لوموند الفرنسية: انتخابات الجزائر .. العسكر وأصحاب النفوذ يصادرون مستقبل البلاد
اهتمت جريدة “لوموند” الفرنسية في عددها اليوم بالانتخابات الجزائرية المقررة ليوم 12 جوان الجاري، وقالت الصحيفة الفرنسية أن “الجزائر تواجه مأزق القمع”، وأن الانتخابات المقبلة سوف يتقاسمها “العسكر وأصحاب النفوذ” الذين ” يصادرون مستقبل البلاد”، وفق “لوموند”.
“لوموند” في عددها الذي حمل تاريخ اليوم نشرت مقالا عن تشديد القمع في الجزائر عشية الانتخابات التشريعية المقررة في 12 من هذا الشهر كما انها خصصت افتتاحيتها للموضوع. تقول “لوموند” في افتتاحيتها إن “النظام الجزائري توصل، في جو مثقل بالرعب، الى وضع حد بالقوة، للتظاهرات الأسبوعية، التي كانت تتحداه”. الصحيفة لفتت أيضا الى ان “الاعتقالات تجاوزت الالفين خلال أسبوعين، والى انها تلازمت مع تشديد العقوبات”.
تحالف العسكريين مع أكثر القوى رجعية في المجتمع الجزائري
وتشير “لوموند” أيضا الى ان “القمع بات يستهدف الأحزاب المعترف بها، ما يعيد النظر بالتعددية الحزبية العائدة لعام 1988” بحسب “لوموند” وقد اعتبرت ان “النظام، ستصبح ركيزته، بعد تخلي الأحزاب عنه، فلول عهد بوتفليقة الذين ترشحوا كمستقلين والاسلاماويون القريبون من الاخوان المسلمين”. “تحالف العسكريين مع أكثر القوى رجعية في المجتمع الجزائري جاء ليؤكد المأزق الذي وقعت فيه الجزائر” تقول أيضا “لوموند” التي خلصت الى ان الجرائر تشهد تحولا جديدا في نظام يصادر فيه العسكر وأصحاب النفوذ مستقبل بلد لا تنقصه الثروات الطبيعية والقدرات الإنسانية”.
الرئيس تبون ينتقد جريدة “لوموند” الفرنسية
وكان الرئيس الجزائري تبون قد انتقد “لوموند” في حوار الثلاثاء مع قناة الجزيرة القطرية، كما استنكرت ايضا وفي وقت سابق السفارة الجزائرية في فرنسا تقرير لصحيفة “لوموند”، الذي تناول الوضع السياسي في الجزائر تحت عنوان “الجزائر في مأزق استبدادي”.
وقال السفير الجزائري في باريس، محمد عنتر داوود: “صحيفتكم في عددها الصادر يوم 5 جوان (يونيو) 2021 تضمنت افتتاحية يطبعها عداء غير مسبوق إزاء بلدي و مؤسساتها و رموزها تحت عنوان فاضح : (الجزائر في مأزق استبدادي)”، بحسب صحيفة الشروق الجزائرية.
وأضاف داوود: “يحق للمرء أن يتساءل، بشكل شرعي، عن دوافع الطرف الآخر، عندما يسارع بإطلاق حكم تقييمي يبرز فيه أن الجزائر في مأزق سلطوي حسب كاتب المقال”.
وكانت صحيفة لوموند الفرنسة اتهمت في افتتاحيتها يوم السبت النظام السياسي في الجزائر، وأشارت إلى الإجراءات التي تتخذها الحكومة الجزائرية “لوقف مظاهرات والحراك والسيطرة عليه”، كما تناول الانتخابات البرلمانية القادمة.
ووصف التقرير الانتخابات الرئاسية في 2019، التي وصل من خلالها الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، بـ”المزورة”.
وتساءل السفير “هل تخدم صحيفة لوموند المصالح الغامضة للجماعات المناهضة للعلاقة السلمية بين الجزائر وفرنسا”.
وأضاف داوود “التعبيرات الذاتية المستخدمة في الصحيفة مثل النظام، والواجهة المدنية للجيش، وردود الفعل السلطوية، والقمع الهائل تأتي ضمن الكليشيهات المبتذلة، المنقولة التي أعادها عدد من وسائل الإعلام إلى ما لا نهاية”.
Comments