ماذا كانت أقوى رسالة في عملية اختفاء خاشقجي؟
في اطار المطالعة الدورية، لخبراء مركز كارنيغي للشرق الأوسط، حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن، قام المركز بمتابعة تداعيات اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
1//
شريف منصور | منسّق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين
أقوى الرسائل وأكثرها مدعاة للخوف في هذه القضية تتمثّل في أن ما من أحد بمنأى عن يد السعودية القاسية. وأسوأ المخاوف أن أحداً لن يعرف حقيقة ماحصل لجمال خاشقجي. بيد أن ذلك ليس بلغز، يوجد أمامنا دافع ودليل ظرفي. فلو أن ذلك كان حلقةً من المسلسل التلفيزيوني “سي أس أي: التحقيق في موقع الجريمة” لكانت القضية وجدت طريقها إلى الحل في غضون 5 ثوانٍ. وبما أننا لسنا على دراية كاملة بما حدث لخاشقجي، فهذا يعني أنه ربما دفع أغلى ثمن للتعبير عن آرائه، وأن الحكومة السعودية نجحت في الخروج من الأمر مثل الشعرة من العجين. لقد أقدمت السلطات السعودية، منذ أن تسلّم ولي العهد محمد بن سلطان زمام الأمور، على إخفاء وسجن 16 صحافياً على الأقل داخل حدود البلاد، وفقاً لأحدث تقديرات لجنة حماية الصحافيين. هؤلاء الصحافيون كانوا يعتمدون على خاشقجي لينقل قصصهم، والآن انتقلت الشعلة إلينا وباتت رواية قصته من مهمتنا، ويتوجب علينا بالتالي التأكد من أن المجازفة التي قام بها نيابةً عن هؤلاء الصحافيين لم تكن عبثاً.
2//
كارين يونغ | باحثة مقيمة في American Enterprise Institute، تتركّز أبحاثها حول الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي وشبه الجزيرة العربية
أقوى رسالة يمكن أن يحملها هذا الحدث هو أنه ما من أحد مسؤول، حين يتعلق الأمر بالسعودية والشرق الأوسط الأوسع. وهكذا، نحن نواجه اليوم أزمة تواجد رجال سلطة أقوياء وقادة ضعفاء، من الشرق الأوسط وحتى الولايات المتحدة.
أوضح اختفاء جمال خاشقجي بجلاء تام أن حكومات الشرق الأوسط لاتفتقر إلى الجدارة وحسب، بل أن الولايات المتحدة ليس لديها سلطة أخلاقية، وتعرض دوراً قيادياً ضعيفاً، وتتمتّع بنفوذ محدود للتأثير على سلوك شركائها الإقليميين. باختصار، لايمكن الوثوق بأحد، إذ إننا نجد خلف كل عقدة من قصة خاشقجي أجندة مختلفة. ثمة أسئلة كثيرة تُطرح هنا: هل كان يعمل على إطلاق حركة دمقرطة تحرّكها جماعة الإخوان المسلمين، من شأنها ربما تهديد الاستقرار في المنطقة؟ هل كان هو بيدقاً في طموحات تركيا وقطر لتشويه سمعة السعودية؟ هل وقع ضحية رجل قاسٍ مصاب بجنون العظمة وقام بتدمير إرثه الخاص حتى قبل تشكّله؟ أم أنه كان يملك ببساطة معلومات أكثر من اللزوم عن ماضي بلاده، هذا البلد الذي يتخبّط خبط عشواء لإعادة تخيّل نفسه؟ قد لانحصل أبداً على إجابات وقد لاندرك الحقائق. بيد أن الرسالة في التغطية الإعلامية وفي ردود الفعل الحكومية مشوّشة ومثيرة للارتباك، فنشعر وكأننا في عصر فُقدت فيه السلطة المكينة والأساس المتين والقيادة.
3//
شريف منصور | منسّق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين
أقوى الرسائل وأكثرها مدعاة للخوف في هذه القضية تتمثّل في أن ما من أحد بمنأى عن يد السعودية القاسية. وأسوأ المخاوف أن أحداً لن يعرف حقيقة ماحصل لجمال خاشقجي. بيد أن ذلك ليس بلغز، يوجد أمامنا دافع ودليل ظرفي. فلو أن ذلك كان حلقةً من المسلسل التلفيزيوني “سي أس أي: التحقيق في موقع الجريمة” لكانت القضية وجدت طريقها إلى الحل في غضون 5 ثوانٍ. وبما أننا لسنا على دراية كاملة بما حدث لخاشقجي، فهذا يعني أنه ربما دفع أغلى ثمن للتعبير عن آرائه، وأن الحكومة السعودية نجحت في الخروج من الأمر مثل الشعرة من العجين. لقد أقدمت السلطات السعودية، منذ أن تسلّم ولي العهد محمد بن سلطان زمام الأمور، على إخفاء وسجن 16 صحافياً على الأقل داخل حدود البلاد، وفقاً لأحدث تقديرات لجنة حماية الصحافيين. هؤلاء الصحافيون كانوا يعتمدون على خاشقجي لينقل قصصهم، والآن انتقلت الشعلة إلينا وباتت رواية قصته من مهمتنا، ويتوجب علينا بالتالي التأكد من أن المجازفة التي قام بها نيابةً عن هؤلاء الصحافيين لم تكن عبثاً.
4//
كارين يونغ | باحثة مقيمة في American Enterprise Institute، تتركّز أبحاثها حول الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي وشبه الجزيرة العربية
أقوى رسالة يمكن أن يحملها هذا الحدث هو أنه مامن أحد مسؤول، حين يتعلق الأمر بالسعودية والشرق الأوسط الأوسع. وهكذا، نحن نواجه اليوم أزمة تواجد رجال سلطة أقوياء وقادة ضعفاء، من الشرق الأوسط وحتى الولايات المتحدة.
أوضح اختفاء جمال خاشقجي بجلاء تام أن حكومات الشرق الأوسط لاتفتقر إلى الجدارة وحسب، بل أن الولايات المتحدة ليس لديها سلطة أخلاقية، وتعرض دوراً قيادياً ضعيفاً، وتتمتّع بنفوذ محدود للتأثير على سلوك شركائها الإقليميين. باختصار، لايمكن الوثوق بأحد، إذ إننا نجد خلف كل عقدة من قصة خاشقجي أجندة مختلفة. ثمة أسئلة كثيرة تُطرح هنا: هل كان يعمل على إطلاق حركة دمقرطة تحرّكها جماعة الإخوان المسلمين، من شأنها ربما تهديد الاستقرار في المنطقة؟ هل كان هو بيدقاً في طموحات تركيا وقطر لتشويه سمعة السعودية؟ هل وقع ضحية رجل قاسٍ مصاب بجنون العظمة وقام بتدمير إرثه الخاص حتى قبل تشكّله؟ أم أنه كان يملك ببساطة معلومات أكثر من اللزوم عن ماضي بلاده، هذا البلد الذي يتخبّط خبط عشواء لإعادة تخيّل نفسه؟ قد لانحصل أبداً على إجابات وقد لاندرك الحقائق. بيد أن الرسالة في التغطية الإعلامية وفي ردود الفعل الحكومية مشوّشة ومثيرة للارتباك، فنشعر وكأننا في عصر فُقدت فيه السلطة المكينة والأساس المتين والقيادة.
المصدر:
https://carnegie-mec.org/diwan/77515?utm_source=rssemail&utm_medium=email&mkt_tok=eyJpIjoiWVRWbU56TTBNMkUwWkdObSIsInQiOiJyMHNqOVFpcjZObzdkWjNHQ3ZmVklPYStKTXJ2MzZpVDBBbVB3SUVGXC9WRHRjUktTY3VqMVwvNElTZFd1Y1BKTGZOdkJvSTA4c0locUxDcWhZeEswcjY0cVdvWk5ESjNIXC9nbkIwa0tHK0U2Sm1WWjE5UXJSMklrcFBaeUU2YklORCJ9
Comments