لماذا رشّح النداء الدكتور عبد الكريم الزبيدي للانتخابات الرئاسية؟
بقلم: خالد شوكات*
لهذه الاسباب اخترنا في حركة نداء تونس ان نرشّح الدكتور عبد الكريم الزبيدي للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها:
أوّلاً: لأهمية منصب رئيس الجمهورية دستوريا وسياسيا ورمزيا، على الرغم من محدودية الصلاحيات التنفيذية، حيث لا يمكن المغامرة بدفع هذه المؤسسة، ومن خلفها البلاد برمتها، نحو المجهول، عندما يجري تسليم المنصب – لا قدّر الله- الى شخصية مزاجية او شعبوية او تلاحقها شبهات فساد او يشتم من سيرتها روائح تطرّف او ارهاب.
ثانيا: لأن تونس ما تزال بحاجة الى مزيد من الاستقرار والامان والاعتدال والوسطية، بما يقتضي وجود شخصية مؤمنة بذات القيم والمبادئ التي امن بها الرئيس الراحل الزعيم الباجي قائد السبسي، تحمل تزكيته الشخصية وثقته وإشارته، وتسير على نهجه وخطاه ومدرسته، سواء في ادارته للحوار الوطني، أو معالجته للقضايا الاقليمية والدولية.
ثالثا: لقد كان الرئيس المؤسس لحركة نداء تونس يشير دائما الى ان الندائيين نوعان، الاول يحمل اوراق انخراط رسمية، والثاني لا يحملها، وهو ما يفرض علينا عندما يتعلق الامر بمسؤولية سامية في ادارة الدولة، ان نوسِع دائرة النظر وان نمنح الكفاءة والثقة الاولوية، على نحو يتحقق معه عمليا تفعيل شعار الزعيم الراحل ” الوطن قبل الحزب”، ومن هنا تبنينا في هذا الترشيح للمفهوم الموسع للنداء، حيث منحنا الخيار لرجل من عائلة حزبنا الوطنية الاصلاحية الدستورية.
رابعا: ليست العبرة في مثل هذا المنصب، وفي هذا السياق الحرج والحساس الذي يقطعه مسار الانتقال الديمقراطي، كما يشير بعضهم للمهارات الاتصالية او للحذلاقات اللغوية، بل للثقة والقدرة على ضمان الاستمرارية وصون المكانة الرمزية لرئاسة الجمهورية والنأي بها عن اي اختراق قد يمس من مصداقيتها او شبهة تطال علويتها او مغامرة قد تكون مدخل شرور عظيم على ديمقراطيتها، هذا الى ان محدودية الصلاحيات التنفيذية الممنوحة لها تجعل التناظر بين المرشحين لها من باب التزيّد ان لم يكن المغالطة، فالتناظر يجب ان يكون بين قادة الأحزاب حول برامجهم للانتخابات التشريعية التي منها ستنبثق الحكومة المسؤولة اساسا عن السلطة التنفيذية والتسيير اليومي بدواليب الدولة.
خامسا وأخيراً: ان مصالح بلادنا العُليا، وخصوصا المقتضيات التي يفرضها مناخ تونس الاقليمي والدولي، يتطلب وجود شخصية هادئة ومطمئنة ومقبولة من اشقائنا وأصدقائنا وشركائنا في رئاسة الجمهورية، نبعث من خلالها برسائل إيجابية تجمع بين التأكيد على السيادة الوطنية واستقلال قرارنا من جهة، والاضطلاع بدور بناء في النهوض بعلاقاتنا المغاربية والعربية والإسلامية والافريقية والمتوسطية والدولية من جهة اخرى.
*المدير التنفيذي لحركة نداء تونس
Comments