الجديد

محمد الغرياني يدافع عن التعديلات على القانون الانتخابي ولا يعتبرها اقصائية

محمد الغرياني يدافع عن التعديلات على القانون الانتخابي ولا يعتبرها اقصائية
ويقول عبير موسي تتعامل مع “الدساترة كطائفة”
 
حاوره: هشام الحاجي
في حوار مع موقع “التونسيون” دافع محمد الغرياني الامين العام السابق للتجمع الدستوري المنحل و القيادي حاليا بحركة “تحيا تونس ” عن التنقيحات المثيرة للجدل التي تعتزم الحكومة ادخالها على القانون الانتخابي عشية الاستحقاقات الانتخابية، واعتبرها “تعديلات غير اقصائية و “لا ترتبط بحساب ظرفي لآنه لا شيء يمنع من ترشيد سلوك الناخب حتى يكون صوته بناءا”، وفق قوله.
في ما يلي نص الحوار
 
س/ اثار مشروع تنقيح القانون الانتخابي جدلا سياسيا وقانونيا ودستوريا، اذ اعتبره البعض إقصائي، وقد اتهمك البعض بالضلوع في صياغة بعض فصول هذا القانون. فما هو رايك في هذه التنقيحات أو التعديلات المزمع ادخالها ؟ و ما هو ردك على  ما نسب اليك ؟
ج/ لست من الذين يتوقفون طويلا عند اتهامات لا اساس لها من الصحة و لم اشارك من قريب او من بعيد في اعداد هذا القانون و ان كنت اساند هذا التوجه نحو تعديل القانون الانتخابي لعدة اسباب من اهمها ازالة كل ما من شانه ان يمثل شوائب للمناخ السياسي و الانتخابي بما من شانه ان يعزز شروط الترشح لان المواقع العامة في الدولة و في مختلف السلط لا يجب ان تكون هدفا سهلا لكل من هب و دب و لا بد بالتالي من وضع الشروط التي تحفظ مكانة و رمزية هذه المواقع حفاظا على رمزية المسؤوليات السياسية التي تحتاج الى الخبرة النظرية و السياسية و الحزبية و الادارية.
س/ لكن التنقيحات وضعت على القياس لإقصاء أطراف وشخصيات بعينها وهذا رأي الكثيرين من أساتذة القانون ومن الناشطين السياسيين؟
ج/ انا متأكد ان هذا التنقيح لا يستهدف شخصا او جماعة بعينها لكن الهدف منه هو ترشيد المناخ السياسي في مرحلة انتقال ديمقراطي صعبة و معقدة من حيث اندراجها في ظرف اقتصادي و اجتماعي صعب و سياق اقليمي متقلب و هي تنقيحات لا ترتبط بحساب ظرفي لآنه لا شيء يمنع من ترشيد سلوك الناخب حتى يكون صوته بناءا.
س/ هناك ما يشبه المفارقة التي تعيشها حركة “تحيا تونس” لأنها تريد ان تقدم بديلا و لكنها مجبرة على تحمل عبء حصيلة الحكومة فكيف ترى الخروج من هذه المفارقة؟
ج/  حركة “تحيا تونس” هي حاليا في مرحلة التأسيس حتى و ان كان جل مكوناتها تستند الى خبرة عدد كبير من اعضائها و هو عامل ايجابي يساعد على اقامة بناء تنظيمي متين و متماسك في اسرع وقت . و “تحيا تونس” تساند تمشي حكومة الائتلاف الوطني و هي مدركة للصعوبات التي تستوجب حلولا  للهشاشة الاجتماعية و تنامي الفقر و البطالة و الجريمة و التفاوت بين الجهات و مشاكل الشباب و هي عوامل نأخذها بعين الاعتبار و سنفردها برؤى و حلول في برنامج الحركة الانتخابي .
و التوجه نحو العقاب لا يستقيم منطقيا لان موقع المتفرج سهل و مواجهة الاوضاع صعبة اذ يجب ان لا ننسى الظروف التي وجدت فيها الحكومة نفسها و يكفي التذكير بضعف المنظومة المؤسساتية و الخلاف داخل السلطة التنفيذية و الارتباك في عمل السلطة التشريعية و الحكومة اطلقت الحرب على الفساد و هو عمل مهم و متواصل و حافظت على الاستقرار السياسي و الامني و الاجتماعي و حدت من التداعيات السلبية للظرف الاقليمي المضطرب و المتقلب و اوقفت تفاقم المؤشرات السلبية في بعض الميادين و نحن في حركة “تحيا تونس” ندعم الحكومة دون تحفظ و سنساهم ببرنامجنا الانتخابي في تجاوز بعض النقائص من خلال التركيز على التنمية الجهوية و بعض الشرائح التي تخشى من الهشاشة كالشباب و المتقاعدين.
س/ كيف تقيم الأداء السياسي للحزب الدستوري الحر ؟
ج/ هناك تباين واضح بيننا و بين الحزب الدستوري الحر و هذا التباين هو نتيجة فرز طبيعي بين قوى دستورية اختارت العمل الديمقراطي و انخرطت من منطلق النقد الايجابي للماضي في مسار الانتقال الديمقراطي من اجل تعميقه و الحزب الدستوري الحر الذي اكتفى بتمجيد الماضي و اراد تحويل الدساترة الى ما يشبه الطائفة المنغلقة و المتمحورة حول ذاتها و العاجزة على التفاعل الايجابي مع بقية القوى السياسية و هو ما رفضه اغلب الدساترة لان الفكر الدستوري هو فكر انفتاح و تفاعل ايجابي و بناء.
س/ ما هي مؤاخذاتكم على حركة النهضة؟
ج/ لامؤاخذات لي لحركة النهضة او لغيرها من الاحزاب السياسية لان التنافس السياسي لا ينبني على المؤاخذات بل على الاختلاف في البرامج خاصة و ان الثقافة الدستورية الجديدة ترفض الاقصاء و تؤمن بالمنافسة و باحترام قوانين اللعبة و بما اننا في مرحلة اعداد البرامج احبذ ان تظهر اختلافاتنا مع حركة النهضة في البرنامج الانتخابي لحركة “تحيا تونس “.
س/ الى اين وصل مسار الاندماج بين “حزب المبادرة” و حركة “تحيا تونسخاصة مع وجود اصداء حول رفض داخل هياكل المبادرة لهذا التمشي ؟
ج/ الاندماج يتقدم و يسير على مراحل و بطريقة مركزة و وفق مرحلية معلومة و سيكتمل في 30 جوان الجاري و لدينا في هذا الصدد ارادة مشتركة صادقة من اجل بناء قطب سياسي يمثل الاغلبية في الساحة الوسطية و عملية الاندماج تتم بسلاسة في مستوى الهياكل المركزية و الجهوية و المحلية و مما يسرها الى جانب الارادة السياسية هو الاشتراك في المرجعية وفي التعامل مع التراث الوطني و الاصلاحي و ارث الدولة الوطنية منذ تأسيسها الى انهيار تجربتها.
س/ لكن هناك معلومات تفيد بوجود احتجاجات من ابناء المبادرة في الجهات؟
ج/ لا علم لي بوجود احتجاجات او “جيوب رفض” كما وصف البعض خاصة و ان القرار بالاندماج مع حركة “تحيا تونس ” قد وقعت مناقشته في مستوى كل هياكل حزب المبادرة المخولة لاتخاذ القرار و وقع الحسم بطريقة ديمقراطية و شفافة في اتخاذ هذه الخطوة التي حظيت بأوسع قبول ممكن من اطارات و منخرطي حزب المبادرة الذين يهمهم بناء قطب سياسي وسطي و الحوار ازال كل مواطن الاختلاف حول التمشي و في كل الحالات نحن على تواصل مع القواعد من اجل مزيد التوضيح و تشريكهم في عملية بناء المشروع السياسي الجديد.
 

هشام الحاجي [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP