الجديد

ماكرون يعد بالمحاربة ضد “عودة إمبراطوريات” في حال إعادة انتخابه رئيسا لفرنسا

التونسيون- وكالات

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الوقوف ضد عودة الإمبراطوريات ستكون إحدى أولوياته في حالة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية.

وخلال تجمع انتخابي في باريس، اليوم السبت، قال ماكرون إن فرنسا والاتحاد الأوروبي يجب أن يتصديا لـ الفوضى الجيوسياسية وعودة إمبراطوريات إلى الساحة العالمية والحروب التي من شأنها أن تؤجج صراعا عالميا.

كما وعد الرئيس الفرنسي بزيادة الإنفاق الدفاعي كي تكون لفرنسا قدرة سلمية كفيلة بخوض عمليات قتالية فعالة إذا ما استدعت الضرورة.

وأكد ماكرون أن فرنسا في ظل رئاسته تبقى دولة مستقلة على الساحة الدولية، قائلا: لسنا تابعين لأي جهة كانت.. وعلينا أن نكون أقوياء ومستقلين.

وستجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أواخر الأسبوع المقبل.

ويتوقع أن ينجح ماكرون في الوصول إلى الجولة الثانية من الاقتراع، باعتباره المرشح الأوفر حظا، وتليه في السباق الانتخابي مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين).”

وقال ماكرون “لقد حان وقت التعبئة”، مطالبا الفرنسيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع في ظل احتمال هزيمته الذي كان مستبعدا تماما قبل أسبوع فقط عندما كان متقدما بفارق 12 نقطة مئوية عن لوبن.

أمام أكثر من 30 ألف شخص، تحدث الرئيس المنتهية ولايته بإسهاب عن مسألة القوة الشرائية التي تتصدر هموم الفرنسيين وصارت موضوعا تركز عليه مارين لوبن، وتعهد مضاعفة “مكافأة ماكرون” ثلاث مرات “اعتبارا من هذا الصيف”، ما يعني أنها يمكن أن تصل “الى 6000 يورو، بدون رسوم أو ضرائب”.

كما أبدى ماكرون تأييده لأن يكون الحد الأدنى لمعاشات التقاعد 1100 يورو لمن أكملوا مسيرتهم المهنية حتى نهايتها، إضافة إلى توظيف 50 ألف مقدم رعاية وممرضة لاعتناء بالمسنين.

لكنه شدد على أنه “لا مال سحريا” من أجل “تمويل كل هذا”، مكررا رفضه زيادة الضرائب وتعميق الديون. واضاف ماكرون الذي يريد رفع سنّ التقاعد إلى 65 عاما تدريجا بحلول 2032، “سيتعين علينا العمل أكثر وقبل كل شيء لفترة أطول لأننا نعيش لفترة أطول”.

بدأ الرئيس-المرشح حملته بشكل متأخر جدا، نتيجة انهماكه بالحرب الروسية على أوكرانيا وما يحيط بها من جهود دبلوماسية، ما عزز في البداية مكانته في السباق الانتخابي.

لكن في غضون ذلك، واصلت مارين لوبن حملتها الميدانية بعيدا عن المدن الكبرى، واستثمرت في مناطق يشعر سكانها أحيانا بالإهمال.

رئيس للأثرياء

ماكرون الذي تعتبره فئة من الفرنسيين “رئيسا للأثرياء” لارتباطه بأوساط المال، اضطر إلى مواجهة سجال نشأ من كشف معلومات تفيد عن لجوء السلطات العامة بشكل مكثف في عهده إلى خدمات مكاتب استشارات خاصة.

لا تزال استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت في الدورة الثانية المقررة في 24 نيسان/أبريل تتوقع فوزه أمام لوبن على غرار ما حصل في الدورة الثانية لانتخابات العام 2017، ولكن بفارق أضيق لا يزيد عن هامش الخطأ في تلك الاستطلاعات.

وقال الخبير السياسي جيروم فوركيه مساء الجمعة لمحطة “فرانس 5” إنه “في الفترة ذاتها من العام 2017، كانت (مارين لوبن) بمستوى 40 أو 41 بالمئة في مقابل إيمانويل ماكرون. اليوم هي بين 46 و47 بالمئة، ما يعني أنها حققت تقدما حقيقيا”.

وصرحت مرشحة التجمع الوطني اليميني المتطرف الجمعة خلال لقاء في شرق البلاد بأنها “مطمئنة”.

وعملت لوبن في السنوات الأخيرة على تحسين صورتها وما ساهم في جعل خطابها يبدو أكثر اعتدالا تقدم المرشح إريك زمور الشديد الراديكالية في طروحاته.

وأثار زمور جدلا مرة أخرى السبت بزيارته سوقا للسلع الرخيصة والمستعملة في منطقة للطبقة العاملة في مدينة مرسيليا (جنوب)، اعتبر أنها توضح “الاستبدال العظيم”، وهي نظرية مؤامرة ترى أنه يجري استبدال السكان الأوروبيين بآخرين مهاجرين وخصوصا من إفريقيا.

وقال زمور من أمام السوق “هنا قمنا باستيراد العالم الثالث”، فيما انهمك الباعة بترتيب سلعهم على الأرض وبيعها بأسعار زهيدة.

ومن دون أن يسميه، هاجم ماكرون خلال اجتماعه الانتخابي دعاة “التقزم العظيم”.

أما المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي تضعه استطلاعات الرأي في المركز الثالث بنحو 15 إلى 16 بالمئة من نوايا التصويت، فقد هاجم السبت كلا من إيمانويل ماكرون ومارين لوبن.

وقال ميلانشون إن “لوبن تقترح نموذج الهشاشة نفسه الذي يقترحه ماكرون، ويظهران عدم اكتراث عميق بالظلم الاجتماعي”، لذلك “سنعمل على الإقناع، سيتغير كثير من الأمور” و”التصويت مفتوح أكثر مما يعتقد كثيرون”.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP