضية ىالفلسطينية ، تلعب فيه دولة مصر دورا كبيرا و حاسما، فهي احد اهم الدول في المنطقة، في علاقة بهذه القضية المركزية، فعندما تكون مصر في صحة جيدة ، يعني أن القضية الفلسطينية حاضرة، و يعني أيضا أن العرب كلهم في صحة جيدة، وفي موقع افضل على الساحة الدولية .
“”” ان الإبقاء على حيوية القضية الفلسطينية ، يمر عبر دعم قوى من المملكة العربية السعودية – الدولة الوازنة في الاقليم و في العالم- ، التي رفضت اعلان ترامب، وتمسكت بموقفها المبدئي القائم على حل الدولتين و المستند الى المبادرة العربية لقمة بيروت – 2002 – /*/ “””
هذا ما تعلمنا من دروس التاريخ القريب و البعيد، حينها وحينها فقط نحول – نحن العرب- الأزمات إلى فرص، بالكثير من الحكمة و قوة و متانة الموقف الديبلوماسي و الشعبي – الذي لابد أن يكون حاسما- ، و الأهم بلا تخميرة .
—–
/*/ – في قمة جامعة الدول العربية في بيروت عام 2002، تبنت 22 دولة بالإجماع مبادرة السلام العربية ــ وهي وثيقة تاريخية قدمت صيغة ليس فقط لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل وأيضاً الصراع العربي الإسرائيلي الأوسع نطاقاً، وتحقيق حل سلمي، و السلام الجماعي والأمن للجميع والعلاقات الطبيعية مع اسرائيل.
Comments