ماهر زين يتجلى في روحانيات نفطة
نفطة – درصاف اللموشي
وقفة شامخة، وضع اليد اليمنى على مكان القلب، كلمات هادئة بصوت متزن، دون صراخ، اغماض العينين، ارتداء الأبيض مع كامل أعضاء الفرقة، توليفة لعرض صوفي بامتياز، أثثه النجم العالمي ماهر زين في مسرح الهواء الطلق بمدينة نفطة، ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان روحانيات (المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية).
ما ان انطلق ماهر زين بأولى أغانيه على الركح “رضيت بالله ربا” حتى أشعله كشعلة نار لا تنطفئ، وسرعان ما ردّدها معه بحماسة الجمهور الغفير لتتالى بعدها أغانيه برائحة صوفية تغنّت بالله والشكر له وحب الرسول والسلام والمدينة ” سلام الله عليه يا رسول الله ” “ان شاء الله” “عليك صلى الله” أما أكثر الأغاني التي تفاعل معها الجمهور وصفق لها طويلا فهي أغنية “مولاي صل وسلم دائماً أبدا” ، ليتقاسم مع الجمهور شوقه وشغفه لوجدان هادئ بلا رواسب يأخذه الى عالم الصوفية حيث حب الله اليقين والرسول.
ولأن التركيز على نوع واحد من الآداء عادة ما يجلب القليل من الرتابة فان ماهر زين أدرك هذه القاعدة ولم يشذ عنها، فغى بعضا من أغانيه باللغة الأنقليزية وفسح المجال لأحد عازفيه من لبنان ليغنيا معا مماويل لبنانية جبلية قائلا “صديقي بيروتي ليس فقط عازف ماهر بل صوت جميل اسمعوه” لتزيد الإيقاعات اللبنانية جوا من الحبور والاشراقة على جمهور متعطش للفرح.
الرتابة التي ابتعد عنها ماهر زين جعلته يغني أغنية لأول مرة يطلقها على مسرح ولم يسبق له اطلاقا أن غناها في اعتراف ضمني بقيمة جمهوره التونسي “قلبي كله متيّم يا سيدي يا محمد” ولم ينسى النجم العالمي مخاطبة الجمهور بكلمات تونسية صرفة “ما شاء الله عليكم ” نحبكم برشا” “نزيدكم” ليصرخ على اثرها الجمهور مرات عديدة باسم الفنان.
وفي تصرح لموقع “التونسيون” أكد ماهر زين أنه يعتبر اللغة الأنقليزية لغة عالمية لذلك أدخلها في أغانيها وبالإمكان التغيير في الموسيقى ومزجها مشيرا الى أنه فخور بدينه ويسعى الى تقديم صورة صحيحة وراقية عن الدين الاسلامي في الغرب، بما أنه يقطن أساسا في السويد، ويرى أنه نجح في ذلك الى حد كبير لكن مازال أمامه عمل ومجهود اضافي لمزيد العمل على نفس الهدف موضّحا “الحمد الله في كل مرة يقع احترام أعمالي” .
وعن رأيه في مدينة نفطة قال أنه قام فيها بجولة قصيرة خلال يومين ولاحظ أنها تمتاز بالسكينة والهدوء وتعطي زائريها الكثير من الراحة.
Comments