محسن مرزوق يرد على السفير الفرنسي في رسالة “تكذيب التكذيب”
توجه محسن مرزوق رئيس حزب “مشروع تونس” برسالة الى السفير الفرنسي بتونس، تحت عنوان: “تكذيب التكذيب”، والرسالة هي رد من مرزوق على بيان السفارة الفرنسية، على الحديث الذي أدلى به مرزوق لاذاعة “موزاييك”، وتحديدا “الفقرة الّتي كنت أتحدّث فيها عن سياق الخلافات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والّتي تحدّثت فيها عن زيارتين أخيرتين للخارج لرئيس الحكومة. واحدة لفرنسا وقد تمّت والثانية لم تقع وكانت مبرمجة لإيطاليا. وهي خلافات أطنبت وسائل الإعلام في الحديث عنها طيلة المدّة الماضية”.
وفي ما يلي نص الرسالة، التي تحصل موقع “التونسيون” على نسخة منها:
رسالة للسفير الفرنسي بتونس
الموضوع: تكذيب التكذيب
سعادة السفير،
تحيّة طيّبة وبعد،
دافعُ كتابتي لكم هو، بكلّ أسف، الردّ على البيان الذي نشرته سفارتكم تعليقا على الحديث الّذي أدليت به لإذاعة موزاييك في برنامجها الناجح “ميدي شو” يوم الجمعة 18ديسمبر 2020.
كان يمكن، في إطار الشفافيّة، التواصل معنا للاستفسار والتثبّت قبل إصدار ذلك البيان المؤسف المبني وفق ما اعتقد على معطيات ترجمة غير دقيقة. حتى لا يبدو أنكم، بدون رغبة منكم، تقفون موقف الانخراط في قضايا وطنية داخلية تخصّنا دون غيرنا.
في الواقع لم أفهم ماذا كذّبتم؟ وتحديدا ماذا كذبتم في ما يهمّكم كسفارة؟ فقد قلتم أنكم تكذّبون جملة وتفصيلا ما جاء في حصّة الحوار التي خصصت معظمها للحديث عن دعوتي لجمهورية تونسيّة ثالثة!!
الأقرب للظنّ أنكم تقصدون الفقرة الّتي كنت أتحدّث فيها عن سياق الخلافات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والّتي تحدّثت فيها عن زيارتين أخيرتين للخارج لرئيس الحكومة. واحدة لفرنسا وقد تمّت والثانية لم تقع وكانت مبرمجة لإيطاليا. وهي خلافات أطنبت وسائل الإعلام في الحديث عنها طيلة المدّة الماضية.
في حديثي عن الزيارتين، قلت، أنّ رئاسة الجمهورية قد عملت على التأثير سلبيا بشكل مباشر أو غيرمباشر عليهما. وهذا أشارت له مقالات إعلامية متعددة. كما أشرتّ أن استقبالكم في الرئاسة، لم أقل تحديدا، كما يؤكّد التسجيل، أنّ استقبالكم وقع من طرف رئيس الجمهوريّة، هو في توقيته القريب من زيارة رئيس الحكومة لفرنسا، سيؤثّر سلبا عليها.
حسنا، لم أجانب الصّواب في حديثي عن ذلك اللقاء صحبة كاتب دولة فرنسيّ، لأنّه حصل فعلا مع مديرة ديوان رئيس الجمهورية وهذا ما أعرفه وما قصدته. وهو لقاءٌ تناولته، هو أيضا، بالصورة وسائل إعلام وأطراف سياسية متعدّدة كتبت وقالت حوله أشياء لا مسؤولية لي فيها، دون أن يصدرتكذيب منكم أو توضيح من الرئاسة.
ماذا بقي إذن من تكذيبكم؟ أنّكم تكذّبون اعتقادي أن هذا اللقاء بالنسبة لي هو بمثابة قول الجماعة في رئاسة الجمهورية أنّهم ليسوا سعداء بمشروع الزيارة؟ ولكنكم تكذّبون رأيا هنا. والرأي يناقشُ ولا يكذّب. وهو رأي يهمّني ويتعلّق بموقفي الحرّ من أداء مؤسّسات بلدي ولا دخل لسفارة أجنبية فيه.
كان المفروض أن تردّ عليّ مديرة ديوان الرئيس لا سعادتكم. فاللقاء كان في رئاسة الجمهورية مع سفير معتمد في تونس. لذلك تقع مسؤولية اللقاء على الرئاسة لا على السفير المعتمد.
أمّا الجزء الأوفر من بيانكم، فقد تعلّق بوصف نجاح الزيارة المذكورة. ولا أفهم موضع هذا الجزء من التكذيب. فأنا لم أتحدث في الموضوع ولم أصف الزيارة بل أطنبتْ في وصفها السلبيّ وسائل إعلام وشخصيات كثيرة، لا أتفق معها، دون أي ردّ فعل منكم. ولا أتوقّع ردّ فعل، فنحنُ في بلد حرّ مستقلّ، نقول فيه رأينا بحريّة.
سعادة السفير،
لا أنتظر منكم بيان اعتذار. فهو أكثر صعوبة في الديبلوماسية من بيان التكذيب. وأنا آسف فعلا لأنّني اضطررت لهذا الردّ العلنيّ. لم يكن بوسعي غير ذلك فبيانكم كان علنيّا. وطننا ومصداقيتنا وحريتنا هي فوق كل اعتبار.
مع فائق عبارات التقدير والاحترام وأملنا أن تتميّز وتتطوّر العلاقات التونسيّة الفرنسيّة في كل المجالات.
تونس في 19 ديسمبر 2020
محسن مرزوق
Comments