الجديد

كورونا .. الخطر القادم من الصين

خليفة بن سالم

ان السؤال الذي يبقى يبحث عن جواب هو كيف انتشر الوباء في دول حوض المتوسط و غيرها من دول العالم، فيما لم ينتشر و لم تعبر العدوى بقية مدن الصين التي نشأ فيها الفيروس (مدينة أوهان).

اذ كان بالإمكان السيطرة عليه في حدود أوهان حتى لا تنتقل العدوى الى بقية المدن في الصين، فكيف له ان استطاع عبور كل هذه الحدود و القارات؟ ثمة من يعتقد ان الوباء و العدوي انتشرت خارج الصين، ثم بعد ذلك و قع التفطن له في الصين.

على كل الغموض ما يزال يلف المسالة بدءا بحقيقة الوباء بين عفوية/طبيعية/الانتشار و بين/فرضية التدبير/، حيث يتداخل مفهوم الحرب البيولوجية، بديلا عن الحروب الكلاسيكية/بالمعارك الاقتصادية، وهي معارك المستقبل ضمنها الصين، لاعبا رئيسيا في ظل تنازع القوى.

اذ أن القارة العجوز (أوروبا) لولا وحدتها لصارت دولا متخلفة مقارنة باليابان و الولايات المتحدة و المارد الصيني و عودة الدب الروسي، و هنا يبقى الاستثناء المانيا في المحيط الأوروبي، عدا ذلك صارت معدلات النمو و مستويات المعيشة و جودتها في دول القارة العجوز اقل مما هي عليه في دول صاعدة كتركيا و ماليزيا وغيرها …

وبالعودة للازمة التي فرضها تفشي كورونا فان ما تعيشه اوروبا، قد يعصف بفكرة الوحدة الاوروبية، و هي عقيدة انبت علي فكرتين، و حدة المصير الاقتصادي و وحدة السلاح، في و جه العدو.

بالعودة للحرب على كورونا، فان نظرية الدفاع المشترك، سريعا ما تهاوت و انبرى كل قطر يحارب لوحده، و بالتلازم انطلقت كل دولة تفكر بمفردها، في خيارات المواجهة الاقتصادية.

ستكون اوروبا ما بعد الكورونا، اوروبا فاقدة للثقة فيما بينها، وفي المقابل تعلن الصين عن بداية التعافي، مقابل معلومات شحيحة في الاول و في الاخر عن الداء و عن الدواء.

لقد كشفت المعركة، و التي غابت فيها المواجهة عن غياب الجاهزية، لمثل هذه المجابهة في اوروبا، كما في الولايات المتحدة، و السؤال هل يتسبب كورونا في فرض الصين لاعبا مستقبليا، و في اعادة توزيع مراكز القوي بين الدول العظمى، بتغيير مفهوم العظمة من السلاح النووي الى السلاح الجرثومي، بمثل ما ساهمت سابقا القنبلة الذرية في امتلاكها لحق الفيتو بمجلس الامن.

بعيدا عن لعبة القوى العظمى ليس امام العالم البائس الذي نحن فيه سوى انتظار الحل المستورد كالعادة.

 

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP