مؤتمر "نداء تونس" ينهي مرحلة حافظ قايد السبسي
تونس- التونسيون
أكدت مصادر متطابقة من مؤتمري المؤتمر الأخير لحزب “نداء تونس” لموقع “التونسيون”، أن نتائج المؤتمر والتي تمت بشكل توافقي بما في ذلك تركيبة المكتب السياسي، قد أنهت فترة تحكم نجل الرئيس حافظ قايد السبسي للحزب.
كما أرجعت عديد المصادر على أن الأغلبية الساحقة من المؤتمرين أجمعت على ضرورة انهاء هيمن حافظ السبسي على الحزب وهو ما أكده القيادي عبد العزيز القطي في تصريح خاص لبرنامج “ناس نسمة” على قناة “نسمة مساء اليوم الخميس.
لكن تجدر الاشارة الى أن القيادة الجديدة التي صعدت عن مؤتمر المنستير المنعقد نهاية الأسبوع المنقضي قد أدخلت حركة “نداء تونس” في مرحلة جديدة مختلفة عن “الفكرة” و “المرجعية” التي قام وتأسس عليها هذا الحزب.
من ذلك أن التركيبة القيادية الجديدة لم تعد تراعي مبدأ تعدد الروافد التي تأسس على أساسها والتي منحته قوة وحيوية كبيرتين، في التصدي لمشروع الاسلام السياسي، وبالتالي مكنه من التفاف أوسع فئات المجتمع وأيضا النخب الحداثية والعصرية.
وبالنظر الى خلفية القيادة الحالية فإننا نجد شبه تراجع لثلاثة روافد هامة وهي : اليسار والنقابيين والمستقلين لصالح هيمنة التيار الدستوري، ممثلا بالخصوص في الشباب الذي كان ينتمي لطلبة التجمع – الحزب الحاكم السابق- الذي تحكم في ادارة وهندس مؤتمر المنستير وصعد قيادة لفائدته.
ولعل نتائج المؤتمر لن تسمح بتواصل واستمرار الاشعاع الذي عرفته فترة التأسيس بين 2012 و اخر 2014، والتي برز من خلالها “نداء تونس” كحزب جماهيري وكبديل سياسي وكاطار لإحداث التوازن في المشهد السياسي وفي الخارطة الحزبية.
وهو ما حصل فعلا من خلال الفوز بالاستحقاقات التشريعية والرئاسية التي تمت في 2014 ونجم عنها اقصاء النهضة الاسلامية من الحكم، لكن سقط في أزمات بلا نهاية، حكمت عليه بالتفكك وفقدان الأغلبية البرلمانية وبالتالي فقدان دور ومكانة الحزب الحاكم.
وهو وضع استمر برغم “النجاح” في عقد مؤتمر وطني انتخابي، وان كان سيسمح باعطاء غطاء قانوني وشرعي للقيادة الحالية أو الجديدة، لكنه لن يسمح في المقابل باستعادة دور ومكانة الحزب الكبير، الذي ينافس على قيادة المرحلة القادمة، مثلما أراد له مؤسسه في خطاب افتتاح مؤتمر المنستير.
وقد خلفت نتائج المؤتمر خلافات كبيرة بين جناحين الأول بقيادة النائب سفيان طوبال الذي له الأغلبية في المكتب السياسي والثاني بقيادة حافظ السبسي وهو أقلي في القيادة الجديدة.
وفي هذا السياق أعلن نائب رئيس مكتب مؤتمر حركة نداء تونس عيسى الحيدوسي خلال ندوة صحفية إنه تقرر الغاء نتيجة انتخاب المكتب السياسي واسقاط القائمة التى تم التصويت عليها من قبل اللجنة المركزية.
واضاف انه تقرر ايضا إعادة فتح باب الترشح لعضوية المكتب السياسي على أن يقع تقديم القائمات المترشحة (كل قائمة تضم 32 شخصا) يوم الخميس 25 أفريل الجاري بالمقر المركزي للحزب.
وتابع الحيدوسي أنه سيتم تحديد تاريخ دعوة أعضاء اللجنة المركزية لانتخابات المكتب السياسي لاحقا، بعد التثبت في القائمات المترشحة وخاصة مدى استجابتها للشروط القانونية.
من جهة أخرى صرحت رئيسة المؤتمر سميرة بلقاضي، التي لم تحضر الندوة الصحفية المنعقدة اليوم الخميس في لقاء مع قناة “نسمة” أنه قد مورس عليها ضغوطات ، وأن الجميع قد وافق على القائمة الوفاقية التي تم الاعلان عنها لأعضاء المكتب السياسي، وذكرت بالاسم كل من سفيان طوبال وحافظ قايد السبسي، وهما الطرفان المتصارعان.
كما اشارت سميرة بلقاضي أنه رئيس الجمهورية والرئيس الشرفي للنداء الباجي قايد السبسي قد طلب منها عدم الخضوع لأية ضغوطات والقيام بمهامها بكل استقلالية.
Comments