أعلنت السلطات التونسية، الخميس، انتشال 15 جثة لمهاجرين غير نظاميين على سواحل محافظة المهدية شرقي البلاد، وذلك في وقت تستمر عمليات البحث عن جثث 18 مهاجرا من المفقودين في السواحل الجنوبية كانوا في طريقهم إلى السواحل الإيطالية.

وقال مصدر من الحرس الوطني لوكالة تونس أفريقيا لأنباء إن 15 جثة انتشلت بين الأربعاء والخميس على سواحل الشابة وسلقطة والمهدية، مضيفا أن “الجثث المنتشلة جميعها متحللة، مما يشير إلى مكوثها فترة طويلة في البحر”.

وذكرت الوكالة نقلا عن المصدر ذاته أن المعاينات المبدئية تشير إلى أن الجثث تعود إلى مهاجرين من جنسيات متعددة، من بينهم أفارقة جنوب الصحراء.

وتأتي هذه الحادثة في وقت تواصل فيه السلطات عمليات البحث والتمشيط عن ١٨ مهاجرا غير نظامي غرق بهم مركبهم بسواحل جرجيس أثناء محاولتهم الهجرة وسط تصاعد غضب الأهالي.

وقال معتمد جرجيس عز الدين الخليفي. إنه تم تسخير معدات ثقيلة تابعة للبلدتين لتمشيط الشواطئ التي تكدست بها كميات من الطحالب البحرية بحثا على جثث لفظها البحر وكستها هذه الطحالب، في عملية تواصلت كامل اليوم وفي مواقع مختلفة على شواطئ بحر جرجيس، مشيرا إلى إمكانية استعمال طائرة دون طيار لمواصلة تمشيط السواحل.

وأضاف المتحدث في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أنه يجري العمل للحصول على ترخيص أول من المؤسسة العسكرية للقيام بمسح وتمشيط الشواطئ المقابلة للثكنة العسكرية الواقعة بجرجيس، وترخيص آخر من المؤسسة الأمنية لاعتماد الأنياب في مواصلة تمشيط الشواطئ بحثا على الجثث.

ويتصاعد الغضب في مدينة جرجيس لليوم الرابع رفضا لطريقة تعامل السلطات مع ملف الجثث و المفقودين إذ نفذ محتجون اليوم وقفة احتجاجية أمام مقر المعتمدية.

وطالب هؤلاء المحتجون السلطات ببذل مجهود أكبر وتوفير مزيد من الامكانيات للبحث عن أبنائهم والعثور عنهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا .

وكان مركب يقل نحو 18 مهاجرا تونسيا بينهم رضيع قد فُقد منذ أكثر من أسبوعين في عرض سواحل جرجيس، قبل أن يتم العثور على جثة فتاة من بين المفقودين.

شهدت عمليات الهجرة غير النظامية انطلاقا من السواحل التونسية نحو شواطئ أوروبا تصاعدا كبيرا في الأشهر الأخيرة، رغم المحاولات التي تقودها القوات البحرية التونسية للحد من أعداد المهاجرين.

والشهر الماضي كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن وصول أكثر من 13 ألف مهاجرا من من بينهم 2635 قاصرا إلى إيطاليا منذ مطلع العام الجاري.

المصدر : أصوات مغاربية/وكالة تونس أفريقيا للأنباء