كورونا “يفسد الود” بين بلدان الاتحاد الأوروبي
تونس- التونسيون
طلب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا اليوم الجمعة 13 مارس 2020 من الاتحاد الأوروبي الدعم والتعاون لمجابهة الوضع الذي تعاني منه بلاده بسبب تفشي فيروس كورونا بدلا من وضع العراقيل أمامها في اشارة الى تخلي الجميع عنها واغلاقهم الحدود في وجهها وعدم تقديم مساعدات طبية لها، بينما هبّت الصين لنجدتها ووقفت كلاّ من فرنسا وألمانيا موقف المتفرج.
وحاول الإيطاليون إقناع شركائهم الأوروبيين بأن محاصرة الفيروس في إيطاليا هو محاصرته في الاتحاد الأوروبي، وبأنّه يجب مساعدتهم على احتوائه،خاصا بعدما أعلنت الحجر الطبي الكامل. لكن الدول الأوروبية لم تبعث اليهم أية مساعدة أو فرق طبية.
وركّزت كبريات الجرائد مثل “لوموند” الفرنسية و”الباييس” الاسبانية على تغليب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي القرارات الوطنية على التنسيق في ما بينها.
يُذكرُ أنّ النمسا أقدمت على إغلاق الحدود البرية مع إيطاليا، فيما أقدمت اسبانيا على تعليق الرحلات الجوية بعد الحجر الطبي الذي أعلنت عنه روما.
ومن ضمن الاجراءات التي حزّت في نفوس الإيطاليين غياب المساعدة الطبية المباشرة مثل تزويد إيطاليا بالكمامات وآلات التنفس اذ قررت ألمانيا الأسبوع الماضي التحكم في صادرات المواد الطبية بما في ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، بينما أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون شخصيا مصادرة كلّ الكمامات في فرنسا استعدادا لمواجهة كورونا .
وتعكس شبكات التواصل الاجتماعي في إيطاليا اغتياظ وامتعاض المواطنين من تصرفات الأوروبيين، خاصة عدم المساعدة بالكمامات الطبية والسوائل المضادة للفيروس وللبكتيريا.
من جهة أخرى وجّه الخبراء انتقادات قوية الى هياكل الاتحاد الأوروبي بسبب التأخر في اتخاذ إجراءات فعالة لمحاصرة الفيروس، مستغربين من اهتمام المفوضية الاوروبية بالقضايا الاقتصادية واهمال الوضع الصحي لمواطني دول الاتحاد.
لذلك تُراهن إيطاليا حاليا على الصين لمواجهة فيروس كورونا ، وقد تعهدت بكين بتزويدها بالكمامات الطبية وآلات طبية وعرضت عليها ارسال فرق طبية لها خبرة في محاربة هذا الفيروس في ما حطّت ليلة أمس طائرة قادمة من الصين وعلى متنها فريق طبي متخصص في مكافحة الوباء المذكور.
يُذكرُ أنّ إيطاليا أعلنت مؤخرا عن حاجتها لدعم مالي قدره 25 مليار اورو لمواجهة تفشي الفيروس ولتقديم الاتحاد الأوروبي تسهيلات لها في الميزانية بعد تسجيل ارتفاع في عدد الوفيات بسبب كورونا.
Comments