مريم بلقاضي .. الاعلامية الحرة
علاء زروق
اكتشف المشاهد التونسي بعد 14 جانفي 2011 نوعا جديدا من البرامج التلفزية، و هي البرامج السياسية الحوارية، التي يرتفع فيها سقف الحرية، و تتواجه فيها الأفكار دون قيود.
لا شك أن إدارة حوارات على هذه الشاكلة يحتاج إلى مزج دقيق و دقيق بين الإعداد الجيد للبرنامج في أدق تفاصيله، و لثقافة متعددة الجوانب و إلى حضور ذهني، في أعلى الدرجات لأن التوجه للمشاهد لا يجب أن يكون على حساب متابعة التفاعلات اللاشفوية بين الشخصيات، التي تؤثث الحوار و ما قد يطرأ من أخبار و مستجدات.
و تبدو مريم بلقاضي المنشطة الأقرب للاستجابة لكل هذه الضوابط و “الاكراهات” و هو ما جعل برنامج “تونس اليوم ” الذي تنشطه في قناة “الحوار التونسي ” البرنامج السياسي الأكثر تأثيرا في خارطة الميديا التونسية.
مريم بلقاضي تجر خلفها تجربة في إدارة البرامج الحوارية و إعدادها تقارب العشر سنوات ، أصبحت خلالها الأكثر تحكما في ردود فعلها علاوة على أنها لا تعاني مما يعاني منه بعض المنشطين من “نهم مرضي ” لاحتكار الكلمة و لمقاطعة الضيوف.
و هو ما يجعلها تدير البرنامج بسلاسة رغم التناقضات الواضحة و الجلية بين المحللين السياسيين الذين يشتغلون في البرنامج و الذين يتميزون بتمسك كل واحد منهم على الدفاع عن مواقفه و رؤيته.
سلاسة مريم بلقاضي في التنشيط لا تعني غيابا للموقف و المقاربة و لكنها تحسن اختيار السياق الذي تعبر فيه عن موقفها حتى لا يبدو مسقطا و هو ما يزيد في منحه قيمة ومصداقية، جعل من بلقاضي المنشطة الأكثر قبولا لدى المشاهد التونسي، لتكون بذلك النجمة لنوع البرامج السياسية.
Comments